Advertisement

صحة

"أبناء الجيل الضائع"... "كورونا" قلبت حياة الاطفال رأسا على عقب

Lebanon 24
02-12-2022 | 03:06
A-
A+
Doc-P-1016287-638055725502383696.jpeg
Doc-P-1016287-638055725502383696.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 

أكدّت دراستان حديثتان أن تبعات كورونا ما زالت واضحة ومستمرة، خصوصا في البيئات المجتمعية الفقيرة، التي يعاني أطفالها تمزقا شديدا في المهارات الاجتماعية.


فعندما تغلق المدارس أبوابها لا يعاني الأطفال تدهورا في المهارات العلمية والأكاديمية فحسب، بل أيضا يعانون تمزقا شديدا في المهارات الاجتماعية، خصوصا الفقراء منهم.
Advertisement

وذلك وفق دراستين جديدتين تعود إحداهما لجامعة "كامبريدج البريطانية"، أما الأخرى فلجامعة "أديس أبابا الأثيوبية".

الدراستان أظهرتا أن مقدرة الأطفال على التحدث مع الآخرين والاندماج مع المجتمع انخفضت جدا بعد جائحة كورونا، وفقدوا جزءا كبيرا من الثقة التي كانوا يتمتعون بها قبل الجائحة، وذلك بسبب إجراءات إغلاق المدارس.

وأشارت الدراستان إلى أن الأطفال خسروا ما يعادل ثلث عام دراسي على الأقل، وأن الأطفال الذين ينتمون لعائلات ذات دخل محدود أو منخفض هم الأكثر تضررا على المديين القريب والبعيد.

وحذر علماء من تبعات ذلك في إضعاف عمليتي التطور الاجتماعي والعاطفي لدى الأطفال، كالقدرة على تكوين الصداقات وغيرها، فيما يرى الباحثون أن تراجع المهارات الاجتماعية قد يسبب تباطؤا أكاديميا، واتساعا في فجوة التحصيل العلمي والمعرفي.


1.6 مليار تلميذا انقطعوا عن الدراسة
وبحسب منظمة اليونيسكو، فإن وباء كورونا تسبب في انقطاع 1.6 مليار تلميذ في 190 دولة حتى الآن عن التعليم، وهذا يمثل 90 في المئة من أطفال العالم في سن المدارس.

ويصف بعض الخبراء، مثل "ويم فان لانكر"، الأخصتصاصي الاجتماعي بجامعة "لوفان" في بلجيكا، هذا الوضع بأنه "أزمة اجتماعية وشيكة".

وقد يستدل على آثار الانقطاع عن الدراسة في الوقت الحالي من دراسات سابقة أجريت عن تبعات إغلاق المدارس لفترة قصيرة أثناء هطول الثلوج في عام 2007. إذ فحص ديف ماركوت، الأستاذ في الشؤون العامة بالجامعة الاميركية في واشنطن دي سي، نتائج اختبارات الصف الثالث والخامس والثامن في مدارس مريلاند، ولاحظ أن التلاميذ الأصغر سنا كانوا الأكثر تضررا من إغلاق المدارس.

وقد أدى الانقطاع عن الدراسة كل يوم إلى انخفاض عدد الأطفال الذين يحصلون على الدرجات المتوقعة في الرياضيات والقراءة بنسبة 0.57 في المئة. وأغلقت المدارس في المتوسط خمسة أيام بسبب الطقس السيء، وتراجع على إثر ذلك معدل النجاح الإجمالي بنسبة ثلاثة في المئة.

والمشكلة أن الأطفال لم يحرموا من فرص التعليم فحسب، بل كلما طال أمد إغلاق المدارس، سينسى الكثير من الأطفال ما تعلموه قبل الوباء. إذ أشارت دراسات إلى أن معظم الأطفال يبدون تحسنا أثناء الفصول الدراسية، لكن أداءهم يتراجع، وأحيانا تراجعا كبيرا، أثناء الإجازة الصيفية الطويلة، ولا سيما في الرياضيات.


برامج توعوية وتطبيقية للاطفال 


وفي سياق متصل، قالت مدربة مهارات الحياة والمتخصصة في العلاج الشعوري، نانسي إسماعيل، إن "جائحة كورونا لها تبعيات لا زلنا نتداركها من وقت لآخر.. لم يؤثر فيروس كوفيد 19 على الكبار فقط، بل التأثير الأكبر كان على الأطفال وهذا له ما يفسره في علم النفس".

وأضافت نانسي إسماعيل في حديث لصباح "سكاي نيوز عربية"، "الفترة مابين 0 إلى 6 لها تأثير قوي جدا على نفسيات الأطفال وعقلياتهم، ومن 6 إلى غاية 12 سنة أو فترة المراهقة 16 سنة هو الجزء الذي يتكون في العقل اللاواعي ويتأثر بالصدمات أو بفعل المخاوف في الحياة".

وأوضحت: أن السبب وراء التأثر من الجائحة أكثر عند الفتيات، يعود إلى الجلوس لفترة طويلة في البيت دون مهارات، مشيرة إلى أن "البنت تحب الكلام للتعبير عن مشاعرها تجاه صديقاتها وهذا كله توقف في فترة الوباء وفي ظل انقطاع الأنترنت أو انعدامه في المناطق الهشة".

وأشارت مدربة المهارات، "الأزمة الاقتصادية بسبب الجائحة أثرت بشكل كبير جدا على الأطفال، الذين يرون تأثيرها على الأهل، بسبب انعكاسها على الأسعار وفرص العمل خصوصا في الأوساط الفقيرة".

وأضافت "أثبتت الدراسات والإحصائيات إلى أن 20 إلى 25 في المئة من الأطفال تأثروا نفسيا واجتماعيا خلال فترة كورون، وان  نسبة كبيرة من الأطفال عندهم صعوبات في التعلم، وصعوبات اجتماعية".

وختمت إسماعيل حديثها: "كل الحكومات يجب أن تتحرك في اتجاهين: الأول إطلاق برامج للتوعية وأخرى تطبيقة للأطفال، والثاني نتفهم أن هذا شيئ طبيعي جدا وأنه سيأخذ الوقت، كما نحتاج إلى دعم قوي من كل فئات المجتمع لأجل أن ننقل الأطفال إلى بر الأمان.

(المصدر: "رصد لبنان 24" + "سكاي نيوز عربية" + "BBC")
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك