Advertisement

لبنان

لبنان الرسالة: من زيارة البابا إلى رؤية استراتيجية وطنية

Lebanon 24
02-12-2025 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1449954-639002799768591517.jpg
Doc-P-1449954-639002799768591517.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب الدكتور كلود عطية :
 
زيارة البابا لاوون إلى لبنان ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل لحظة انعكاس فلسفية ووجودية، تدعو كل لبناني إلى إعادة التفكير في دوره وفي مستقبل وطنه. في كلمته، حمل البابا دعوة للسلام والرحمة، وهو السلام الذي لا يُعاش إلا بالعدل، والرحمة التي لا تُمارس إلا مع القوة المؤسسية والوعي الوطني. هذه الكلمات تشكل مرآة للرؤية الاستراتيجية لمستقبل لبنان.
Advertisement

1. المصالحة الوطنية كمفتاح للسلام
كما دعا البابا إلى الاعتراف بالجرح وبالخطأ، تحتاج لبنان اليوم إلى مصالحة حقيقية، تشمل جميع مكونات المجتمع، بعيدًا عن الانقسامات الطائفية والمناطقية. المصالحة ليست شعارًا، بل أساس إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين، وبين اللبنانيين بعضهم بعضًا.

2. المجتمع المدني والهوية الجامعة
زيارة البابا استحضرت وجدان كل المناطق: الجنوب الذي سجل البطولات، الشمال الذي يعيش الحرمان، كل لبنان في قلب خطاب الرحمة. هذه الرحمة هي القاعدة لإعادة بناء مجتمع مدني قوي، قادر على تعزيز قيم الهوية المشتركة، والالتزام باللاطائفية، والاحتفاء بالإنسان كغاية أساسية لكل مشروع وطني.

3. الدولة القوية كضمانة للسلام والمقاومة
الرسالة الأخلاقية للبابا تتقاطع مع الحاجة السياسية: سلام بدون قوة، وعدالة بدون دولة، لا يمكن أن يستمر. لبنان يحتاج إلى مؤسسات قادرة على حماية شعبها، فرض القانون، تعزيز السيادة، وضمان العدالة الاجتماعية، بما يجعل من الدولة رافعة للمقاومة الأخلاقية والحماية الحضارية للإنسان.

4. الإنسان محور الرسالة الوطنية
في كلمته، ركز البابا على الإنسان والرحمة. لبنان، إذا أراد أن يكون رسالة حقيقية، يجب أن يجعل المواطن محور كل السياسات، من تعليم وصحة وحماية اجتماعية، إلى تمكين الشباب والمرأة، بحيث تصبح الكرامة معيارًا حقيقيًا للنجاح الوطني.

5. مواجهة التحديات والعدو
زيارة البابا تذكر بأن السلام الحقيقي لا يعني الاستسلام. لبنان يحتاج إلى استراتيجية شاملة لحماية السيادة ومواجهة أي تهديد، تجمع بين الردع العسكري، القوة المؤسسية، ووعي المواطنين، بحيث تكون المقاومة قيمة حضارية وأخلاقية متأصلة في التاريخ والوعي الوطني.


6. رؤية طويلة الأمد: لبنان نموذج عالمي
إذا نجح لبنان في دمج رسائل الرحمة والإنسانية مع الدولة القوية والمجتمع المدني الفاعل والمصالحة الوطنية، يصبح نموذجًا عالميًا: تجربة معرفية وفلسفية وعملية، تعلم العالم كيف يمكن للسلام أن يكون قوة، والمقاومة أن تكون قيمة، والكرامة أن تكون أساس كل مشروع وطني.

زيارة البابا لاوون، إذن، ليست مجرد حدث عابر، بل نقطة انطلاق معرفية وفلسفية لإعادة قراءة لبنان: من كلمات الرحمة، إلى استراتيجيات المصالحة، الدولة، والمجتمع، وصولًا إلى لبنان الرسالة، النموذج العالمي للسلام القوي والوجود الحر والكرامة الإنسانية.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك