المرشدون السياحيون... "سفراء" عاطلون عن العمل

هم بمثابة سفراء داخل وخارج وطنهم وعلى عاتقهم تقع دائماً مسؤولية إنجاح الرحلة السياحية وتقديم الصورة الايجابية عن وطنهم للسياح، لأنهم المصدر الرئيسي للمعلومات التي يحصلون عليها من التراث الحضاري والتاريخي والثقافي والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية التي يعيشها السكان في المناطق السياحية التي يرافقون السياح لزيارتها. إنهم المرشدون أو الأدلاء السياحيون فما هي المعوقات التي يواجهها هؤلاء ضمن المنظومة السياحية المتكاملة في لبنان؟ تقلص عدد المرشدين السياحين الى نحو مئة أو أقل في الفترة الأخيرة، بحسب نقيب الأدلاء السياحيين في لبنان هيثم فواز، مع تسجيل تقدم للعنصر النسائي في عمل الارشاد السياحي.هذا القطاع ، كما سائر القطاعات السياحية الأخرى، يتأثر بشكل كبير بالأوضاع الأمنية والسياسية السائدة في البلاد مما أثّر على عمل هؤلاء المرشدين وقلّص عددهم الى حده الأدنى. ويؤكد فواز أن النجاح في مهمة الارشاد السياحي يتطلب ممن يزاولها التمتع بصفات أسياسية، مشبّهاً المرشد بالأستاذ المحاضر في الرحلات والحافلات، ومن أهم صفاته الثقافة العامة في كل المجالات من التاريخ الى الجغرافيا الى الاقتصاد والفنون، إضافة الى امتلاك الشخصية المحببة واللياقة الاجتماعية والطريقة السلسة في ايصال المعلومات، لأن هدف السائح ليس فقط الاستماع الى شرح الدرس وحفظه انما التفاعل مع المعلومات التي تقدم له. يشبه البعض المرشد السياحي بوسيلة اعلامية متحركة تساعد على الترويج غير المباشر للبلد عبر طريقة التعامل مع السائح والمعلومات التي ينقلها اليه، لأن سماع المعلومات من هذا المرشد قد يفوق بأهميته الاستعانة بكتيبات قد يكون محتواها سطحياً وغير صحيح ولا يشتمل على التفاصيل المهمة. مهنة المرشد ديناميكية ومتحركة بحسب المستجدات والمتغيرات تعطيه دوراً قيادياً في ادارة وتنظيم الرحلات، لأن المرشد السياحي هو الدليل الذي يقود ويرشد السائح أو المجموعة السياحية أثناء السفر، ويمكن التعريف عنه بأنه الشخص الذي يقوم بمرافقة السياح والزوار والوفود الأجنبية الى المدن والمناطق والمعالم والمنشآت والمواقع السياحية والتاريخية والأثرية، ويزودهم بالمعلومات اللازمة عنها ويرد على استفساراتهم بمعلومات دقيقة وصحيحة وموضوعية متجنباً الاضافات والاجتهادات والتعليقات والآراء الشخصية، وكذلك من مهامه البقاء مع السياح ومرافقتهم من تاريخ وصولهم حتى مغادرتهم كما يعمل على تأمين سلامتهم وعدم تعرضهم لأي مضايقات. يحصل المرشد السياحي مقابل قيامه بهذه الأعمال على أجر مادي تحدده الجهات الرسمية (وزارة السياحة) أو يتفق بشأنه مع منظمي الرحلات السياحية أو حتى مع السياح أنفسهم، لكن ما هي المشاكل التي تواجه هذا القطاع؟ قد تكون المشكلة الأساسية التي يعاني منها المرشدون السياحيون هي المنافسة غير الشرعية وسببها عدم إقرار قانون خاص على غرار كل الدول يفرض على منظمي الرحلات السياحية الى لبنان الاستعانة بمرشدين لبنانيين مما يتيح لأشخاص من جنسيات مختلفة القيام بهذه المهمة، إضافة الى أن هذا النوع من العمل موسمي بحيث لا يتقاضى العاملون فيه أجوراً ثابتة، كما أن ارتفاع أعداد السياح أو انخفاضها يرتبط بشكل عضوي بالأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، علماً أن السياح الأجانب هم أكثر من يولي الآثار والمعالم التاريخية اهتماماً، لذا هم يفضّلون أن يرافقهم مرشد سياحي ليزودهم بالمعلومات المتعلقة بالأماكن التي يزورونها. أما العرب فيشعرون بأنهم يعرفون البلد جيداً وليسوا بحاجة الى اكتشاف معالمه.