جميعنا عانينا من بعض الليالي التي تخطف منّا الشيء الأحبّ إلى قلوبنا: النوم. لسوء الحظ، نحن نعرّض جسمنا للأذى من دون قصد، لأن التقليل من النوم يمكن أن يؤدي إلى أكثر من مجرد الجفون الثقيلة في اليوم التالي.
"النوم ليس ترفاً، إنه ضرورة"، تقول ميشيل دريروب، مديرة الصحّة النفسية وطب النوم السلوكي في عيادة كليفلاند. "إن ساعات النوم المفقودة تؤدّي إلى عجز صحّي أكبر ممّا قد تدركوه".
التعب المفرط
إن كنت منهك، فستحاول النوم في أيّ لحظة متاحة لك. إن كان جسمك متلهفاً للراحة، فقد تجد نفسك تميل رأسك في بعض الأماكن غير المتوقعة وهذا سيؤثر على أدائك.
يقول الطبيب النفسي أليكس ديميتريو: "يحتاج الدماغ إلى النوم لتعزيز الذكريات، والتدريب والتمرّن على الأحداث المهمّة، وعمل المشاعر، والقيام ببعض التنظيف" في الجهاز العصبي المركزي، بعد يوم مزدحم.
العلامة الأكثر وضوحاً للحرمان من النوم هي التعب والنعاس المفرط خلال النهار.
زيادة الوزن
هل راقبت نفسك ولاحظت أنّ الوجبات الخفيفة الدسمة وغير الصحّية باتت أكثر جاذبية عندما تعاني من نقص في النوم؟ هناك سبب هرموني لذلك: قلة النوم يمكن أن تؤدّي إلى انخفاض مستويات هرمون الليبتين، وهو الهرمون الذي يجعلك تشعر بالشبع. عدم الحصول على ما يكفي من النوم، وانخفاض مستويات هرمون الليبتين، يجعلك تشعر بالجوع وعلى الأرجح تتوق إلى تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، ما يعني أنك أكثر عرضة لزيادة الوزن.
التقلّبات المزاجية
ترتفع مستويات الضغط لديك بعد قضاء ليلة طويلة وأنت تحدّق في السقف. إن المزاج هو أول شيء يتعكّر إن كنت محروم من النوم.
عدم الحصول على ما يكفي من النوم يؤدّي إلى مستويات مرتفعة من الكورتيزول، المعروف أيضاً باسم "هرمون التوتر"، في الجسم. في المقابل، النوم الجيد في الليل يقلل بشكل طبيعي من مستويات الكورتيزول في جسمك وهو ما يسبّب تعكّر مزاجك.
الشيخوخة المبكرة
الشيخوخة المبكرة لا تحدث لمن يعاني من القلق مرّة بين الحين والآخر بل لمن يعاني من هذه المشكلة على فتراتٍ طويلة. فالليل هو للنوم وأجسامنا تعمل بحسب ذلك ونوم النهار لا يعوّض عن نوم الليل. السهر كثيراً والنوم القليل هما السبب المباشر لظهور الخطوط والتجاعيد في الوجه وبالتالي الإصابة بالشيخوخة المبكرة.