Advertisement

صحافة أجنبية

التحقيقات باستشهاد «الإطفائيَين»: خلل في التجهيز

لينا فخرالدين

|
Lebanon 24
12-05-2015 | 23:40
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان على عادل سعادة ومحمّد المولى أن يطفئا الحريق الذي اندلع داخل مستودع نبيل الترك للقرطاسية نهاية الشهر الماضي، وأن يعودا إلى فوج إطفاء بيروت ثم إلى منزلهما. ولكنّ ذلك لم يحصل. أكثر من مرة توجّه العريفان إلى المستودع لمحاولة إخماده، ثم عادا إليه لآخر مرة من دون أن يدركا أنّ المستودع سيكون مكان استشهادهما. هل وقع أحد العريفين إثر سقوط عدد هائل من صناديق الأوراق على رجله أدّت إلى كسرها ومنعه من الحركة؟ هل نفدت كميّة الأوكسجين من أجهزة التنفّس الاصطناعيّة التي كانت بحوزتهما؟ هل إنّ سعادة والمولى لم يزوّدا بأجهزة تواصل مع المسؤولين المولجين بمتابعة الحريق؟ هل هناك تقصير في متابعة الشهيدين بعد توجّههما إلى المستودع؟ هل كان هناك قلّة تقدير للحريق الذي جرى والمواد شديدة الاشتعال التي كانت بداخله والطريقة المثلى لإخماده؟ هل ينقص فوج الإطفاء الكثير من الخبراء والأجهزة المتطوّرة التي كان وجودها يبعد احتمال استشهاد عريفين كانا يحاولان حماية قاطني المبنى؟ الكثير من الأسئلة التي تطرح عن كيفيّة استشهاد إطفائيين اثنين. بالطبع، لن تعيد الإجابات عنها الروح إلى الجسدين، ولكنّها قد تعطيهما حقّهما الطبيعي للإجابة على سؤال «لماذا وكيف؟». كما أنّها تريح، ولو قليلاً، قلوب أهاليهما وأصدقائهما الذين فقدوا شابين لم يكملا بعد الثلاثين عاماً. ولذلك، فقد باتت التحقيقات بملابسات استشهاد العريفين قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، ليقوم إثرها محافظ بيروت زياد شبيب برفعها إلى وزير الداخليّة والبلديّات نهاد المشنوق لاتخاذ الإجراءات اللازمة. ووصلت التحقيقات، التي جرت على أعلى المستويات وتمّ الاستماع فيها إلى عناصر وضباط فوج إطفاء بيروت وصولاً إلى «رؤوس كبيرة» إن كان في فوج الإطفاء أو بلديّة بيروت، ثم تحليل هذه الإفادات والاستماع إلى خبراء متخصّصين، إلى الأسباب التي أدّت إلى استشهاد سعادة والمولى ورسم صورة دقيقة عمّا حصل في «اليوم الأسود». العناصر كثيرة التي أدّت إلى مقتل سعادة والمولى، غير أن أهمّها كان: حدوث خلل في إدارة عمليات إخماد الحريق وخلل آخر في التجهيز، ومنها فقدان أجهزة الاتصال وآلات التنفّس الاصطناعي. يتوقّف المتابعون عند الجديّة والاحتراف والسرعة التي تميّزت بها التحقيقات، بالإضافة إلى التدابير الإجرائية والانضباطيّة التي صدرت عن محافظ بيروت، كقيامه بتنحية ضابطين من الفوج ومنع عناصر الفوج من التصريح بغية حفظ سير التحقيقات واحترام القوانين المرعيّة الإجراء، مؤكدين أن ذلك يؤكّد أن شبيب ماضٍ بها حتى النهاية من دون أن ترمى على «رفّ النسيان». وإذا كانت التحقيقات ستعلن على الملأ، تماماً كما حصل بمسألة تنحية ضابطي الفوج، أو أنّها ستبقى محصورة بين جدران غرف المعنيين، فإن استشهاد سعادة والمولى يفتح الباب واسعاً أمام وضع فوج الإطفاء والتحدّيات التي يواجهها. أن يستشهد عنصران منه خلال أداء عملهما فهذا يعني حكماً أن أوضاع الفوج ليست على ما يرام، ولكن في الوقت عينه هذا لا يعني أن على عناصر الفوج وضباطه والمسؤولين عنه ترك الأمور وإقفال أبواب مكاتبهم. بالنسبة لمتابعي أوضاع الفوج برمّته، إن المطلوب هو الحاجة إلى «انتباه أكثر من قبل المعنيين به والضباط المولجين لمتابعة حاجات الفوج، ولا سيّما تأمين التمويل اللازم للحصول على التجهيزات اللازمة وإدخال التحديث والتطوير»، مذكرين بأن طلبات الآليات التي تقدّم بها الفوج لم تلب حتى اليوم... وقس على ذلك. يشير هؤلاء إلى أن بلديّة بيروت، التي صرفت منذ أيّام قليلة حوالي 200 مليون دولار لشراء عقارات (كمقار لمسلخ وأسواق خضار وموقف سيارات)، قادرة على تلبية احتياجات جهاز يضع فيه عناصره أرواحهم على أكفّهم كلّما خرجوا بمهمّة. أمّا البعض الآخر فيرى أنّ المسؤوليّة في تأمين اللوازم ليست على بلديّة بيروت فحسب التي أعطت أكثر من مرة حوافز لـ «مشاريع الشهداء»، وإنّما من الواجب أيضاً أن يكون المسؤولون على الجهاز على أهبّة الاستعداد لمتابعة دقيقة لكلّ ما يجري في الداخل والطلب من البلديّة تأمين الاحتياجات». يسألون: «هل هناك مراسلات من مسؤولي الفوج إلى بلديّة بيروت أو محافظها بضرورة تأمين احتياجات ملحّة، كأجهزة اتصال وآلات تنفّس؟».
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك