في خطوة جاءت مفاجئة للكثيرين، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، منافسه الجمهوري دونالد ترامب، إلى تقديم موعد أول مناظرة رئاسية ضمن سباقهما نحو البيت الأبيض، بثلاثة أشهر عن موعدها المحدد سلفا.
وتأتي هذه الدعوة مع استمرار تراجع بايدن في استطلاعات الرأي، رغم إنفاق حملته عشرات الملايين من الدولارات على الدعاية الانتخابية، وعدم تأثر السباق بالمحاكمة الجنائية لمنافسه ترامب، إضافة إلى أن العديد من مزاياه الكبيرة من حيث التمويل والبنية التحتية، لم تتحول بعد إلى مكاسب سياسية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
ووفقا للصحيفة، فقد كان الهدف من وراء هذه الخطوة لفت انتباه الأميركيين بشكل عاجل إلى "الخيار المصيري" الذي ينتظرهم في عام 2024، إذ لا طالما اعتقد مستشارو بايدن أن إدراك الناخبين أن المواجهة ستجمع بين بايدن وترامب، سيؤدي إلى تحسن شعبية الرئيس المنخفضة حاليا.
ووافق فريق ترامب بسرعة على الدعوة التي اشترط فيها بايدن الاكتفاء بإجراء مناظرتين رئاسيتين متلفزتين فقط، وشرع الملياردير المثير للجدل في مهاجمة خلفه، معتبرا على وسائل التواصل الاجتماعي أن منافسه كان "أسوأ مناظر واجهته على الإطلاق".
"مناورة بايدن"
وشكَّلت مناورة بايدن بتقديم موعد المناظرة اعترافا ضمنيا منه بتأخره في سباق إعادة انتخابه، مراهنا بذلك على أن تسريع جدول المناظرات سيدفع الناخبين بإعادة الانخراط في السياسة ومواجهة احتمالية عودة ترامب إلى السلطة.
ومع ذلك، فإن اقتراح إجراء أقرب مناظرة عامة في تاريخ التلفزيون يبقى وسيلة للتخفيف من المخاطر المحتملة لوضع رئيس يبلغ من العمر 81 عاما على خشبة المسرح بشكل مباشرة ولمدة 90 دقيقة كاملة، وفقا للصحيفة.
ومن خلال الموافقة على مناظرتين بدلا من الثلاث التي جرت عليها العادة، تحُدّ حملة بايدن من تعرضه للمخاطر. وبجدولة المواجهات بعيدا عن يوم الانتخابات، سيكون لدى كلا المرشحين أيضا فرصة للتعافي إذا ما تعثرا خلال المناظرات.
وتشير الصحيفة أيضا إلى الخطر الذي يمثله اقتراح تقديم المناظرات على ترامب، وذلك لأن بايدن أدى بشكل جيد في لحظات مهمة عندما كانت التوقعات منخفضة بشأنه - بما في ذلك مناظرات عام 2020 وخطاباته الأخيرة عن حالة الاتحاد.
وقال بايدن في رسالة فيديو نُشرت على منصة "إكس" إن "دونالد ترامب خسر مناظرتين أمامي في عام 2020. ومنذ ذلك الحين لم يحضر مناظرة". وأضاف: "الآن يتصرف وكأنه يريد أن يناظرني مرة أخرى.. سأفعل ذلك مرتين".