Advertisement

لبنان

عن نعيم وأولاده الـ 9.. والعقوق بأبشع صوره

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
13-08-2018 | 04:32
A-
A+
Doc-P-502131-6367056773957473125b714219383a1.jpeg
Doc-P-502131-6367056773957473125b714219383a1.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

ثمة مشاهد نراها، أو حكايات نسمعها، تثير فينا الأسى والدمع. نشعر بالحزن يعتصر قلوبنا. نحسّ بالألم لأن قلوبنا لم تزل تنبض بالحب والرحمة. لكن هناك قلوب باتت قاسية وجامدة كالصخر لا تذيب قساوتها لا الدموع ولا القيم ولا كل الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية.  

هل لإنسان أن يتخيل أن رجلاً في الــ 78 من عمره، يطرد من بيته عند الثانية فجراً ويترك لمصيره؟ نعم، صدقوا، هذا ما جرى مع "نعيم" (اسم مستعار). الأب الذي لم يبخل على أولاده التسعة من الإناث والذكور بما يحتاجونه ليكبروا، هكذا أصبح مصيره... في الشارع! 

كبر "نعيم" واعتقد أنه سيمضي آخرته في كنف عائلة ككل العائلات التي يعتني أبناؤها بآبائهم وأمهاتهم عندما يصيبهم الكبر والعجز. لكن سوء القدر لم يمنح "الأب" ما كان يمنّي النفس به. 

فابنه البكر، "شادي"، لا ينفكّ يتطاول عليه ويضربه بكل ما أوتي من قوة. حالة "نعيم" ليست على ما يرام. فالأب السبعيني يعاني من الحساسية المفرطة وآلام المفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة. لكن كل هذا لم يشفع له عند أحد من اولاده. 

"لبنان 24" إلتقى الأب المعنّف "نعيم"، وسمع منه شكواه، لعل بقية من الانسانية تستيقظ في أبنائه.

"كان يركلني ويرميني في منتصف الليالي في الشارع. أنا بلا منزل وأقيم عند إبني الكبير"، يقول نعيم بحسرة ثم يضيف: "اتفق أولادي الشباب على أن يتقاسموا الدور في ايوائي كما هي العادة عند كل العائلات في لبنان". يصمت قليلاً لكن في برهة الصمت يتنهد ويذرف الدموع، ويتابع: "أبدو لك حساساً أليس كذلك؟ نعم أنا هكذا، وأموت من الحزن والحسرة كل يوم على الوضع الذي وصلت إليه". 

لم يحب "شادي" والديه يوماً. هذا ما كشفه الوالد نعيم الذي روي أن ابنه البكر، وحالته المادية مقبولة، كان يضرب والدته أيضاً.

كيف يمكن لولد أن يضرب أمه أيضاً؟ هذا ما فعله الأب الآخر "ناجي" بشهادة والده. "كان يعتدي على أمه بالضرب حتى قبل وفاتها بأيام. قبل موتها تركت معه مبلغاً من المال ليتكفل بجنازتها فسرق المال حين توفيت واختفى يوم الجنازة"!.

تنتاب نعيم فترة من الشرود. ينظر إلى البعيد. يتذكر وترتسم على شفتيه ابتسامة منكسرة. "كان المخفر يتصل بشادي ويجبره على ارجاعي لمنزله، لكنه كان ينتقم مني فيعذبني ويضربني ويترك زوجته وأحفادي يستهزئون بي ويعاملوني معاملة سيئة". 

وفيق، ابن نعيم الثاني وضعه المادي جيد أيضاً، لكنه يأبى أن يستقبله لأكثر من 5 أيام في الشهر، ثم "يرميني" يقول الوالد.

أما ابنة نعيم، سارة، التي تحمل جنسية أوروبية، فوضعها المالي "فوق الريح، لكنها لا تتعرف عليّ وعندما أمرض وأطلب منها أن تساعدني بثمن الدواء كان تشعرني أني أشحذ منها". 

رغم حكم القضاء بتقديم مساعدة مالية ثابتة لنعيم، إلا أن أحداً من أولاده وبناته لم يقدم له فلساً، ولذلك فهو مضطر للعمل ليتمكن من السكن في غرفة مع عمال آسيويين. 

لا يبدي نعيم أسفاً على الرفاهية التي كان يعيشها وكيف انتهت حياته كسائر العجزة ممن تخلى عنهم أولادهم، بل يذرف الدمع على غياب زوجته التي كانت تشكل له الحضن والسند. "تركتني ورحلت. يا ليتني مت قبلها"، يقول.

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك