الطرد الأخير.. هل يهدّد مسيرة رونالدو في كأس العالم 2026؟

شهدت مباراة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026 بين البرتغال وأيرلندا منعطفًا غير متوقع للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، عندما تلقى بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 60 بعد تدخل عنيف على مدافع الخصم. هذه اللحظة لم تؤثر فقط على مجريات المباراة، التي انتهت بخسارة البرتغال 2-0 على ملعب أفيفا، بل أثارت جدلًا واسعًا حول مستقبل "الدون" مع المنتخب، وأعادت تسليط الضوء على الجانب الانفعالي من مسيرة أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ.

ماذا جرى خلال المباراة؟
خلال مواجهة أيرلندا، خاض رونالدو واحدة من أصعب مبارياته مع منتخب بلاده. رغم أنه لمس الكرة 28 مرّة ومررها بنسبة دقة 86%، لم يتمكّن من ترك بصمة هجومية واضحة، حيث سدّد خمس مرّات فقط، واحدة منها على المرمى، ولم ينجح في تنفيذ أي مراوغة. وأكد تقييم شبكة "سوفا سكور" ضعفه في اللقاء بمنحه 6.3 من 10، وهي من أقل العلامات التي حصل عليها في السنوات الأخيرة مع البرتغال.

Look at Ronaldo’s shirt, this is a clear foul. He was just trying to shake off. What a shame, never a red card..

pic.twitter.com/XbZQRt2lXh
— Cristiano Ronaldo News (@CRonaldoNews) November 14, 2025

الحادثة التي أدّت للطرد جاءت بعد احتكاك رونالدو مع لاعب أيرلندا، ما دفع الحكم للرجوع إلى تقنية الفيديو قبل إشهار البطاقة الحمراء المباشرة. هذا الطرد يجعل كريستيانو مهددًا بالإيقاف لمباراة أو مباراتين حسب تقرير الحكم وقرار اللجان التأديبية، مما يؤكد غيابه عن مباراة البرتغال المقبلة ضد أرمينيا في حال كان الفريق بحاجة للفوز لحسم صدارة المجموعة، كما سيؤثر على مشاركته الأولى إذا اضطر المنتخب لخوض الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم.

كم مرّة تعرّض رونالدو للطرد في مسيرته؟
رونالدو لم يكن غريبًا عن البطاقات الحمراء في مسيرته الطويلة. على الرغم من التزامه الرياضي والأخلاقي الكبير، تعرّض البرتغالي للطرد 13 مرّة في مسيرته الاحترافية، بواقع 12 مرّة مع الأندية (مانشستر يونايتد، ريال مدريد، يوفنتوس، والنصر السعودي)، ومرّة واحدة مع منتخب البرتغال. ورغم هذه الحالات، تعكس هذه الأرقام أن الطرد لم يكن سلوكًا متكررًا بشكل مبالغ فيه، وهو ما يؤكد احترامه الكبير للروح الرياضية، مع وجود لحظات "انفجار" عاطفي أو تدخل عنيف في بعض المباريات.

الطرد الأخير لرونالدو أمام أيرلندا ليس مجرّد لحظة سيئة في مسيرته، بل هو تذكير بأنّ حتى أعظم اللاعبين يواجهون تحديات وانفعالات يمكن أن تؤثر على الأداء. ومع ذلك، يبقى كريستيانو أسطورة حيّة، سجّل اسمه في التاريخ عن جدارة، وقدّم عشرات المواسم التي أذهلت الجماهير حول العالم. هذه الواقعة تفتح باب التساؤل عن كيفية تعامل "صاروخ ماديرا" مع الضغوط المقبلة على المستوى الدولي، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026، حيث سيحتاج المنتخب البرتغالي لقادته الأبرز لتجاوز الصعاب ومواصلة حلمه العالمي.