Advertisement

أخبار عاجلة

"داعش" مشروع لتفجير الإتحاد الاوروبي وإحياء اليمين المتطرف!

رباب الحسيني

|
Lebanon 24
24-03-2016 | 06:45
A-
A+
Doc-P-131611-6367053706622242331280x960.jpg
Doc-P-131611-6367053706622242331280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في وقت إعتقد فيه البعض أنّ هجمات بروكسل من شأنها أن تدفع أوروبا حتماً إلى شنّ حربٍ بلا هوادة على الإرهاب الذي ضرب عمق دارها، تبدو القارة العجوز في حقيقة الأمر كمن يسارع إلى إطفاء النيران هنا وهناك بدل أن تحاول أن تغلق فاه البركان نهائياً! والأمر لا يقتصر على الأمن؛ أفليست السياسة المحرّك الأبرز؟ لا تُحسد أوروبا على وضعها، ليس لأنّ الإرهاب بات يهدّد بقاعها فحسب، بل لأنّ اتّحادها يدرك تماماً أنّ هذه الظاهرة أصبحت أكبر من عظمتها التاريخية، وبالتالي حصانتها الأمنية. ولأنّ "الإرهاب الداعشي" ولد من رحم الأزمات في الشرق الأوسط، الأمر الذي ساهم أساساً في وضع المهاجرين العرب والمسلمين في دائرة الإتهام الدائم، تتأرجح أوروبا ذات الأجنحة المتفرّعة في منطقتنا، على شفير هاوية لن تحميها سياساتها تجاه مواطنيها غير الأصليين من السقوط فيها! في مقال نشرته وكالة "رويترز"، يشدّد الكاتب بيتر آبس على أنّ الهدف من هجمات بروكسل كان خلق وضع أكثر تأزّماً، عقّدت خيوطَه محاولات أوروبا حلّ صراعات في الشرق الأوسط ومشاكلها السياسية مجتمعة. لا يرى الكاتب في هجمات بروكسل أي مفاجأة، بل يؤكد أنّه عقب الإعتداءات في باريس في تشرين الثاني المنصرم، كانت العاصمة البلجيكية هدفاً جدّ محتمل. ويقول: "بلجيكا كانت فعلاً تتوقّع خلال أشهر حصول هجمات"، شارحاً كيف تمّ تشديد الإجراءات الأمنية وسط دعم لوجستي هائل من دول أخرى. لكن جلّ ما تبع ذلك كان إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في إعتداءات باريس، فقط لا غير! ويتابع أنّ الأجهزة الأمنية اليوم، ستعمل على تفكيك الخلايا الإرهابية التي ارتبط بها منفذو الهجوم في بروكسل، بعد كشف هويتهم. ثمّ يستدرك: "هذه الأعمال الإرهابية إنّما هي سياسية بجوهرها. وما التبعات السياسية لما حصل في بروكسل سوى رأس جبل الجليد". ويردف الكاتب انّ هجمات بروكسل قد حصلت على خلفية أزمة المهاجرين في أوروبا، القارة التي تكافح للتكيف مع وصول مئات الآلاف من "الوافدين الجدد". وإذا كان الإسلامويون يتحملون مسؤولية الخطر الذي ما عاد بالإمكان الإحتماء منه، يشير الكاتب إلى أنّ المتطرفين في أوروبا من أحزاب وحكومات وأفراد اليمين يساهمون أيضاً في زعزعة الإستقرار المفقود. ويخلص إلى القول إنه بغض النظر عن حقيقة الأمر، فإنّ أزمة الوافدين الجدد أصبحت متلازمة والأعمال الإرهابية لدى الرأي العام الأوروبي من جهة، ومن جهة ثانية بدأت هذه الموجات بنخر أوروبا من الداخل على مستوى الميول السياسية وسطع نجم اليمين وبدء العمل لإعادة ترسيم الحدود وحصر الدخول والخروج. وتأتي التجارب لتؤكّد هذا الأمر. ففي العام 2004، شكلت التفجيرات في محطة للقطارات والتي أدّت إلى مقتل أكثر من 190 شخصاً، شرارة إنسحاب إسبانيا من حرب العراق بعد تطيير الحكومة. أمّا في بريطانيا، فعلى رغم الأثر المحدود الذي تركته اعتداءات لندن في 2005 على السياسية، كان التأثير الأكبر على لحمة المجتمع البريطاني. وفي ألمانيا، ما كان من أحزاب اليمين المتطرف بعد هجمات بروكسل إلّا أن أكّدت على ضرورة إيقاف تدفق الوافدين من المهاجرين. وعلى رغم أنّ البلاد لم تشهد عملاً إرهابياً منذ ثمانينات القرن الماضي، بيد أنّها تكافح لمواجهة تدفق أكثر من مليون مهاجر إليها خلال عام واحد. فكيف إذا استُهدفت ألمانيا اليوم، علماً أنّ أي اعتداء قطعاً لن يمرّ مرور الكرام على الحصانة السياسية للمستشارة أنجيلا ميركل، اللاعبة الأساسية في ميدان المشروع الأوروبي؟ فهل آن الأوان كي تعيد أوروبا النظر بجدوى وحدتها ولإعادة تقييم تجربة اليمين المتطرف، أم أنّها ستبقى توّجه سهام اتّهاماتها الى هنا وهناك، مكتفية بتشديد إجراءات الأمن على طول حدودها وضمنها؟ (لبنان 24 - Reuters)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك