Advertisement

إقتصاد

أزمة سلسلة التوريد العالمية...اليكم بعض المعلومات حولها

Lebanon 24
29-11-2021 | 12:00
A-
A+
Doc-P-891520-637737889084880750.jpg
Doc-P-891520-637737889084880750.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما من شكٍ في أن سلاسل التوريد العالمية تعاني. حيث يقترب النقص في كل شيء، بدءاً من المواد الخام وصولاً إلى السيارات، من مستويات تاريخية.

كذلك ارتفعت أسعار الشحن إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، ويواجه المستهلكون تأخيرات وزيادات في الأسعار ستمتد إلى ما بعد موسم العطلات في نهاية العام. كما يوجد الكثير من الطلب في الولايات المتحدة، حيث يبدو أن لدى المتسوقين شهية لا تنتهي مع عودة الاقتصاد.
Advertisement

وفي الوقت نفسه، فإن الإمدادات موجودة بشكل أساسي في آسيا، حيث ما تزال العديد من البلدان - وعلى رأسها الصين - تواجه عمليات إغلاق وانتعاش صعب من الجائحة.

وقد أدى ذلك إلى خلق توترات عبر قنوات التجارة العالمية، ومراكز التصنيع، والشبكات اللوجستية. حيث ستكون الطريقة التي تعمل بها الشركات وصانعو السياسات لتجاوز هذه التحديات التي تثقل كاهل النمو الآن أمراً بالغ الأهمية.

وفي هذا الصدد، انضم عدد من مؤلفي الأعمدة في بلومبرغ، وهم بروك ساذرلاند، ودانييل موس، وديفيد فيكلينغ إلى توم أورليك من بلومبرج إيكونوميكس لمناقشة نقاط الضغط والعوامل المؤثرة، وكيفية استجابة الشركات الصناعية، وما يحتاج المستهلكون إلى الاستعداد له.

وفيما يلي أهم النقاط البارزة التي تم تحريرها من حوارهم الذي أدارته أنجاني تريفيدي من "بلومبرغ أوبينيون".

تريفيدي: كل الطلب موجود في الولايات المتحدة، ويأتي جزء كبير من العرض من آسيا. ما رأيكم في الشحن والخدمات اللوجستية على جبهة التجارة؟

فيكلينغ: إذا نظرتم إلى أحجام التجارة، فإن اتجاه نمو حجم التجارة العالمية - الذي يميل إلى الارتفاع بمعدل ثابت إلى حد ما - توقف بشكل أساسي في عام 2018 مع حروب ترمب التجارية. وقبل الاضطراب الكبير للاقتصاد الكلي بفعل كوفيد، كان هناك هذا الاضطراب الاقتصادي الكلي من نوع غير مسبوق إلى حد ما في نمو حجم التجارة. كما أن هناك دورة أخرى، وهي هذه الدورات الطويلة جداً من السعة الزائدة والسعة المنخفضة التي نراها في صناعة حاويات الشحن.

في هذه المرحلة، يُعد أسطول شحن الحاويات في العالم الأقدم منذ عام 2008، فهو لم يجاري المطلوب حقاً حتى بدون ما يحدث في ظل الانتعاش من كوفيد. ومع التحول من الخدمات إلى السلع في الإنفاق الاستهلاكي، ما زلنا لا نمتلك حقاً أسطول شحن أو بنية أساسية للشحن مناسبة للغرض. حيث غطى تباطؤ التجارة في حروب ترمب التجارية إلى حد ما ذلك. أما الآن، فنحن نواجهه وجهاً لوجه.

تريفيدي: عندما نفكر في قوة التسعير للصناعات الأمريكية، ما الذي نراه بالفعل في الأرقام؟

ساذرلاند: بشكلٍ عام، كانت هوامش الربح جيدة، وأعتقد أن الكثير من ذلك يعود إلى قوة التسعير. لقد رأينا للتو قوة تسعير لا تصدق حقاً من هذه الشركات الصناعية، حيث أصبحت أيضاً مبدعة للغاية من حيث إعادة توجيه البضائع إلى موانئ أقل انسداداً.

كما أن إحدى الاتجاهات التي بدأت للتو في الأسبوعين الماضيين هي أننا رأينا عدداً من الشركات الأمريكية تتخذ خطوات لجلب المزيد من سلاسل التوريد الخاصة بها إلى داخل الشركة نفسها من خلال التكامل الرأسي.

إيطاليا تتجه للاستفادة من تعطل سلاسل التوريد العالمية

ومن بين الأشياء التي اعتقدتُ أنها مثيرة للاهتمام حقاً أن شركة "أمريكان إيغل" استحوذت على شركتين لوجستيتين بشكلٍ مباشر، حيث من غير المعتاد للغاية أن تقوم شركات البيع بالتجزئة المتخصصة في الولايات المتحدة بشراء شركات لوجستية، إلا أنهم أرادوا المزيد من التحكم في عملياتهم ليكونوا قادرين على تقديم توصيل ميسور التكلفة في نفس اليوم وفي اليوم التالي، والتنافس مع أمثال "أمازون" و"وول مارت"، والتي من الواضح أن لديها عمليات لوجستية أكبر بكثير.

تريفيدي: ماذا يحدث من جانب العرض في الصين؟

أورليك: ما يحدث في الصين حالياً مثير للاهتمام حقاً. هناك عدد من العوامل التي تُسهم في تباطؤ النمو في الصين، إلا أنها تتسبب أيضاً في ضغوط الإمداد العالمية.

أول هذه العوامل هو موقف الصين المتبني لإستراتيجية "صفر كوفيد". حيث لا يوجد الكثير من حالات كوفيد في الصين، ولكن حتى عندما يكون هناك حالة أو حالتان في مدينة ما، فسرعان ما يتم إغلاق تلك المدينة.

ولأن الصين هي أكبر مَصدرِ للإمداد بالسلع المصنعة العالمية، يمكن أن يرسل ذلك تموجات في الاقتصاد العالمي. وعندما يكون لديك نقص في الطاقة، يكون من الصعب على الصناعة أن تعمل، مما يسهم في ضغوط الإمداد أيضاً.

موس: تُمثِّل قصة سلسلة التوريد هذه مشكلة في آسيا بقدر ما هي في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة، مع وجود بعض المحاذير. أولاً، يجري التحكم إلى حد كبير في أسعار أشياء كثيرة من خلال سياسة الحكومة في أجزاء مهمة من آسيا.

فإذا كنت بلداً مثل سنغافورة، وعلى الرغم من أنك كبير في مجال الخدمات اللوجستية، وكبير في الشحن، وكبير في الموانئ، وكبير في العبور... لكن في فترة الإغلاق، قد لا تعمل هذه العناصر بالضرورة لصالحك.

وإذا لم نتمكن من الحصول على أشيائنا، فماذا سنفعل؟ يفتح هذا السؤال مجموعة كاملة من المشكلات الوجودية - ليس فقط فيما يخص أجهزة التلفزيون والثلاجات وأجهزة الكمبيوتر المنزلية، ولكن بالنسبة لأشياء أساسية مثل الطعام. وقد جرت مناقشة هذا الموضوع في منتدى الاقتصاد الجديد، حيث طرح مسألة كيفية ضمان استمرار سلسلة توريد اللقاحات - وهي مهمة للغاية لكل شيء -؟

أورليك: الخلاصة الكبيرة هي أن نقص الإمدادات هو حقاً عند مستوى مرتفع تاريخياً. حيث لم نشهد هذا الضغط الكبير على سلسلة التوريد منذ 10 سنوات – بل منذ 20 سنة في بعض البلدان.

الخلاصة الثانية، هي أن هذا في الحقيقة هو مجرد نوع من علامة مبدئية للغاية في هذه المرحلة، وذلك في الولايات المتحدة على الأقل، حيث يُظهر مقياسنا أن ضغوط سلسلة التوريد ربما تكون قد بلغت ذروتها، فقد جاءت الذروة قبل شهرين. وما تزال تدفقات الإمداد مرتفعة تاريخياً، إلا أنها ليست بالقدر الذي كانت عليه في نهاية الربع الثالث.

تريفيدي: كيف تلعب الطاقة دوراً في استمرار تشغيل سلاسل التوريد؟

فيكلينغ: جميع السفن التي تبحر في البحار تعمل بالوقود، ولكن من المستغرب أن هذا ليس العامل الأكبر في تكلفة الشحن. فالمكان المهم حقاً هو الصين نفسها. وفيما يتعلق بكل سلعة رئيسية - الألمنيوم والنحاس والصلب، كل تلك المواد الصناعية التي تشكل أساس سلاسل التوريد هذه – فإن الصين تصنع حوالي 50٪ منها جميعاً، وهي كثيفة الاستهلاك للطاقة. حيث تستهلك في الواقع الكثير من الطاقة لدرجة أن الحكومة الصينية تبذل بعض الجهود الجادة لقمع هذه الصناعات فعلياً، فهم يريدون تقليل الإنتاج وتقليل الانبعاثات بشكلٍ خاص بسبب أهدافهم الخاصة.

ساذرلاند: حتى مع إعادة فتح الولايات المتحدة وتقدمها أكثر على المنحنى مقارنة ببعض الأجزاء الأخرى من العالم، حيث يمكنك اليوم ركوب الطائرة، والذهاب إلى السينما، والناس ينفقون على هذه الأشياء.

فضلاً عن ذلك، ينشر "بنك أوف أمريكا" بيانات بطاقات ائتمان مثيرة للاهتمام حقاً، وقد أظهرت البيانات أن إنفاق شركات الطيران أصبح إيجابياً على أساس عامين للمرة الأولى هذا العام في الأسبوعين الماضيين. كما ارتفع الإنفاق على الترفيه بنحو 4٪ مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، ومع ذلك ما زلنا نرى إنفاقاً مجنوناً على السلع. وما يزال الإنفاق على الأثاث مرتفعاً بنسبة 35٪ تقريباً على أساس عامين، كما ارتفع الإنفاق على متاجر تحسين المنازل بنسبة 50٪ تقريباً.

ومن المثير للاهتمام أنه حتى عندما رأينا اتجاه إعادة الانفتاح، ما يزال المستهلك الأمريكي على استعدادٍ تام للإنفاق على السلع، وهذا يُسهم في بعض تحديات سلسلة التوريد التي رأيناها.


تريفيدي: بدأنا نرى ازدياداً في إنفاق الشركات على الحلول. هل هناك حلول أخرى قابلة للتنفيذ نحتاج إلى التفكير فيها؟

أورليك: ما الذي نحتاجه من أجل الحصول على سلاسل إمداد أكثر مرونة؟ الكثير من الاستثمار الرأسمالي لتنويع مصادر التوريد وتعزيز الخدمات اللوجستية. فنحن بحاجة إلى قدرٍ هائل من قدرة الإدارة على مستوى الشركة، وقدرة القيادة على المستوى الحكومي للتفكير في هذه المشكلات، والتمهيد على الأرض لبدء تحقيق الإنجازات في المشاريع.

تريفيدي: هل يجب أن نطلب هدايا العيد منذ الآن؟

ساذرلاند: إذا كان هناك شيء تريدينه حقاً أو يريده أطفالك حقاً، فعليكِ بالتأكيد طلبه عاجلاً وليس آجلاً. وفي الحقيقة، فإن هذا الواقع هو في مصلحة بائع التجزئة بالتأكيد لدفعكِ للشراء بسرعة كبيرة، حيث يساعده على إدارة سلاسل التوريد الخاصة به، ويساعده على عدم تقديم الكثير من الصفقات لك في موسم العطلات هذا. وإذا كان هناك شيء تحتاجينه حقاً، فمن المؤكد أنه كان عليك طلب شرائه منذ الأمس. ولكن بشكل عام، من المحتمل أن تتمكني من العثور على هدايا عيد الميلاد الخاصة بك.
 
(بلومبيرغ الشرق)
المصدر: بلومبيرغ
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك