Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

في خضم التطور.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي قراءة أفكارنا؟

Lebanon 24
05-05-2024 | 23:00
A-
A+
Doc-P-1195875-638505496633755936.jpg
Doc-P-1195875-638505496633755936.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شهد القطاع التقني في الآونة الأخيرة تقدمًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وواجهات التخاطب بين الدماغ والحاسوب التي تُعرف اختصارًا باسم (BCIs)، ففي نهاية شهر كانون الاول 2024، نجحت شركة (نيورالينك) Neuralink في زراعة شريحة داخل دماغ رجل أميركي يُعاني من الشلل الرباعي، وقد مكنته هذه الشريحة من التحكم بمؤشر الماوس عبر الشاشة بمجرد التفكير في الحركة.
Advertisement

وفي أيار 2023، أعلن باحثون أميركيون عن تقنية ثورية تسمح بفك تشفير الكلمات التي يفكر فيها الشخص من خلال مسح الدماغ، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما طور باحثون في جامعة التكنولوجيا في سيدني (UTS)، قبعة تُسمى (BrainGPT) تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي لقراءة أفكار العقل وترجمتها إلى نص قابل للقراءة، وقد أثار هذا المشروع ضجة إعلامية آنذاك تحت عنوان: "قبعة الذكاء الاصطناعي لقراءة الأفكار".

وهنا تثير التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية العديد من التساؤلات، أبرزها: هل تستطيع الغرسات العصبية والذكاء الاصطناعي قراءة العقول فعلًا؟
تنبثق تجربتنا الواعية من نشاط الدماغ، هكذا وصلت أفضل معارفنا العلمية اليوم. فكل حالة ذهنية نمر بها، سواء كانت التفكير في الإمبراطورية الرومانية، أو تخيل تحرك المؤشر عبر الشاشة، تقابلها نمط خاص من نشاط الخلايا العصبية  في دماغنا.

يعني ذلك نظريًا أن قراءة أفكارنا باتت ممكنة من خلال أجهزة تتبع حالات الدماغ، فإذا تمكنت هذه الأجهزة من فك شيفرة أنماط النشاط العصبي بدقة، فقد تصبح قادرة على تحديد ما يدور في عقولنا.

لكن تكمن التحديات الحقيقية في تحديد التطابقات الدقيقة بين حالاتنا العقلية الواعية وحالات الدماغ المقابلة لها. فالعقل البشري معقد للغاية، ونطاقه واسع لدرجة قد تجعل من الصعب ربط كل فكرة أو شعور بنمط عصبي محدد بشكلٍ دقيق.

لذلك تُعدّ مهمة قراءة الأفكار من خلال نشاط الدماغ معقدة للغاية، بل قد تفوق وصفها بالصعوبة.

ومن ثم، يُشكل استخلاص العمليات العصبية المسؤولة بنحو دقيق عن الإدراك الواعي للوجه تحديًا هائلًا. ولم يتمكن علم الأعصاب الحالي حتى الآن من حل هذا اللغز المُعقد. وحتى لو تمكنّا من تحقيق ذلك، فلن نصل سوى إلى تحديد الارتباطات العصبية لتجربة إدراك الوجه بنحو عام، دون القدرة على التمييز بين وجوه محددة.

لذلك، حتى لو شهد علم الأعصاب تقدمًا هائلًا في المستقبل، فإنّ قراءة الأفكار بدقة من خلال فحص الدماغ تبقى بعيدة المنال، لأن الجهاز لن يتمكن من تحديد هل ترى باراك أوباما، أم شخص قريب منك، أم وجهًا لا تعرفه.

وبينما تُعدّ نجاحات الغرسات العصبية مُبهرة، ومن المرجح أن تُقدم الغرسات المستقبلية معلومات أكثر تفصيلًا عن نشاط الدماغ، لا تُشير هذه التطورات إلى إمكانية تحديد مطابقات دقيقة بين حالات ذهنية محددة وحالات دماغية محددة، ومن ثم، فهي لا تُقربنا من تحقيق قراءة الأفكار الحقيقية.

وبالنسبة لما يتعلق بقراءة الأفكار باستخدام نظام يجمع بين فحوصات الرنين المغناطيسي للدماغ والذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقرأ الأفكار من خلال تحليل صور فحوصات الرنين المغناطيسي التي تقيس تدفق الدم إلى مناطق مختلفة في الدماغ.

إذ طُلب من المشاركين في الدراسة الاستماع إلى الكتب الصوتية لمدة 16 ساعة أثناء وجودهم داخل ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، كما شاهدوا فيلمًا صامتًا.

وفي الوقت نفسه، استخدم الباحثون نسخة مطورة من روبوت الدردشة (ChatGPT) لترجمة نشاط الدماغ إلى نص مكتوب، ما سمح لهم بقراءة أفكار المشاركين في التجربة وتحويلها إلى نص مكتوب لما كانوا يستمعون إليه، أو يتخيلونه أو يشاهدونه. ومع ذلك لم يكن هذا النظام دقيقًا للغاية، ولكن تُعدّ قدرته على توقع هذا المحتوى العقلي بنحو أفضل من مجرد الصدفة إنجازًا مثيرًا للإعجاب.
 
تُثير التطورات الحديثة في مجال قراءة الأفكار باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول مدى قدرتها على مراقبة النشاط العقلي. لكن للإجابة عن هذا السؤال، يجب علينا أولًا تحديد حجم النشاط العقلي الذي يتكون من سرد مُستمر واضح المعالم ويمكن التعبير عنه بلغة مباشرة.

والحقيقة، أن هذا الجزء من النشاط العقلي محدود للغاية. فمعظم أفكارنا وتجاربنا العقلية تمتاز بأنها سريعة التغير ومتعددة المسارات، وتشمل إدراكات اللحظة الحالية والذكريات والتوقعات والخيالات، وكلها تحدث في وقت واحد.

ومن ثم، يصعب تصور كيف يمكن لنص مكتوب، حتى لو أُنتج بواسطة أذكى ماسح ضوئي للدماغ مقترنًا بأحدث تطورات الذكاء الاصطناعي، أن يلتقط كل هذه التفاصيل بدقة. (البوابة العربية للأخبار التقنية)


المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك