Advertisement

مقالات لبنان24

خطوة ستقرّب الأسد وأردوغان.. هل تنسحب القوات الأميركية مقابل تحرير الرهائن؟

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
27-10-2020 | 05:30
A-
A+
Doc-P-760336-637393976238414271.jpg
Doc-P-760336-637393976238414271.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تساءل تقرير نشره "المجلس الأطلسي" عما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ستسحب قواتها من سوريا مقابل تحرير الرهائن الأميركيين، وذلك في ضوء أنباء تحدّثت عن أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم حمل مطالب دمشق إلى واشنطن أثناء زيارته قبل أسبوعين.
Advertisement

في تقريره، اعتبر المحلل عبدالرحمن المصري أنّ سيناريو انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية بشكل كامل ليس بعيد المنال، قائلاً: "(الرئيس السوري بشار) الأسد يدرك ذلك". وأوضح المصري أنّ الولايات المتحدة تتراجع بشكل كبير عن لعب دورها كقائدة عالمية بعدما اضطلعت به لفترة طويلة، مضيفاً: "يبدو أنّ إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لا ترى أنّ قيمة فعلية تتأتى من تدخلها في النزاع السوري المعقّد ويمكن وصف سياستها تجاهه بأنّها تنافر استراتيجي".

وفي هذا الصدد، ذكّر المصري بمساعي ترامب المتكررة لسحب القوات الأميركية، معتبراً أنّ إدارته ورثت سياسة حصرت تركيزها بمكافحة الإرهاب. وكتب المصري: "باختصار، لدى إدارة ترامب مصلحة في سحب القوات الأميركية من مناطق الحروب المعقدة. وعلى الرغم من تداعياتها (الخطوة) على السياسة الخارجية والأمن القومي، يبدو أنّها تخدم رسائل ترامب المحلية، لا سيما بالتزامن مع موسم انتخابات رئاسية حامٍ".

في المقابل، نبّه المصري من تداعيات انسحاب القوات الأميركية "الوخيمة". وفي تحليله، رأى المصري أنّ الوجود العسكري الأميركي في سوريا يمثّل وسيلة ضغط تخدم استراتيجية مواجهة إيران التي تطبقها إدارة ترامب، محذراً من أنّ الانسحاب الأميركي يعطي القيادة الإيرانية ضوءاً أخضر لتوسيع شبكة المجموعات المسلحة التي تدعمها، وتعزيز خطوط الإمداد في شرق سوريا.
وتابع المصري قائلاً إنّ الانسحاب الأميركي سيعني تخلي واشنطن عن حلفائها الملتزمين بإجبار إيران على مغادرة سوريا، مثل الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي تركهم يقومون بالعمل الشاق بمفردهم، على حدّ ما كتب. ولفت المصري إلى أنّ "قوات سوريا الديمقراطية" ستكون الخاسر الأكبر بموجب سيناريو الانسحاب الأميركي، مرجحاً أن تتحدى تركيا الأكراد في شمال شرقي سوريا، ما إن تعلن واشنطن رسمياً تخليها عنهم بانسحابها. من جهتها، ستلعب دمشق دوراً على هذا المستوى أيضاً، إذ قال المصري إنّ الأكراد سيجدون أنفسم في مواجهة مع "النظام السوري" الذي سيحاول استعادة السيطرة على الأراضي التي خسرها خلال النزاع.

ونظراً إلى مصلحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأسد المشتركة في تحجيم الأكراد، أضاف المصري: "مع تقريب الروس أنقرة من دمشق، يمكن لتركيا أن ترضى عن عودة قوات الجيش السوري إلى شمال شرقي البلاد، لتحل محل من تعتبرهم إرهابيين من عناصر حزب العمال الكردستاني".

في ما يتعلق بروسيا، فستسعدها رؤية القوات الأميركية تغادر سوريا، كما كتب المصري. وأضاف: "يريد الكرملين أن يثبت أنّه قوة عظمى ملتزمة وموثوقة أمام اللاعبين المحليين والإقليميين، لا سيما على حساب الولايات المتحدة". وكتب المصري: "على الرغم من أن روسيا ستعجز عن الحلول محل الولايات المتحدة بالنسبة إلى "قوات سوريا الديمقراطية"، تريد موسكو تقديم نفسها على أنّها وسيطة وحليف موثوق. وفي ظل غياب الولايات المتحدة، قد تضطر القوات الكردية في شمال شرفي سوريا إلى اللجوء إلى النفوذ الديبلوماسي الروسي لحماية نفسها من تدخل تركي محتمل والتصالح مع نظام الأسد".

إلى ذلك، تطرّق المصري إلى الشق الاقتصادي، إذ بيّن أنّ الانسحاب الأميركي سيتيح لدمشق الوصول إلى حقول النفط في شمال شرقي البلاد، وبالتالي تعزيز نفوذها وإنقاذ الاقتصاد جزئياً.
المصري الذي لم يستبعد معارضة مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون وآخرين في الأمن القومي المحادثات الأميركية-السورية "التي يُحتمل أنها ما زالت في مراحلها الأولى"، ألمح إلى أنّ ترامب يرغب في تحقيق بعض الانتصارات قبل الانتخابات.

ولذلك، كرّر المصري تحذيره من تداعيات الانسحاب الأميركي، قائلاً: "يعني هذا السيناريو- إذا ما نُفِّذ- تقديم تنازلات خطيرة من شأنها أن تفضي إلى زعزعة استقرار شمال شرقي سوريا، وتعريض الحلفاء للخطر وتمكين خصوم الولايات المتحدة مباشرة".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك