Advertisement

مقالات لبنان24

أميركا والسعودية والتوازن المفقود

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
21-04-2016 | 02:34
A-
A+
Doc-P-142804-6367053792632615921280x960.jpg
Doc-P-142804-6367053792632615921280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحتاج الولايات المتحدة اليوم وغداً إلى التوازن الحقيقي في الشرق الأوسط، وعليها انطلاقاً من ذلك أن تدرك أن اختلال الموازين لن يعود بالضرر على المنطقة بل سيكون لها من ذلك نصيب. أمس، ومع زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للمملكة العربية السعودية ربما بقيت القضايا الجوهرية في المنطقة بعيدة فعلياً من النقاش. فالملفات الجديدة التي تفرض نفسها كثيرة ليس ابرزها على الإطلاق الملف المرتبط بأحداث الحادي عشر من أيلول، وهو فعلياً اكثر أهمية لكلا الجانبين من مسألة التمدد الإيراني، والذي بات يشكل خطراً على دول الخليج العربي بأسرها. فأحداث الحادي عشر من أيلول هي القضية الأهم بالنسبة إلى اميركا، لا لكي تحاسب مرتكبيها بل لتبقي على المبررات الداخلية للحروب المتنقلة في العالم، والتي تديرها الولايات المتحدة تحت عنوان محاربة الاٍرهاب. ومن هنا احتاجت واشنطن لا الى ادانة أي جهة، خاصة المملكة، بل الى حسن إدارة ملف الاٍرهاب الدولي، والذي صار يتهدد أوروبا. ومثل هذا الامر لا تخدمه احداثيات الاتهام للمملكة. وإلا فكيف لاميركا أن تطلق على السعودية أنها الحليف العربي الابرز، وهي توجه إليها تهمة الاٍرهاب، فهل تحرض أميركا جمهورها على حلفائها؟ وكيف ستنجو القيادة الأميركية من مثل هذه المعضلة، خاصة ان التطرّف صار جزءاً من بعض تركيبة أميركا، كما صار مادة في خطاب مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ هنا يمكن القول إن الادارة الأميركية معنية برفع الغيبة عن نفسها وعن المملكة، وحيث يمكن الحصول من السعوديين على تقديمات إضافية بعيداً من مسألة التشويه المضر لاميركا على عتبة انتخابات الولاية الحساسة عالميا وشرق اوسطيا. اضافة الى ذلك، فان السعودية التي كانت دائما الحليف الاصدق للولايات المتحدة والضمانة الحقيقية للاعتدال تحتاج لا الى ما يحبط عزيمتها أو يحول اهتماماتها عن القضايا الاساسية. فالملفات السياسية المرتبطة بالحاضر أهمّ، وملف النفط أهمَ ايضاً، وهو الذي يضغط على ايران وروسيا اقتصادياً، إلا انه يشكل عبئا اضافياً على الولايات المتحدة المهددة مالياً بديون طائلة ترزح تحتها . ثم ن العالم العربي قبل وبعد الاتفاق النووي يحتاج الى ما يحد من مخاوفه المتعلقة بالتمدد الإيراني المتمادي. فالشعوب العربية وإذ تتجنب اتهام الولايات المتحدة مباشرة بتوفير الأجواء المؤاتية لإيران للتمدد من أفغانستان الى العراق فالبحرين فاليمن وفي سوريا طبعا وفي لبنان، إلا أنها تعتبر أن أميركا غضت الطرف عن ذلك، لذلك يحتاج العالم العربي الى تفسير أميركي اولاً، والى العودة لأحداث التوازن المفيد لها، بحيث أن ايران وإذا حققت المزيد من الانتصارات اقليمياً فسيصبح الانتصار عليها دوليا صعباً. اذاً، تأتي لقاءات المسؤولين الأميركيين والسعوديين فالخليجيين في توقيت الحاجة للعودة الى التوازن، وفي مرحلة اعادة صياغة الخرائط في المنطقة، وفي توقيت اعادة صياغة المنظومات والتوجهات وحتى الرؤى في الشرق الأوسط . اما السؤال المطروح بإلحاح فهو: ماذا تريد أميركا وما الذي يمكن للسعودية أن تقدمه وما الذي يمكن أن يعيد التسويات الى الواقعية والى الهدوء. ربما السؤال الأوضح المطروح اليوم هو : كل الأداء السابق رعى وشارك في إدارة المرحلة الفوضى ترى ماذا بعد؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك