Advertisement

مقالات لبنان24

مؤامرة و"مندسون"

خلدون الشريف

|
Lebanon 24
02-09-2015 | 04:08
A-
A+
Doc-P-54588-6367053145380129331280x960.jpg
Doc-P-54588-6367053145380129331280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يغرق المحللون في دراسة تفاصيل الحراك الشعبي ويفتشون في كل زاوية عن دوافع شخصية أو حزبية أو فئوية أو عن خيوط مؤامرة خارجية تحركها سفارات أو جمعيات مرتبطة بسفارات أو دول صغرى أو كبرى ويتناسون أن الأطراف السياسية بمعظمها مرتبطة بمحاور ودول وسفارات. يركز هؤلاء على نسيان أصل الحراك ولا يجدون أن إحتقان الناس من فقدانهم أبسط حقوقهم في وطنهم يشكل دافعاً لحراكهم: فتراكم النفايات على رغم انها مصدر ثراء لبعض الدول، فقدان الكهرباء وخسارة المليارات عليها وبسببها من دون الحصول عليها لا صيفاً ولا شتاء وبشكل خاص خارج بيروت الكبرى عادة، الشح في الماء، تلوث البحار، غياب شبكة الطرق، سوء حال الإتصالات وارتفاع كلفتها على المواطن... كل هذه المشاكل لا تسبب بحسب بعض المحللين أسباباً موجبة لإطلاق حراك شعبي ولا لديمومته ثم يتساءلون بتشاطر لما اليوم؟ هم لا يَرَوْن الا إحتقاناً سنيًّا شيعياً، هم لا يَرَوْن الا المطالبة "المشروعة" بحقوق المسيحيين، هم يتحدثون عن ضرورة و كيفية حماية الأقليات....هم كلهم ينسون حقوق الناس كل الناس في بلد لم يقدم لأهله أبسط حق في الحياة النظيفة. من الواضح أن شعارات اللبنانيين انخفضت في عشر سنوات من الأحلام الى الوقائع: فمن كان يطالب بالحرية بات يطالب برفع الزبالة، ومن كان يطالب بالسيادة بات يطالب بالكهرباء ومن كان يدافع عن محاور بات يطلب حقه بالإقتراع. وبعد، من الطبيعي والبديهي ان تلجأ الطبقة الحاكمة لـ "شيطنة" أي حراك شعبي يستهدفها تحديداً كما ومن الطبيعي ان تلجأ بعض الأطراف الداخلية والخارجية الى الإندساس الفعلي في أي حراك شعبي بحسب مصالحها ولكن من الطبيعي أكثر أن يسمع قادة الكتل النيابية صوت الناس لأن الذين تجاوبوا مع "قادة الحراك" مباشرة أو في بيوتهم يفوقون عدد محازبيهم و بالتالي على هؤلاء - والسلطة كل السلطة بيدهم- أن يقدموا للناس شيئاً ما لا أن يتهمونهم بالتآمر على الشيعة حيناً والسنة حيناً والمسيحين أحياناً.. هم أي أصحاب الحراك لم يسرقوا شعارات بل لعل من رفع الشعارات عجز عن تحقيقها على رغم انخراطه في السلطة وموبقاتها. فلنعد إلى الأصل: ارفعوا النفايات وعالجوها، نريد ماءً وكهرباء واتصالات وشبكة طرق، المتآمرون على الناس هم من منعوا أبسط المطالَب من التحقق وركزوا على الصفقات والسمسرات والإستهتار بمصالح كل اللبنانيين دون استثناء وعليهم هم إيجاد الحلول المقنعة ولو بالتقسيط فهم أنفسهم أصل التحرك القائم ومصدر استمراره. (خلدون الشريف )
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك