Advertisement

مقالات لبنان24

مؤسسة... فوق كل الصراعات

كلير شكر

|
Lebanon 24
31-07-2017 | 07:04
A-
A+
Doc-P-344100-6367055650131145821280x960.jpg
Doc-P-344100-6367055650131145821280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وكأن التاريخ بذاته حرص على ردّ الاعتبار للجيش، فاختار التوقيت نفسه ليسطر نصراً كتب بدماء ضباط وعناصر من المؤسسة العسكرية. قبل ثلاث سنوات بالتمام والكمال وفي بداية شهر آب تحديداً كان الجيش اللبناني يتكبد ثمنا باهظاً من أرواح ضباطه وعناصره على أرض عرسال. وها هو اليوم يتحضر لمعركة قاسية مع ارهابيي "داعش" المتحصنين في جرود القاع، ليثبت أن المؤسسة العسكرية لكل اللبنانيين وفوق كل الصراعات السياسية، وبأنها أقوى من أن تتعرض لأي اهتزاز او انتكاسة. بدأت أحداث عرسال مع بداية الحرب السورية حيث دخل المدينة عشرات الآف من اللاجئين السوريين هربًا من المعارك في القلمون، لكن الأحداث وصلت إلى ذروتها في آب من العام 2014 يوم استولى مقاتلو جبهة "النصرة" على البلدة قبل أن تندلع مواجهات عنيفة مع الجيش أسفرت عن مقتل العشرات واختطاف 27 جنديًا لبنانيًا! ليس هذا فقط. تحولت الأحداث الدامية في عرسال الى جبهة صراع لبناني- لبناني بين من هو مؤيد للنظام السوري وبين معارضيه، فاقحمت المؤسسة في أتون الخلاف السياسي، لتدفع الثمن من دماء عسكرييها. من يتذكر زيارات حج قوى 14 آذار الى عرسال في ايار 2012؟ يومها قال النائب السابق فارس سعيد إنّ الزيارة "للتضامن مع أهلها، وزيارة عائلاتها وزيارة العائلات السورية النازحة". واكد أن قوى 14 آذار "تعدّ عرسال ووادي خالد وجبل الشيخ والعريضة ومنطقة القاع، مناطق مستهدفة من جيش النظام السوري"، آملاً من نواب 14 آذار "تأليف لجنة متابعة من أجل تأمين التواصل مع كل المعنيين لدعم صمود هذه المناطق وغيرها التي تستقبل النازحين السوريين، وتقدم إليهم المساعدات الإنسانية". وفي تلك الفنترة أيضاً، كان الكلام عن وجود مسلحين وارهابيين في تلك البقعة، يعد من جانب بعض القوى السياسية، تحريضا على أهالي عرسال والنازحين ودفاعاً عن النظام السوري... الى أن تغيّر المشهد كلياً مع دخول "النصرة" و"داعش" بكامل عتادهما العسكري الى عرسال ووقوع المواجهات مع الجيش. حينها أحيطت المؤسسة العسكرية بجدار تحصين رسمي فسارع رئيس الحكومة تمام سلام الى اعتبار أن "ما يجري اعتداء صارخ على لبنان وسنتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة"، فيما دان رئيس مجلس النواب نبيه بري "اي تعرض للجيش والقوى الامنية التي تنفذ مهامها الامنية على الارض في اي موقع وفي اي جهة". ومع ذلك، لم يلق الجيش الاجماع الذي يستحقه الا بعدما اكتملت التحضيرات لجبهتي جرد عرسال والقاع. في تلك اللحظة تأكد للقوى السياسية أن المؤسسة العسكرية فوق كل سجال وصراع سياسي ولا يجوز اقحامها في هذا المستنقع. رئيس الحكومة سعد الحريري أكد منذ أيام قليلة "أن الجيش اللبناني سينفذ عملية مدروسة في جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية"، موضحاً في كلمة أمام مجلس النواب أن الحكومة تعطي الجيش الحرية في ذلك. وأشار إلى أن "الجيش هو المسؤول عن القتال في المنطقة الحدودية وداخل الأراضي اللبنانية، وعن حماية النازحين السوريين، لافتاً إلى أن المشكلة هي في عدم ترسيم الحدود بجرود عرسال". هكذا، قطع رئيس الحكومة الشك باليقين، وأعاد تصويب بوصلة النقاش الداخلي حول دور المؤسسة العسكرية ومكانتها، ووضع حدا للسجال حول أسباب وفاة الموقوفين السوريين الأربعة، لتوجيه الأنظار الى معركة الجرود المنتظرة في نسختها الثانية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك