Advertisement

تعازي ووفيات

دير القمر تودّع سليم الجاهل بمأتم حاشد.. وعون منحه وسام الأرز

Lebanon 24
17-02-2019 | 14:01
A-
A+
Doc-P-557413-636860305776087597.jpg
Doc-P-557413-636860305776087597.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ودعت بلدة دير القمر الوزير السابق والقاضي البروفسور سليم ميشال الجاهل، وأقيم بعد ظهر اليوم، جناز لراحة نفسه في كنيسة سيدة التلة، ترأسه راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد، وحضور راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار بمعاونة لفيف من الآباء والكهنة، ومشاركة عدد من الشخصيات وأبناء البلدة والجوار، تقدمهم ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب ماريو عون وممثل رئيس الحكومة سعد الحريري داوود الصايغ، النائب نديم الجميل، الوزير السابق سجعان القزي، المجلسان البلدي والاختياري في دير القمر.
Advertisement

وألقى المطران حداد رثاء للراحل جاء فيه: "غاب أمير من أمراء دير القمر لكن ذكر الصديق يدوم إلى الأبد. نودع بألم ورجاء معا فقيدنا الغالي سليم. عندما تلقيت خبر وفاته بادرتني باقة من آيات سفر الأمثال تنطبق على راحلنا. فهو ذاك المثال الذي يمكن لكل امرء أن يتشبه به لذا فسيرته مكتوبة في سفر الأمثال بقوله "لزارع العدل ثواب أكيد" أو "الرجل الذكي يعمل عن معرفة". "وتاج الحكماء غنى معرفتهم" ثم "البطيء في الغضب كثير الفهم".

واضاف: "رجل عادل ورجل عدالة، ذكي في تنوع معرفته، حتى لبس تاج المعرفة حكمة واضحة في كل مراحل حياته، ذاك الرجل الذي لم يره أحد يغضب، ويعود السبب إلى أنه كثير الفهم، هكذا يصور سفر الأمثال رجلا بطينة المرحوم سليم.
هو ابن ميشال الجاهل الذي كان محافظا للجنوب إبان عهد الرئيس كميل شمعون وشاعرا وقد صدر له ديوان بعنوان "وجه وتاريخ". ولد سليم الجاهل في بلدة دير القمر عاصمة لبنان سنة 1932، درس الحقوق وتدرج في المحاماة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة القديس يوسف وعمل في حق القضاء لمدة عشرين عاما ونيف، حيث كان فيها القاضي النزيه العالم، وعندما عين وزيرا للاسكان في حكومة الرئيس شفيق الوزان على عهد الرئيس الياس سركيس، قدم استقالته من القضاء قناعة منه أن رجل السياسة لا يجوز أن يكون جزءا من القضاء لضمان الشفافية والنزاهة. في عهد الرئيس بشير الجميل كان الوزير سليم الجاهل جزءا أساسيا من الفريق الذي وضع خطة لبناء الدولة الحديثة في لبنان". 

وتابع: "قضى الوزير سليم الجاهل، الذي كان يرفض أن يدعوه باسم معالي الوزير لفرط تواضعه، حياته أكاديميا في مجال القانون في كل أنواعه يجول العالم محاضرا في كبريات الجامعات الأوروبية والعالمية. علم بصفة بروفيسور في جامعة Panthéon Assas de Paris وكان إختصاصيا في القانون المقارن وقانون اللجوء وله مقالات عديدة في القانون والشريعة والنظام القانوني في الدول العربية، ومقالات في السياسة. كان رئيس محكمة الإستئناف ورئيس معهد القضاء في لبنان وخرج عددا كبيرا من القضاة الذين تبوؤا بسبب تعليمه المراكز العليا. حائز على وسام legion d'honneur et palmes académiques. كان يدعو للدولة العلمانية القائمة على فصل الدين عن الدولة. كان سليم إلى جانب مهامه الوطنية والسياسية والأكاديمية عنصرا كنسيا بامتياز في كنيسة دير القمر إلى أن اختاروه رئيسا لأخوية سيدة التلة حتى هذه اللحظة وهذا مؤشّر بالغ الأهمية إن دل على شيء يدل على سعة فكر وقلب هذا الرجل. أما شخصه فكان وديعا متواضعا محببا للجميع دبلوماسيا، دافىء اللسان واسع الصدر صبورا ميالا إلى الصمت أكثر منه بكثير إلى الكلام، لطيف المعشر واسع الثقاقة محترما للصغير والكبير صادق اللهجة وديع المظهر، فعلا إنه كبير في كنيستنا وفي وطننا. افتخرنا وسوف نبقى نفتخر بك أيها القامة النادرة".

وتابع: "تزوج سليم في كنيسة سيدة التلة من السيدة نيلي البستاني إبنة الدكتور يوسف البستاني وأنجبا ولدين توأم وهما أندريه وميشال. رغم كثرة مهامه كان أبا بكل ما للكلمة من معنى وزوجا أمينا فاضلا متعاونا مع شريكة حياته السيدة الفاضلة نيلي. إنتقل مع زوجته وولديه للعيش في العاصمة الفرنسية بعدما طلبت إليه جامعة Panthéon Assas كي يكون مدرسا في صفوفها. قضى آخرة هنيئة سليمة تشبه اسمه. حمل دير القمر في قلبه وفكره وترك عندنا أجمل الصور خاصة عندما كان يحضر إلى قداس الأحد في مار الياس وفي سيدة التلة بكل لطف ووداعة وكل إصغاء مشاركا أبناء رعيته المحبة المسيحية.

في كل موسم صيف كنا على موعد مع سليم نزوره نستأنس بحديثه نتمتع بحضوره نتعلم منه صامتا كان أم متكلما، وسنبقى نزور هذا البيت، لكن مع شيء ناقص هو غياب سليم الذي فاجأه الموت في العاصمة الفرنسية بعد أن تدهورت صحته فجأة دون أن يحصل على الشفاء".

وختم حداد: "إن تعزيتنا هي في كتاب الراحل عينه. فهو صاحب إيمان ورجاء كبيرين. لذا هو في المشاهدة الإلهية يرى السيد القائم من الموت وكأنه في ساعة تجلِّ. ويقول الله له لقد كنت أمينا على القليل سأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح ربك. ترافق روح فقيدنا العذراء مريم سيدة التلة وشفيع رعيته النبي إيليا رافعين إياه إلى حيث أراد هو أمام العرش السماوي كما ورد في سفر الرؤيا. إن نفس الراحل هي في عرس الحمل الإلهي تهتف مع الهاتفين بالبوق: هلموا واعبدوا إلهنا إنه القائم من الموت المنتصر على خطايانا. بهذا الإيمان نتعزى وبالروح القدس نرسل تعازينا القلبية".

وبعد الصلاة منح النائب عون ممثلا رئيس الجمهورية، الراحل وسام الارز الوطني برتبة ضابط، وألقى نجله أندريه الجاهل كلمة شكر باسم العائلة التي تقبلت التعازي بعد انتهاء الصلاة، ليوارى الجثمان في الثرى في مدافن العائلة في دير القمر. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك