Advertisement

مقالات لبنان24

في الأشرفية.. مشّ زيّ ما هيّ!

كلير شكر

|
Lebanon 24
04-08-2017 | 04:51
A-
A+
Doc-P-346166-6367055666708183821280x960.jpg
Doc-P-346166-6367055666708183821280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مع النظام النسبي، لم يعد هناك من دوائر انتخابية محمية من التنافس، أو محيّدة عن المعارك. كل المقاعد النيابية صارت مشاريع اشتباك انتخابي بسبب الصوت التفضيلي الذي شرّع حلبات الصراع على مصراعيها. ومع ذلك، ثمة دوائر سترتفع فيها نسبة الحماسة أكثر من غيرها بفعل تعددية تركيبتها وتنوعها السياسي الذي سيزيد من الحماوة ويدفع بمشهدها الانتخابي الى الواجهة. الدائرة الاولى من العاصمة أو ما تسمى بالأشرفية نموذج واضح عن دوائر الصراع المرتقبة. في هذه البقعة من العاصمة ثمانية مقاعد مسيحية، لكن تركيبتها الديموغرافية تجعل من الصوت السني بشكل أساسي شريكاً مهماً في الطبخة، حيث سيتمكن تيار"المستقبل" بالتحديد من تجيير أصواته لصالح مقعد واحد أو أكثر، ستختاره أو يختاره "بيت الوسط" لصب أصواته لمصلحته. بالتفصيل، تظهر الأرقام أنّ عدد الناخبين في دائرة الأشرفية- الرميل- الصيفي- المدور بلغ هذا العام وفق لوائح الشطب، نحو 133 ألف ناخب، موزعين على الشكل الآتي: الأشرفية أكثر من 54 ألف ناخب، المدور أكثر من 41 ألف ناخب، الرميل أكثر من 28 ألف ناخب، والصيفي أكثر من 9 الآف ناخب. وتتوّزع الخارطة المذهبية على الشكل الآتي: أكثر من 45 ألف ناخب أرمني (الكتلة الأكبر ولكن الشريحة الأكبر من أبنائها خارج البلاد)، أكثر من 25 ألف ناخب أرثوذكسي، أكثر من 17 الف ناخب ماروني، أكثر من 13 ألف ناخب كاثوليكي، أكثر من 13 لف ناخب سني، أكثر من الفيّ ناخب شيعي... أما في السياسة، فتقول المؤشرات الاولى إنّ القوى السياسية في العاصمة تتجه الى تشكيل لوائح متنافسة، وسيصعب قيام ائتلافات ربطا بالشروط التي يفرضها النظام النسبي الذي يستحيل معه قيام تحالفات ضمن لائحة واحدة بسبب الصراع على الصوت التفضيلي. هكذا، فإنّ الاعتقاد سائد بأن "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" سيفترقان على تخوم العاصمة، لتكتفي معراب بتفاهمها مع ميشال فرعون، في حين يدرس حزب الطاشناق سيناريو التفاهم مع الحليف البرتقالي وسيناريو الافتراق الانتخابي... لتبيان ما هو الأفضل لكليهما، فيما سيكون حزب الكتائب حكماً بعيداً عن هاتين التركيبتين لتشكيل لائحة مستقلة تشبهه. في المقابل، فإنّ بيروت كرست خلال الانتخابات البلدية نشوء ما سمي بالحراك المدني حيث تمكّنت لائحة "بيروت مدينتي" من خوض الاستحقاق بجدارة وتحقيق نتائج مبهرة بوجه المحادل الحزبية مثبتة بأن أهالي العاصمة ييبحثون عن بديل جدي عن القوى التقليدية على اختلاف توجهاتها. وفي هذا السياق، علم أنّ مجموعات من هذا الحراك تعقد اجتماعات مكثفة، (ثمة خلوة في نهاية هذا الأسبوع) تهدف الى حسم مسألتين: الأولى كيفية مقاربة هذا الاستحقاق على مستوى الوطن، مع العلم أن قرار المشاركة محسوم، والثانية آلية اختيار المرشحين. عملياً، ستكون للأشرفية نكهتها الخاصة لكون معركتها واحدة من حلبات الصراع القوي بين القوى الحزبية التقليدية وبين تلك التي تسعى جاهدة لكسر ما هو سائد، والأهم من ذلك أنّ نتائج هذه المعركة ليست في جيب أي فريق.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك