Advertisement

لبنان

في الثورة... كواليس لم تكشف ووزير يصرخ: شو كان بدي بهالشغلة!

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
01-11-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-640981-637081957646907213.jpeg
Doc-P-640981-637081957646907213.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وفي النهاية صرخ الشعب اللبناني وجعاً وانتفض على واقع مرير لم يعد قادراً على تحمله، وصب غضبه على الطبقة السياسية الحاكمة من أعلى الهرم الى أسفله.

لم يكن "التيار الوطني الحرّ" يتوقع هذه النقمة العارمة عليه وعلى ادائه السياسي، خصوصاً وان الانتخابات النيابية الأخيرة، وان برهنت عن تراجع في شعبيته على الارض من خلال الارقام، الاّ أنها أعطته غالبية نيابية في برلمان وكتلة كبيرة، فسكر في نشوة الانتصار والارقام، وبدأ يتنعم في غنائم الحكم، ضارباً عرض الحائط كل العناوين الكبيرة التي كان يضعها في السابق، في أيام المعارضة، وفارضاً نظرية "أنا أو لا أحد"، تحت ذريعة العمل. فجاءت السنوات الثلاث الأولى من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عكس الأحلام التي رسمها في ذهن الشعب وشكلت له سقطة حرة من عالم الخيال الى واقع مرّ يصعب الخروج منه.
Advertisement

وشكّلت الانتفاضة الشعبية في يومها الأول والثاني نوعاً من الصدمة الكبيرة في صفوف قيادات "التيار الوطني الحر"، وتحوّل رهانهم على أنها فورة وتسكت الى سراب مع استمرار التظاهرات في الشارع، وتوسعت رقعتها الى جميع المناطق اللبنانية بسرعة كبيرة. واذ راهنوا في البداية على الشغب الذي من الممكن أن يفرط الحراك، سقط رهانهم، فخرج رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من على منبر القصر الجمهوري ليتبنى مطالب الحراك، ويحاول أن يستميل الشارع الى جانبه الاّ أن الأمر قد فشل بل أعطى نتائج عسكية.

هذا الخطاب اليتيم، منذ بدء الثورة، أثبت بما لا يقبل الشك، حجم النقمة الشعبية على "التيار الوطني الحر"، وأصابه بالصميم وضعضع أساساته ما حجب جميع الصقور عن النظر، وحتى من حاول منه "التنكيت" على الوضع كان له الشعب الناقم بالمرصاد فانكفأ وجلس جانباً.

وبحسب مصادر مقربة من "التيار الوطني الحرّ"، كان هناك نوع من الخوف في بدايات الحراك، وسعي الى بثّ نوع من الايجابية والمعنويات في صفوف ليس المناصرين فحسب، بل القيادات، التي باتت مرتبكة الى حدّ كبير من هول الشارع، وكانت عبارة "نحن كتير قواية وما في شي بخوف" لسان حال الجميع.

الاّ أن محاولة رفع معنويات القيادات قبل القاعدة الشعبية لم تفلح لدى العدد الكبير من الوزراء، حيث تحدثت المعلومات عن أن أحد الوزراء في الحكومة المستقيلة التزم منزله منذ يوم الخميس 17 تشرين الأول وآثر عدم الخروج، خوفاً من أن يتعرض له الشعب في الشارع، لا سيّما وانه تواجه مع الرأي العام قبل مدة بمواضيع تتعلق بوزارته، وكان يصرخ دوماً "شو كان بدي بهالشغلة عملت وزير". حتى انه يحكى انه في أحد الأيام دعا الحزب الى اجتماع للتكتل وكان أول من اعتذر خوفاً من النزول الى الشارع، فعمد أحد زملائه في التكتل الى أخذه من المنزل واعادته اليه بعد الاجتماع في سيارته الخاصة.

ولم يعد خافياً على أحد أن الانتفاضة في الشارع، انتقلت الى البيت العوني الصغير، حيث بلغت الخلافات أوجها بين بنات الجنرال، ميراي وكلودين، وجبران باسيل، وكانت تصريحات النائب شامل روكز، صهر الجنرال، خير دليل على ذلك.

ومع استمرار الحراك، وتوسع النقمة والحالة الشعبية والتظاهرة المليونية التي شهدتها العاصمة بيروت في الأحد الأول، ارتأت قيادات الحزب العمل على حملة مضادة تحرف الأنظار عن الشارع، ان من خلال استدعاء الاعلام والطلب اليهم وقف النقل المباشر، والذي لم تنفه المصادر، أو من خلال استدعاء القيادات المؤثرة على الحراك، ومنهم رؤساء الجامعة الأميركية واليسوعية، فكانت عودة النواب الى الشاشات لشد العصب، وجاء التصريح الشهير للنائب سيزار أبي خليل والذي أعلن فيه عن حواجز تأخذ الخوات من المواطنين، والعودة الى استعمال عبارات الحرب، وتخويف الناس، والتهويل الاقتصادي، والحديث عن حمل داخل الخيم.. والى ما هنالك من تعابير وهي خير دليل على شكل الهجوم المضاد الذي بدأ يستعمله التيار للدفاع عن العهد ومن خلفه. لا بل أن الأمور ذهبت أبعد من ذلك بكثير، من خلال العمل على افتعال مشاكل على الطرقات المقفلة بين الشعب بهدف محاولة اظهار النقمة الشعبية الكبيرة على المتظاهرين، الذين وضعوهم في خانة حزبية ضيقة في مسعى لحرف الانتفاضة الشعبية، الاّ ان وسائل التواصل الاجتماعي كانت لهم بالمرصاد وفضحت الاعيبهم.

التخبط العوني لم ينته هنا، بل هو مستمر حتى الساعة، خصوصاً وان الكلمتين اللتين توجه بهما الرئيس عون الى الشعب لم تعد بأي نتائج ايجابية بل زادت الطين بلة، فما كان من التيار الاّ ان دخل في لعبة الشارع مقابل الشارع، وسعى الى تحريك بعض مناصريه أمام قصور العدل، وفي بعض المناطق كزحلة وجونيه لاظهار تأييد الشعب للرئيس عون، الاّ ان الاعداد الخفيفة التي وصلت الى الشوارع شكلت ضربة أقوى، فكان القرار الكبير "صولد وأكبر" بالدعوة الى التظاهر أمام القصر الجمهوري في بعبدا بعد غد الأحد.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك