Advertisement

خاص

"ضربة الشمس" ليست كما نظنّ...وهذه بعض مخاطر الصيف على الأطفال!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
29-05-2019 | 07:59
A-
A+
Doc-P-592356-636947359332801059.jpg
Doc-P-592356-636947359332801059.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لم يبدأ فصل الصيف رسمياً بعد، لكنّ الأحوال الجويّة "مُلتهبة"! درجات الحرارة تصل في بعض المناطق وبعض الأيام إلى 40 أو أكثر، ومعظم اللبنانيين لا يجدون ملجأ للهروب من "الحريق" إلا الشواطئ. عائلاتٌ بصغارها وكبارها تتواجد على البحر منذ ساعات الصباح الأولى وحتى فترة ما بعد الظهر، علّها تهرب أيضاً من "لهيب" الضغوط اليومية ومشاكل السياسة والاقتصاد والروتين. وقريباً، سوف تكثر رحلات "البيكنيك" في الطبيعة وعلى ضفاف الأنهر، فيما لا يجد أطفال العائلات الفقيرة إلا الشوارع ملاذاً للعب واللهو تحت أشعة الشمس. وإذا كان الصيف فصل "المشاريع" والتحرر من جدران البيوت، إلا أنه قد يكون أيضاً نقمة على البعض وبخاصة على الأطفال وكبار السنّ بسبب مخاطر الشمس أو السباحة! فما يُعرف بـ "ضربة الشمس" ليس إلا كابوساً يهابه الأهل لا سيّما إذا مسّ بالصغار. فما هي "ضربة الشمس"؟ وما هي مخاطر الصيف الأخرى، وتحديداً على الأطفال؟!

تشرح طبيبة الأطفال د. نينات حوّاط في حديث لـ "لبنان24" أنّ ما يُسمّى في لبنان بـ "ضربة الشمس" له مفهوم شعبي مغاير عمّا هو فعلياً في علم الطبّ، إذ كلّما أصاب أحدهم وجعاً في الرأس بعد جلوسه لوقت تحت أشعة الشمس يقال أنه تعرّض لـ "ضربة شمس"، لكن طبياً هناك ما يُعرف بالـ Heat stroke وهي حالة مرضية ذات خصائص وأعراض خاصة، وهي غير شائعة جداً في لبنان "لأننا لا نعيش ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة على غرار الدول العربية والإفريقية مثلاً".

وتقول:"إن "ضربة الشمس أو الحرّ" بمفهومها الطبيّ هي ارتفاع درجة حرارة الجسم وتترافق مع احمرار الجلد وجفافه والصداع والدوخة والارتباك العقلي وتسارع في دقات القلب والإغماء وقد تؤدي نادراً إلى الموت. وتحدث ضربة الحرّ بسبب ارتفاع درجات الحرارة الخارجية أو المجهود البدني وعدم كفاية أو فقدان السوائل في الجسم، و"يعدّ الرياضيون والأشخاص الذين يعملون في الخارج لوقت طويل والأطفال وكبار السنّ الأكثر عرضة للإصابة بالـ Heat stroke، ولذلك عادة ما تقام الماراثونات في أيام غير حارّة ويصار إلى إعطاء المتسابقين عبوات مياه ومحلول الإماهة الفموية تفادياً للتجفاف، فيما نرى أنّ عدداً من كبار السنّ يقضي جرّاء موجات الحرّ الشديدة التي تصيب بعض الدول والتي عادة ما تتوّجه إلى هذه الفئة وإلى ذوي الأطفال بضرورة التقيّد بالإرشادات المعطاة من قبل السلطات الرسمية لتفادي الإصابة بضربة الحر"، تقول د. حوّاط.

ولحسن الحظّ، لا تُسجّل إصابات كثيرة بـ "ضربة الحرّ" في لبنان بسبب عدم تخطّي درجات الحرارة معدلات قياسية، لكن هذا لا يعني، بحسب الطبيبة، أنّ مخاطر التعرّض للشمس، سواء إثر ارتياد البحر أو التواجد في الطبيعة أو في أي مكان عام مفتوح، ليست موجودة!  

الأطفال والشمس

بالنسبة إلى الأطفال، ونظراً إلى طراوة جلدهم، فقد يصابون بحروق بمختلف الدرجات، وهذا أمرٌ موجع ومؤذ. وتلفت د. حوّاط إلى أنّ تعريض الرضع والأطفال للشمس مضرٌّ أيضاً بعيونهم، ولذلك من المفيد شراء نظارة شمسية تقيهم الأشعة. والخطر الثالث الناجم من الشمس يتمثل أيضاً بمضاعفة فرص الإصابة بسرطان الجلد لاحقاً. تشرح الطبيبة أنّ جسم الإنسان يقوم عادة بتخزين أشعة الشمس، وهذا أمرٌ يحصل يومياً، وهذا "المخزون" لا يزول من تلقاء نفسه، بل عندما يتخطّى الفرد "المنسوب" الطبيعي، فإنه يصاب بعوارض وقد يطوّر أو يزيد من احتمالات الإصابة بسرطانات جلدية.

 وعليه، تنصح بتفادي الجلوس مطوّلاً تحت أشعة الشمس، وتوصي بعدم تعريض الرضّع تحت عمر الستة أشهر إلى الشمس بخاصة في فترات الذروة، بل بوضعهم في الخارج مدة ربع أو نصف ساعة يومياً (خارج وقت الذروة) بغية الحصول على فيتامين د.

وفي حال الإصرار على اصطحاب الأطفال إلى الخارج في الأوقات الحارّة والمشمسة، فثمة نصائح وإرشادات يجب اتباعها لتفادي المخاطر، وهي بحسب د. حوّاط: دهن جسم الطفل بكريم واق للشمس (على أن يكون ذا حماية كاملة) وإعادة وضعه كلّ ساعتين، إلباس الطفل ثياباً ذات ألوان فاتحة أو ملابس بحر تغطّي القسم الأكبر من الجسم أو تلك المخصصة للحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية، وضع قبعة مبللة على الرأس، الحرص على وضع مظلّة كبيرة، والأهم طبعاً هو الإكثار من شرب المياه والسوائل. وفي هذا الإطار، تشرح د. حوّاط أنّه في حال تعرّض الجسم إلى الجفاف، فإن المياه وحدها لا تكفي لتعويض ما فقده:" فنحن لا نفقد المياه من أجسامنا وحسب، بل نخسر أيضاً الأملاح والسكر، ولذلك من الضروري تعويضها هي الأخرى". وعليه، تنصح الطبيبة بإعطاء الأطفال محلولاً ضدّ الجفاف يمكن شراؤه من الصيدلية (يمكن الأطفال استهلاكه في مطلق أي عمر وبالمقدار الذي يرغبون به)، على أن يحرص الأهل أيضاً على دعوة أطفالهم لتناول الفواكه والخضراوات وشرب العصير.

أما في حال تعرّض أحدهم إلى "ضربة حرّ" (وفق مفهومها الطبي)، فيجدر التحرّك فوراً ونقل المصاب إلى المستشفى. وإلى ذلك الحين، يجب خفض حرارة الفرد عبر نقله إلى مكان أبرد بدرجتين من المكان الذي يتواجد فيه (مع ضرورة تجنب تعريضه للبرد فجأة)، نزع ملابسه عنه، مدّه بالمياه والسوائل، ووضع كمادات باردة على جسمه، وإجراء الإسعافات الأولية اللازمة في حال كانت حالته تستدعي ذلك.

 

وإذا كانت أشعة الشمس القويّة دونها مخاطر على الأطفال، فإن السباحة في البحر أو في الأحواض المائية ليست محبذة بدورها! معلومة قد تُحزن الأهالي الذين يظّنون أنّهم يسعدون صغارهم بمشوار إلى الشاطئ أو "البيسين"، لكن بحسب د. حوّاط "فلننتظر حتى يصبح الطفل قادراً على السباحة، أو أقلّه إلى حين تمكنه من عدم ابتلاع المياه"!

بالنسبة إليها، ليست من إجابة شافية على سؤال "أيهما أفضل: البحر أم حوض السباحة؟". في لبنان، البحر ملوّث بكل أنواع الملوّثات، ما يُعرّض الأطفال إلى الإصابة بأمراض مختلفة، وعلى رأسها تلك التي تصيب الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الفطريات. أما أحواض السباحة فيمكنها أن تكون أفضل من بحر ملوّث في حال توافرت كلّ معايير النظافة وتمّ وضع الكمية المحددة واللازمة من الكلور، لكن للأسف هذا الأمر قد لا يكون سائداً في كلّ المنتجعات السياحية في لبنان".

وتضيف د. حوّاط:" كيف لنا أن نحرص ونصرّ على تعقيم عبوات الحليب الخاصة بالطفل والسهر على إبعاده عن الأوساخ، وفي الوقت نفسه نضعه في حوض سباحة وهو ما زال يلبس "الحفاضة"، وغيره أيضاً يتبوّل في المياه؟! إنّ الطفل معرّض لأن يبتلع كمية من هذه المياه التي قد تسبب له مشاكل في جهازه الهضمي، وللأسف هذا ما نشهده كثيراً من حالات في فصل الصيف".

 

لكن في المقابل ثمة بدائل. حوض سباحة بلاستيكي صغير يفي بالغرض! نعم، يمكن تعبئته بمياه الصنبور ووضع الطفل فيه كي يمرح ويلعب، وطبعاً ليس في أوقات ذروة الشمس!

ودعت طبيبة الأطفال إلى غسل الطفل بالمياه النظيفة ونزع ملابس السباحة عنه فور أن ينتهي من اللعب، تفادياً للفطريات والمشاكل الصحية في المناطق الحميمة.

ورداً على سؤال، نفت د. حوّاط أن يكون التعرّض للشمس بكثرة هو ما يُسبب مرض السحايا، قائلة:" يصاب الطفل بالسحايا فترتفع حرارته، وليس العكس".

وتشرح د. حوّاط أنّ مرض السحايا قد يكون ناجماً من التهاب فيروسي أو من التهاب بكتيري، مضيفة:"قد تؤدي الإصابة بمطلق أي فيروس إلى التهاب السحايا. هذا يحدث مثلاً في حالات الرشح عندما تصل الفيروس إلى الدماغ، ولا تعالج بمضدات حيوية. أما الالتهاب البكتيري فهناك 3 أنواع منه ويمكن الوقاية منها عن طريق التحصين المناعي (التطعيم). والأنواع الثلاثة هي:

 

Haemophilus influenzae bacteria

 

Pneumocoque

 

Meningocoque".

 

وتلفت د. حوّاط إلى أن معظم الأطفال يحصلون على لقاح النوعين الأول والثاني (الخماسي والسداسي على عمر 2 و4 و6 أشهر وسنة ونصف)، فيما لم يكن يتمّ تلقيح الأطفال في لبنان ضدّ النوع الثالث إلا لحين بلوغهم سنّ الـ 11 عاماً. لكن اليوم، وفي ظلّ تفلّت الحدود ووجود أجانب في البلد، بات يعطى اللقاح للأطفال في عمر السنة أو السنتين، علماً أنّ هذا اللقاح يغطي 4 أنواع من الـ Meningocoque لكنه لا يتوافر بعد للنوع .B 

Advertisement

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك