Advertisement

صحافة أجنبية

تكريم بركات برعاية المفتي دريان في طرابلس يُؤكّد على ضرورة قيام حوار صادق بين المسلمين

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
20-11-2015 | 23:46
A-
A+
Doc-P-84703-6367053342050015581280x960.jpg
Doc-P-84703-6367053342050015581280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان الانطباع السائد طيلة الفترة الماضية ومنذ لحظة انتخاب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ان العلاقة بينه وبين الرئيس نجيب ميقاتي هي علاقة الصوت المتمم للاجماع السني المتمثل برؤساء الحكومات السابقين في عملية الانتخاب ثم في التوجه المتمم لدور المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى. وطيلة الفترة الماضية قيل ما قيل سواء في معرض تقييم الاسماء التي عينت في المجلس الشرعي او في معرض الاشارة الى ان دار الفتوى صارت او كادت تميل الى هذه الجهة من اهل السنة في لبنان على حساب اخرى. وقد ورد ذلك فيما كانت الفرضية الدقيقة تستوجب شراكة سنية وتفاعلاً وطنياً لا يُسقط دوراً ولا يهمش تمثيلاً ويوفر بالتالي لدار الفتوى اجماعاً واسع الهامش غير محدد الاطار خاصة في ظل الظروف الوطنية الصعبة وحيث تحتاج الدار في مواقفها الى تأييد سني ووطني جامع لا سيما تلك المواقف الداعية الى الاعتدال والوسطية والتواصل الوطني المفيد المحقق للشراكة الحامية للاستقرار والمؤسسات. امس في طرابلس التقى الحضور اللبناني البيروتي والطرابلسي على تكريم الدكتور محمد بركات وتحول بداية بالحضور المشارك المتمثل بالمفتيَيْن دريان والشيخ الدكتور مالك الشعار الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي الى حفل بمؤشرات دقيقة وبعيدة المدى وكثيرة المضامين. كما اكد الحضور تكريما متجددا لبركات ولما قدمه في نصف قرن من الزمن ثم بدد الاشارات والتحليلات التي طالما اطلقت بمعرض تقييم العلاقة القائمة بين دار الفتوى والرئيس نجيب ميقاتي ثم بين دار الفتوى وطرابلس. وقد تولى الحضور في شكله ومضمونه توضيح اشارات مهمة لناحية التأكيد ان طرابلس برموزها كافة وبالدور الهام للمكرم وجامعته انما هي في عمق المعادلة اللبنانية بحضورها السياسي والوطني والامني والاجتماعي. كما شكل الحضور حزام امان للشراكة السنية السنية في طرابلس تحت عنوان تكاتف الجميع ومد الأيدي وخدمة المجتمع الطرابلسي بمقدرات عالية تخدم التنمية فيه وتحصن موقع المدينة الموعودة بالخير ونتاجه. امس اطلق تيار العزم موقفه الداعي لتضافر الجهود ومد اليد في سياق يحتاج الى جواب ممن يهمهم الامر، والهدف لا مصلحة اي فريق انما البلد التي استخدمت كصندوق بريد وتحولت ابان حكومة نجيب ميقاتي الاخيرة الى كرة ملتهبة حولت اهتمام تلك الحكومة من الانجازات في الأمن الاجتماعي الى الاهتمام بتثبيت الأمن الميداني وتلافي المزيد من التدهور. والرئيس ميقاتي رفض في جانب من كلمته ما تسجله بعض المواقف او ما يعكسه الأداء متبنياً التوجه نحو حوار اسلامي اسلامي او حتى سني سني محفزاً المفتي دريان لللتحرك لما يحقق مصلحة الاسلام والمسلمين في كل مكان، لأن مسلمي لبنان يتأثرون بإخوانهم المسلمين من حولهم. وذلك بهدف تعزيز الأخوة والتعاون وتعزيز صلة المسلمين في لبنان بإخوانهم في الخارج من جانب آخر، عبر توطيد علاقتهم بالمرجعيات الدينية التي تعبر عن الاسلام الحقيقي وقيمه الجليلة والسامية. هنا وضع الرئيس ميقاتي المسار السياسي لأهل السنة على سكته اذ ان الاستحقاق الأهم هو يتوفير الارض الطيبة التي تخدم واقع المسلمين في البلد وتلافي الخلافات التي تضعف الحضور العام وتقوض دعائم الاعتدال الوطني والسني. وفي مداخلة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اقفل سيد دار الفتوى الباب على الوجهة الاحادية في التوجهات الوطنية المختلفة وقد ثبت في كلمته منطق وحدة الصف في مواجهة الاستحقاقات الوطنية المختلفة ورد ضمناً على الاصوات التي حملت في خطاباتها ومواقفها مادة ايجابية ملمحاً في الوقت عينه الى ضرورة الافادة من ذلك دون ان يسقط من الاعتبار ان المدخل الاساس الى كل ذلك انما يتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية. المفتي دريان رد ضمناً ايضاً على الاصوات التي ذهبت سراً أو ترويجاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي الى التشفي من اي تفجير يقع هنا او هناك مشدداً على ان التضامن اللبناني اللبناني في هذه الحالة انما هو الوسلية الأفضل للخروج من المحن جازماً ان التفجيرات باب من ابواب الفتن. وفي كلمته اللافتة ارسى المفتي دريان قاعدة ذهبية لحصانة الموقف السني الجامع تتمثل بالشراكة السنية ذاهباً الى ابعد الحدود في الاشارة الى دور طرابلس في ذلك ورفض استخدامها كصندوق بريد او تزييف صورتها مشدداً من خلال كل المعطيات على انه للرئيس ميقاتي دور اساسي في هذه المعادلة الطرابلسية فالوطنية. لقد ألمح المفتي دريان الى دور ميقاتي اليوم وفي المستقبل وكأنه في ذلك يشير الى دور معين له في المرحلة المقبلة هو على شيء كبير من الاهمية دور ومهام وهمة. وقد تلقف في موقفه اللافت مواقف الرئيس ميقاتي الوطنية ليعكس بذلك نوعاً متيناً من التجانس السياسي والتفاهم على الاولويات الوطنية. في كل الاحوال عكس الاحتفال بشكله وهو يكرم واحداً من اعلام التنمية الاجتماعية مؤشراً مهماً لمدى الحاجة الملحة للفهم الحقيقي لحاجات البلد بمناطقه المنكوبة ثم اكد على ضرورة قيام حوار صادق شفاف بين المسلمين في اشارة مهمة الى ضرروة قيام حالة اجماع سني هو حاجة كما اكد في المقام الاول والاخير ان دار الفتوى تبقى الحضن والمرجع الصالح لأي حوار كما تبقى عامل الامن والامان وطنياً واسلامياً. باختصار تحول حفل تكريم محمد بركات الى مناسبة بمؤشرات ودلالات وتناغم بين الرئيس نجيب ميقاتي ودار الفتوى وتبادل الرسائل الوطنية العميقة ذات المغزى. ميقاتي وفي كلمته امام الحفل الذي اقامته «جامعة العزم» تكريماً لبركات تحت عنوان: «60 عاماً من التطور في مأسسة العمل الإنساني والخير»، قال الرئيس ميقاتي: «لقد بات جلياً بعد التضامن الجامع الذي اعقب التفجير الأخير واوقع شهداء وجرحى اعزاء من وطننا أن اللبنانيين باتوا أكثر مناعة وأكثر التحاماً، وأتمنى أن ينعكس هذا التضامن الشعبي إنفراجات على المستوى السياسي، وقد لاحت بوادرها في رسائل الود التي تم تبادلها بين الأطراف اللبنانيين، وحسناً فعلوا، إذ لا يجوز أن يكون الحوار في الغرف المغلقة مخالفاً لما يعلن للناس، فما قيمة السياسة بلا الناس، وما قيمة الأوطان بدون أهلها. واذا كنا ندعو للحوار بين كل مكونات الوطن، فكم بالحري بين اهل بيتنا وطائفتنا، حيث الحاجة اساسية الى التلاقي والتفاهم والتعاون، وعملاً بالحديث الشريف إن يد الله مع الجماعة، نعود لنؤكد مجدداً أن يدنا ممدودة دائماً للجميع ولن نحيد عن هذا النهج». أضاف: «لقد بات لزاماً علينا جميعاً ان ننخرط في إبتداع حلول عملية لأزمات الوطن وأولها وأهمها ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية، والتوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية يتيح للبنانيين أن يجددوا إنتاج طبقة سياسية على حجم طموحاتهم، ولو بحدها الأدنى. ومن نافل القول ان عمل الحكومة لا يجب أن يتوقف تحت أي ظرف كان حفاظاً على أمن البلد وإقتصاده المنهك. هذا الأمن ترعاه أجهزة أمنية فاعلة، اثبتت مجددا قدرتها على حماية أمن الوطن والوصول الى من يستهدف المواطنين بسرعة فائقة، وهي تتقدم بحرفية عناصرها على دول وأجهزة أمنية اكثر عراقة وقوة وامكانات. فلهؤلاء جميعا، تحية تقدير، من مديرية المخابرات الى الأمن العام. وأخص بالشكر شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي تقوم بانجازات نوعية لحماية الوطن وآخرها حماية طرابلس من تفجير كان يخطط لها». وقال: «إن وجودكم بيننا، يا سماحة المفتي دريان، يضفي على مناسبة التكريم هذه، الكثير من المعاني، فمرجعيتكم الحالية، وموقعكم الكريم، موضع رهان وتقدير منا جميعا. رهان لموقفكم الجامع وتقدير لدعوتكم للوحدة والتعاون، وهو الموقف الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من أجل تخليص البلاد والعباد من آفة الفرقة والتنابذ، ونؤكد معكم، أن دور الافتاء في لبنان ليس محصوراً في الرعاية التي يقدمها لمسلمي لبنان فحسب، بل في التحرك لما يحقق مصلحة الاسلام والمسلمين في كل مكان، لأن مسلمي لبنان يتأثرون بإخوانهم المسلمين من حولهم. لذا فإننا نعول على جهودكم لتعزيز قيم الاسلام الحقيقية في نفوس المسلمين في لبنان، وتوجيههم الى ما يعزز الأخوة والتعاون بينهم وبين سائر إخوانهم في الوطن من أبناء الطوائف الأخرى، وتعزيز صلة المسلمين في لبنان بإخوانهم في الخارج من جانب آخر، عبر توطيد علاقتهم بالمرجعيات الدينية التي تعبر عن الاسلام الحقيقي وقيمه الجليلة والسامية وشريعته السمحاء وفي مقدمتها الأزهر الشريف. إننا ندعو لكم كما دائما بالتوفيق من الله عز وجل وأن يسدد خطاكم».
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك