Advertisement

مقالات لبنان24

المهانة المستدامة والغموض المخزي

خلدون الشريف

|
Lebanon 24
28-07-2015 | 04:22
A-
A+
Doc-P-40847-6367053067196533161280x960.jpg
Doc-P-40847-6367053067196533161280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يعد في إمكان اي مواطن لبناني، إلى أي طائفة إنتمى الا ان يشعر بالمهانة و"الإستغشام" من قبل طبقة سياسية أطبقت على قراره الوطني تحت رداء الطائفية والمذهبية، وأطبقت على مداخيله وقوته اليومي عبر استنزاف امكاناته وتوظيفها لمصلحة "مقاولي السياسة والنفايات". لم يعد ينطلي على أحد أن أحداً من رؤوس السلطة، وهي متعددة الرؤوس كتعدد طوائف المواطنين، يعمل من أجل الصالح العام ولأجل "المصلحة الوطنية". لم يعد أحد ليصدق ان أزمة النفايات هي كأزمة الكهرباء والماء وسوء أحوال الطرقات وغياب خطط السير والتنمية، هي أزمة حكم وليست أزمة محاصصات. فأساليب الضغط المتبعة بالية. وأساليب إدارة الأزمة وكل الأزمات مستهلكة. وأساليب التحريض"المناطقي" بدل المذهبي هذه المرة مبتذلة. ورسائل الشكر لأهل بيروت تارة، وأهل الجبل طوراً، وأهل كل لبنان بموزاييكه المجموع .. رخيصة. ليس أهل الأطراف من إفتعل الأزمة، بل أهل السلطة التي تسقط المصالح، وقت الحقيقة، كل خلاف سياسي وطائفي ومذهبي بينهم، ويظهر بالعين المجردة ولأبسط الناس تهافتهم على تقاسم المغانم والأجبان والنفط والنفايات. المواطن اللبناني يشعر بالمهانة لأنه ربط وجوده بوجود رموز هذه الطبقة، التي تحسن إستغلاله غب الطلب لدعم مشاريعها الشخصية والمالية، ولو ركبت السياسة الدولية والإقليمية وكل الصراعات بين كل دولة ودولة مطية لتحقيق أهداف مالية وسلطوية. المواطن اللبناني يدرك بحدسه أن لا بناء للدولة الحقيقية، بل لا عبور الى الدولة او ما يشبهها، في ظل الصمت المريب عن تحديد مكامن الخلل الحقيقية عن كل الأزمات الحقيقية التي يعيشها المواطن اللبناني، وبشكل يومي من خلال التواطوء الواضح في رسم غموض "نفاياتي" كما نفطي وكهربائي. وما إجترار الشعارات السياسية والكلام عن حقوق هذا وذاك إلا مطية بدورها لركوب السلطة او البقاء في جنتها المحاطة بجهنم يسكنها عامة الناس في كل المناطق ومن كل الطوائف. وهنا لا ضرورة للتنظير في دور إيران الإقليمي المستحدث ولا دور المملكة وتركيا، ولا درع الجزيرة وعاصفة الحزم. هنا لا ضرورة لكلام عن تآمر صهيوني أو إمبريالي، ولا عن دور الحركات الماركسية والمجموعات المتطرفة. هنا يظهر كل شيء بوضوح: طبقة سياسية تستغل قوت الناس لتبني ممالكها ...والسلام على من اتبع الهدى. ("لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك