Advertisement

مقالات لبنان24

وفي كل مرة.. يكون الجيش أقوى من الصراع

كلير شكر

|
Lebanon 24
01-08-2017 | 04:50
A-
A+
Doc-P-344560-6367055653906461551280x960.jpg
Doc-P-344560-6367055653906461551280x960.jpg photos 0
PGB-344560-6367055653911266211280x960.jpg
PGB-344560-6367055653911266211280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
احتفل الجيش اللبناني اليوم بعيده الثاني والسبعين، في لحظة دقيقة جداً تتأهب فيها المؤسسة العسكرية لخوض معركة محتملة مع مجموعات إرهابية تحتمي في جرود رأس بعلبك والقاع. غير أنّ الاحتفال الذي أقامته المؤسسة لتخريج دفعة من ضباطها، ليس سوى تفصيلاً بسيطاً على رقعة حضور الجيش في وجدان اللبنانيين وفي نفوسهم، خصوصاً في تلك الفترات الصعبة التي تقحم فيها البزة المرقطة في مستنقع السجال السياسي معرضة الغطاء الشعبي والسياسي الذي تحتاجه المؤسسة في كل دقيقة وكل لحظة، لخدوش مرفوضة! عملياً مرّ الجيش بالكثير من الاختبارات الصعبة التي هددت مسيرته ووحدته، ومع ذلك خرج منها معافى منتصراً محافظاً على كيانه كمؤسسة حامية لكل اللبنانيين وتعكس تركيبة المجتمع اللبناني الملونة. على الرغم من كل المصاعب والمصائب التي أصابت دولة الـ10452 كلم مربع، تمكنت المؤسسة العسكرية من اثبات قدرتها على تجاوز كل المحن وبكونها مؤسسة كل اللبنانيين المتفوقة على كل الصراعات، والمتعالية عن كل صغائرهم. للتذكير، فإنه في العام 1916 شكّلت الحكومة الفرنسية فرقة الشرق التي ضمت العديد من الرجال اللبنانيين الشبان، فيما تشكلت في العام 1926 أول فوج من القناصة اللبنانية والذي كان بمثابة النواة لولادة الجيش اللبناني. وفي العام 1944 فاوضت الحكومة اللبنانية الجديدة الفرنسيين بغية تسلمها مسؤولية الجيش اللبناني، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من المفاوضات، أعلنت القيادة الإنكليزية – الفرنسية المشتركة أن مسؤولية الوحدات المسلحة التي كانت تحت سيطرة الفرنسيين ستنتقل إلى كنف الدولة اللبنانية المستقلة اعتباراً من يوم 1 آب 1945. في سنه الثاني والسبعين عرف الجيش بعض المحطات الصعبة التي أتعبته ولكنها لم تنل من كينونته ووحدته. في تموز 1958، كان لبنان مهدداً بحرب أهلية بسبب التوتر مع مصر في عام 1956 عندما رفض رئيس الجمهورية حينها كميل شمعون قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية التي هاجمت مصر أيام أزمة السويس والعدوان الثلاثي، والذي أثر على الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وزادت حدّة هذا التوتر عندما أعلن شمعون تقربه من حلف بغداد الذي اعتبره عبد الناصر تهديداً للقومية العربية. وعند قيام الوحدة بين مصر وسوريا باسم الجمهورية العربية المتحدة، حصل تمرد مسلح ما دفع كميل شمعون لتقديم شكوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ظل التدخل الأميركي قائماً 3 اشهر متواصلة، حتى انتهت الفترة الرئاسية للرئيس شمعون. الأزمة انتهت وانسحب الجيش الأميركي بعدها بفترة قليلة. وخلال الحرب اللبنانية عام 1975، تعرض الجيش للانقسام نتيجة واقع الوطن المنقسم على نفسه، وتعرضت ثكنات الجيش للاعتداءات كما تعرض ضباطه للاغتيال خلال الاحداث على ايدي مسلحي الميليشيات.. اذ بعد نمو ظاهرة الملازم أول احمد الخطيب الذي أعلن تشكيل "جيش لبنان العربي" بعد إعلان تمرده على القيادة يوم 21 كانون الثاني عام 1976 وانفصاله مع مجموعة من العسكريين الذين التحقوا به، ليقوم بعدها بمهاجمة الثكنات والاستيلاء على بعضها، ما دفع بالعميد عزيز الأحدب قائد المنطقة العسكرية في بيروت إلى إعلان البلاغ رقم واحد من محطة نلفزيون لبنان في تلة الخياط وأمامه مسدس على الطاولة، في الثامنة والنصف من مساء 11 آذار 1976. حينها وصف الأحدب حركته بالإصلاحية وترمي لإنقاذ الجيش وإعادة لحمته والطلب من رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الاستقالة تمهيداً لانتخاب رئيس جديد خلال عشرة أيام معلناً في الوقت نفسه حال الطوارئ في لبنان ومنع التجول في بيروت. لم يحظَ الانقلاب بتأييد القطع العسكرية المقاتلة التي انضم أكثرها إلى أحمد الخطيب. بالمقابل قامت ميليشيات الجبهة اللبنانية باحتلال ثكنة الفياضية يوم 12 آذار 1976، فيما أعلن العقيد انطوان بركات ابن زغرتا ولاءه للرئيس سليمان فرنجية منذ 12 آذار وأعلن تأسيس ما سمي بـ"جيش الشرعية" ومقره ثكنة الفياضية. كما تم تشكيل تجمع عسكريي ثكنة صربا بقيادة العقيد أنطوان لحد، الذي ترك قيادة البقاع لينضم إلى رفاقه في المناطق المسيحية، وتجمع عسكريي مسيحي زحلة الذي كان بقيادة المقدم إبراهيم طنوس (قائد الجيش فيما بعد) والرائد طارق نجيم، والملازم أول يوسف الطحان. توحدت قيادة الجيش عام 1977 في عهد الرئيس الياس سركيس وبقيادة العماد فكتور خوري ، الا انه بين عامي 1982 و1990 عانى الجيش اللبناني من إقحامه في المعارك الداخليّة، ووصلت فيه الأمور عام 1988 إلى انقسام قيادته نتيجة انقسام البلاد بين حكومة العماد ميشال عون العسكرية وحكومة الرئيس سليم الحص. ومن ثمّ جرى توحيد الجيش تحت قيادة العماد إميل لحّود. وبعد انتهاء الحرب اللبنانيّة تمّ تطوير الجيش، فأنشئت أفواج التدخّل وعددها خمسة، كما أنشئ فوج مغاوير البحر والفوج المجوقل، وسريّة القتال الجبلي، وهي فرق زادت من عملانيّة الجيش ومن قوّة تحرّكه وسرعتها. وحتى الأمس القريب، كان تدخل الجيش في أحداث عرسال، موضع خلاف بين القوى السياسية، لكن مرة جديدة أثبتت المؤسسة العسكرية بعدما تبين للجميع أن المجموعات المسلحة في الجرود هي ارهابية تحتمي بالنازحين، انها فوق الصراع ولا يمكن لها أن تكون طرفاً الى جانب أي فريق، وليس لمصلحة أحد اخذها الى جانبه.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك