عُقدت
الدورة الثانية عشرة من مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة" الذي تنظمه مؤسسة مي شدياق (MCF) في فندق "فينيسيا" –
بيروت، برعاية رئيس الحكومة نواف سلام واللبنانية الأولى نعمت عون، وبمشاركة شخصيات سياسية، وزارية، ونيابية، وديبلوماسية وثقافية بارزة.
في كلمتها الافتتاحية، رحّبت الإعلامية مي شدياق بالحضور، مؤكدة أن عودة المؤتمر بعد خمس سنوات من الغياب "تجسّد إصرار
لبنان على الحياة رغم
الجراح"، مشددة على أن التحديات التي واجهها لبنان من الانهيار الاقتصادي إلى الحرب لم تكسر إرادته، قائلة: "لبنان لا يموت، وإرادة الحياة أقوى من كل الانكسارات".
ودعت شدياق إلى استعادة الدولة حصرية سلطتها وبناء مؤسساتها بعيدًا عن المحاصصة، معتبرة أن "السيادة لا تتعايش مع الانقسام"، وأن مستقبل لبنان يعتمد على الشراكة الكاملة بين الرجال والنساء في صناعة القرار.
وأشارت إلى أن مشاركة
النساء في سوق العمل بالشرق الأوسط لا تزال منخفضة (16% مقابل 46% عالميًا)، رغم ارتفاع نسب التعليم بينهن، داعية إلى إدماج المرأة في المجالات التقنية والاقتصادية، معتبرة أن "المساواة ليست شعارًا بل شرط للتجديد الوطني والاستقرار الدائم".
وأكدت أن جلسات المؤتمر ستتناول قضايا القيادة النسائية، التحول الرقمي، وريادة الأعمال، ودور الإعلام في تعزيز المشاركة والمساءلة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات النيابية في لبنان عام 2026.
من جانبها، شددت ممثلة هيئة
الأمم المتحدة للمرأة في لبنان جيلان المسيري على أن النساء في المنطقة "في قلب الأحداث لا على هامشها"، وهنّ "يقُدن جهود التعافي ويحافظن على تماسك المجتمعات". وأكدت
التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم الجهود
اللبنانية لتعزيز المساواة وتمكين المرأة اقتصاديًا، معتبرة أن الاستثمار في النساء "هو استثمار في النمو الوطني"، داعية القطاع الخاص إلى تبني مبادئ تمكين المرأة وتوسيع فرص العمل والمبادرات الريادية أمامهن.
أما رئيس الحكومة نواف سلام، فرأى أن المؤتمر يحمل اسم امرأة جسّدت الشجاعة والإصرار، موجهًا التحية إلى مي شدياق التي "حوّلت الجرح إلى منبر والألم إلى التزام".
واستعاد سلام مسيرة رائدات لبنان في الدفاع عن حقوق النساء منذ عشرات السنين، من ابتهاج قدورة وعنبرة سلام إلى ليندا مطر ولور مغيزل، مؤكدًا أن المرأة اللبنانية "كانت دائمًا في قلب النضال الوطني والاجتماعي". وأشار إلى أن تمثيل النساء في البرلمان ما زال ضعيفًا (8 نائبات من أصل 128)، وهو ما "لا يعكس كفاءتهن ولا حضورهن الفاعل في المجتمع".
ولفت إلى أن العقبات ليست في غياب الكفاءة، بل في "ذهنيات ذكورية متخلفة" تعيق الإصلاح، مؤكدًا ضرورة وضع تشريعات تُلزم الأحزاب بضم نسبة من النساء إلى لوائحها
الانتخابية.
وقال سلام إن تمكين المرأة في السياسة والاقتصاد "ليس منّة بل ضرورة لقيام دولة حديثة"، موضحًا أن النساء يشكلن فقط 27.5% من القوى العاملة في لبنان، فيما تملك النساء أقل من 10% من الشركات. كما حذّر من تزايد العنف الرقمي ضد النساء، داعيًا إلى "عدم التساهل مع أي متحرّش أو معنف أيًّا كان".
وختم بالدعوة إلى مشاركة واسعة للنساء في الانتخابات المقبلة: "إنه موعدنا مع التاريخ لنصنع مشهدًا مختلفًا ومستقبلًا واعدًا. لكل نساء لبنان، كل التقدير والاحترام".