نشر موقع "الجزيرة" تقريراً عن اللقاحات الثمانية الأولى ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وذلك اعتمادا على عدة معايير من بينها المبدأ، والحماية من السلالة المتحورة.
تقول الكاتبة كارولين تورب، في التقرير الذي نشرته صحيفة لوبوان الفرنسية، إنه في الوقت الحالي هناك 8 لقاحات فقط خاضعة للتجارب السريرية. لقد أعلنت جميع المختبرات المسؤولة عن تصنيع اللقاحات عن نتائج المرحلة الثالثة من تطويرها للقاح، أي تلك التي تسمح باتخاذ قرار بشأن فعاليتها ضد فيروس كورونا المستجد، واسمه العلمي "سارس كوف-2".
وهناك ثلاثة منها مصرح لها بالفعل في أوروبا، ويمكن أن يكون البعض الآخر متاحا في وقت قريب. وإذا لم تعتمد جميع هذه المختبرات الثمانية على النهج نفسه لتحفيز الحماية المناعية ضد الفيروس، فقد اختارت جميعها الهدف ذاته: وهو بروتين السنبلة "سبايك" spike الذي يعتبر مفتاح "سارس كوف-2" لدخول خلايانا وإصابتها.
لهذا السبب، هناك قلق كبير بشأن الطفرات المرتبطة بهذا البروتين التي تم تحديدها في السلالات المتحورة بالمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل.
ويجب أن يضمن منتجو اللقاحات أن فعالية المصل ستظل كافية لحماية السكان من السلالات المتحورة التي تم اكتشافها، ولكن أيضا ضد تلك التي يمكن أن تظهر الأشهر القادمة.
على هذا النحو، فإن السهولة التي يمكن للقاحات معينة تكييف تركيبها مع الطفرات الجديدة تعتبر ميزة لا يمكن إنكارها.
1- لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech)
مرخص به: في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.
المبدأ: يتكون اللقاح من كبسولة دهنية تحتوي على أجزاء من الحمض النووي الريبوزي المرسال Messenger RNA (mRNA) أو ما يعرف بالرنا المرسال التي تشفر بروتين "سبايك" لسارس كوف-2.
يتم تعديل الرنا المرسال بشكل طفيف حتى لا يسبب الكثير من الالتهابات. وبعد الحقن، يدخل الرنا المرسال الخلايا العضلية ويحفز إنتاج بروتينات سبايك، والتي سيتعرف عليها الجهاز المناعي، وبالتالي يتعلم الدفاع عن نفسه ضد فيروس سارس كوف-2.
والجدير بالذكر أن كل حقنة تحتوي على 30 ميكروغراما من الرنا المرسال في 0.3 ملليلتر من المحلول الملحي.
الفعالية أثناء التجارب: للوقاية من الأشكال الخفيفة لأعراض من كوفيد-19، تقدر فعالية هذا اللقاح بحوالي 94.5% بعد جرعتين متباعدتين بحوالي 21 يوما و52.4% بعد الحقنة الأولى.
أما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بفيروس كوفيد-19 الحاد (خاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وما إلى ذلك) فإن الفعالية تناهز 95%.
بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عاما، تبلغ الفعالية حوالي 93%. وفي المقابل، بعد 75 عاما، لا يسمح العدد الصغير للمشاركين بالتجارب السريرية بتقدير دقيق لنسبة الحماية. أما بالنسبة للأشكال الحادة من المرض، فيبلغ الحد من المخاطر نحو 89%.
الفعالية ضد السلالات المتحورة: عززت الاختبارات التي أجريت على عينات الدم إمكانية مقارنة الأجسام المضادة لحوالي 20 شخصا تم تطعيمهم بالفعل بلقاح فايزر-بيونتك مع فيروسات سارس كوف-2 المعاد إنشاؤها في المختبر، والتي تشتمل على الطفرات الرئيسية الموجودة في مستوى بروتين "سبايك" للسلالات المتحورة البريطانية والجنوب أفريقية.
ونتيجة لذلك، بحسب المختبرات فإن "بلازما الأفراد الذين تم تطعيمهم بلقاح فايزر-بيونتك قضت على جميع أنواع فيروس سارس كوف-2 التي تم اختبارها" مع القضاء على الفيروس عن طريق الأجسام المضادة "الأضعف قليلا" ضد الطفرات الثلاث المتحورة في جنوب أفريقيا مقارنة بالطفرات الثلاث للسلالة المتحورة الإنجليزية.
حتى لو كانت هذه الملاحظات مطمئنة، فلا يوجد حاليا دليل سريري للإجابة عن السؤال المتعلق بالحماية من السلالات المتحورة الجديدة.
ولكن من بين المزايا سرعة تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال، على وجه الخصوص، لأنها لا تتطلب زراعة الخلايا.
ويقدر مختبر بيونتك أن الأمر سيستغرق حوالي 6 أسابيع للحصول على إعادة صياغة فعالية اللقاح ضد المتغيرات الجديدة من سارس كوف-2 والتي ستتجاوز الحماية الحالية للقاح.
2- لقاح مودرنا (moderna) الأميركي
مرخص له: في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.
المبدأ: يتكون (مثل لقاح فايزر-بيونتك) من كبسولة دهنية تحتوي على أجزاء من الحمض النووي الريبوزي المرسال، وتحتوي على شيفرة بروتين "سبايك" لسارس كوف-2.
ويختلف تحضير الكبسولة وتلقيح الحمض النووي الريبوزي المرسال قليلا، لكن دورهما متطابق.
بعد الحقن، يدخل تلقيح الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى خلايا العضلات، ويحفز إنتاج بروتينات "سبايك" ويساعد جهاز المناعة لدينا على التعرف على الفيروس ومكافحته.
وفي صيغة مودرنا، يوجد 100 ميكروغرام من الرنا المرسال في 0.5 ملليلتر من المحلول الملحي، لذا فإن تركيزها مضاعف في "فايزر-بيونتك". مع العلم أن كليهما خال من أي مواد مساعدة أو حافظة.
الفعالية أثناء التجارب: للوقاية من الأشكال الخفيفة إلى المعتدلة من "كوفيد-19" تبلغ فعاليته 94% بعد جرعتين بفارق 28 يوما، وتصل بالفعل إلى 80.2% بعد شهر واحد من الحقن الأول.
من جانب آخر، تشير التأثيرات إلى انخفاض على مستوى مخاطر الأشكال الحادة للمرض، وتبلغ نسبة الحد من المخاطر حوالي 89%، ولكن ما زال هناك شك كبير حول هذه النتيجة بسبب الحالات القليلة المبلغ عنها أثناء التجارب.
وبالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، تقدر الفعالية بنحو 86%.
وفي المقابل، بعد سن 75 عاما، لا يسمح العدد الصغير للمشاركين في التجارب السريرية بتقدير نسبة الحماية.
وتجدر الإشارة إلى أن التجارب أجريت صيف وخريف 2020 بالولايات المتحدة، أي قبل ظهور السلالات المتحورة في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا.
الفعالية ضد السلالات المتحورة: نظر باحثو مودرنا في عينات دم لحوالي 8 أشخاص تلقوا جرعتين من اللقاح واثنين من القردة المحصنة. وكانت الأجسام المضادة المعادلة فعالة ضد السلالة المتحورة البريطانية مقارنة بالشكل الأصلي لفيروس كورونا.