Advertisement

فنون ومشاهير

عايدة صبرا: هذه رسالتي من "نجوى"... السطحية في الدراما اللبنانية مقصودة!

Lebanon 24
14-07-2019 | 01:30
A-
A+
Doc-P-606914-636986881592304968.jpg
Doc-P-606914-636986881592304968.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اعتادت أن تنقل وجع الناس وهمومهم، إلا أن "نجوى" كانت الواقع المرير  والماضي بما حمل معه من رواسب مرحلة يصعب على اللبنانيين الخروج منها، مرحلة حرب لم تنته بل ما زلنا نعيشها حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تقول الكاتبة والممثلة اللبنانية عايدة صبرا لـ "لبنان 24". وتشير إلى أنها ما ان قرأت نص "أنتي مين" وضعت تصوراً للشخصية وتوسعت مع المخرج ايلي حبيب درامياً بشخصية "نجوى". تعترف صبرا أنها توقعت نجاح العمل لأن الناس تريد شخصية تشبههم وتنقل معاناتهم، وذلك ما رأته من خلال النص والحبكة الدرامية والمواضيع التي تطرق إليها العمل، ولطالما قلنا للمنتجين أن يأتوا بنص جيد ومخرج وممثلين حقيقيين ويأخذوا نجاحات.
Advertisement

وتلفت صبرا إلى أنها أدخلت تعديلات على الشخصية وأعادت صياغة عدد من الجمل لكي تشبه الشخصية التي تجسدها في العمل، لأن لكل شخصية بيئتها ولهجتها ومصطلحاتها، وبما أنها كانت محاربة خلف المتاريس فكان لديها لغتها الخاصة ومحطات كلام تشبهها، كما أن كارين رزق الله تفهمت تلك التعديلات وعندما أصبح النص بيد المخرج كان متفهماً أيضاً.

تؤكد صبرا أن لغة الدراما اللبنانية غالباً ما تكون بعيدة عن الواقع لأن الكاتب يقدم النص بصياغة ولغة واحدة، والممثل الذي ليس ممثلاً بالأصل لا يستطيع أن يتحكم بالشخصية أو الدور الذي يجسده. وتتابع: "لا يقتصر دور الممثل على حفظ النص فحسب بل أن يصيغ الكلام بما يليق مع الشخصية، وهذا ما قمت به فعلاً، والأمر لا يقتصر على "أنتي مين" بل كل عمل أشارك فيه أركز على خلفية الشخصية وأسلوب كلامها".

وتضيف: "الدراما اللبنانية لا تُصور الواقع اللبناني، وأعتقد أن ذلك مقصوداً، إذ عندما يتم التركيز على الحب والخيانة والطلاق وغيره... ذلك لكي يعتاد الجمهور على فكرة الخيانة ويستسهلها وهو محاولة لتفكيك العادات والمعتقدات والمبادئ، إذ وصلت نسبة الطلاق في لبنان إلى مستوى عالٍ، وبالتالي لا أعتقد أن التركيز على مواضيع سخيفة وسطحية لا تشبهنا بريئاً. ومن ضمن هذه الأمور تصوير المجتمع اللبناني بأنه مجتمع الأغنياء وذلك لدفع المشاهد للحصول على المال بشتى الطرق ومحاولته الحصول على امرأة تشبه ممثلات الشاشة، بالإضافة إلى تدمير اللغة العربية من خلال المحادثات بالأحرف اللاتينية"، وتسأل صبرا: "لماذا أصبحت المراسلات عبر البريد الالكتروني باللغة الانكليزية، فهل نعيش في أميركا؟ انا مع الغنى الثقافي بالتأكيد ولكن ببلدي يجب أن يكون التعامل معي باللغة العربية".

تُعرب الممثلة اللبنانية عن فخرها واعتزازها بعدد من وجوده الدراما الشابة ولاسيما خريجي الجامعة اللبنانية، وتعتبر أنه من حق هذه الأسماء أن تحوز أدواراً أكبر. ولا تنكر احترافية الممثل السوري الذي يشارك بالأعمال المشتركة وحتى نجاحه قبل هذه الأعمال. وتلفت إلى أن عدداً من المنتجين لا يهمه الممثل الجيد بقدر ما يعنيه الاسم الذي يبيع، وهم  يستعينون بنجمات لا علاقة لهن بالتمثيل ثم يتحكمن بالنص، فهل أصبحن كاتبات لكي يعدلن بالنص؟! وتعتبر صبرا أن على الجمهور أن يأخذ موقفاً من ذلك، وقد بدأ يتحرك فعلاً من خلال متابعته لـ"انتي مين"، فالعمل لم يحقق نجاحاً في لبنان فحسب، بل في الأردن أيضاً.

الحرب لن توص إلى أي مكان

وعن الرسالة التي حاولت عايدة صبرا أن توصلها من خلال "نجوى" في "أنتي مين" هي أن "الحرب لن توصلنا إلى أي مكان، وأكبر مثال الحرب التي نُفذت على أرضنا وساهمنا فيها لكننا لم نصل إلى نتيجة".

مع اندلاع الحرب الأهلية تمسكت صبرا بأحلامها حيث كانت لا تزال في الثامنة من عمرها، أما اليوم تقول: "الوضع اختلف ففي حال اندلاع الحرب سأرحل، لم يعد بإمكاني أن أتحمل. ما يحدث من وقت لآخر يؤكد أن الحرب لم تنته وهي تتجلى بعدة مظاهر وحتى مواقع التواصل الاجتماعي هي أكبر ساحة حرب كلامية وتخوين ولو أعطينا المغردين سلاحاً سيتقاتلون. لم نتعلم لأننا لا نعرف كيف نقرأ تاريخنا، والدليل ردود الأفعال على أي حادثة تحصل في البلد، نجد تجييشاً وتحريضاً للشعب وقلائل هم من يرفضوا ما يحدث".

عن سبب البصمة التي تركتها شخصية "الست نجاح" في التسعينات والتي ارتبطت بإسم عايدة صبرا حتى يومنا هذا وأعادت إحياءها الممثلة اللبنانية في العام 2016، تقول: "لأن هذه الشخصية حقيقية وتحاكي أحلام الناس وطموحاتهم، ونجدها في أي حي شعبي، لم تنزل من الفضاء مثل الممثلات الأخريات، لذلك الجمهور يتماهى مع كل ما يشبهه و"أنتي مين" أثبت ما أقوله، ونحن نردد منذ فترة أن الجمهور "مش عايز كده" فلنقدم عملا يشبهه وبالفعل نجح العمل وتفوق على أعمال أخرى، الناس تحب أن تفرغ ما بداخلها ولكن لا أحد يسمعها، أما الفنان الذي يطل عبر الشاشة ويدخل البيوت فعندما يتحدث بلسانهم يتحول إلى مندوب عنهم وهذا يُسعد المشاهد بأن هناك من يشعر به".

ورداً على سؤال، قالت عايدة: "أنا مع أن يعبّر الفنان عن رأيه بالأزمات التي نعيشها، فبالتأكيد هو لن يؤثر على الموسم السياحي لأن السياح تصلهم إشارات من بلدانهم تحذرهم أو تشجعهم لزيارة لبنان، وليرفع الفنان صوته لزيادة الوعي عند الشعب لكي يحاسب ويعيش بكرامة".

في السنوات الأخيرة عادت وجوه درامية بعد غياب عن الشاشة، تعلق صبرا على ذلك بالقول: "بغض النظر عن نوع الدراما المقدمة ولكن لا شك أن شركات الإنتاج ساهمت بضخ عدد لا يُستهان به من المسلسلات، وبالفعل بدأنا نرى وجوهاً غُيبت لفترة طويلة عن الشاشة، هم مشكورون لأنهم ينتجون بظروف صعبة ولكن خلقوا فوضى إذ أصبح الجميع ممثلين من مقدمي برامج إلى مذيعين... وأعتقد أن على نقابة الممثلين أن تنظم قانوناً تؤثر من خلاله على شركات الانتاج ويكون لها الكلمة الفيصل في اختيار الممثلين ولتكن الأولوية لطلاب الجامعات".

(كارولين بزي - خاص "لبنان 24")


   
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك