Advertisement

لبنان

جامعة الساحات وخريجوها

Lebanon 24
04-11-2019 | 20:38
A-
A+
Doc-P-642072-637085187815185903.jpeg
Doc-P-642072-637085187815185903.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب طوني فرنسيس في صحيفة "نداء الوطن": ليست انتفاضة على السلطة السياسية ورموزها فقط، إنها أيضا انتفاضة على نسق سياسي ميّز حياة المواطنين اللبنانيين وقيدها طوال أعوام في مسالك ومسارب بدا وكأن لا فكاك لهم منها.
Advertisement

في اتساعها وشموليتها، شكلت الانتفاضة الشعبية اللبنانية "تسونامي" فاق قدرة الأحزاب والحركات والتيارات على التصور والاستيعاب، فليس هناك حزب في لبنان قادراً على جمع ألوف أو مئات في مدرج كبير، إذا استثنينا "حزب الله" الذي يدمج المناسبات الدينية والمذهبية بحركته السياسية، لاستقطاب حضور شعبي مأخوذ بفائض قوة السلاح.

جماهير الانتفاضة جاءت من كل مكان، من الأحزاب والتيارات نفسها ومن أقاصي غضب المناطق والقرى والأحياء. وهذه الظاهرة لم تعد لبنانية فحسب، رغم لبنانيتها في العديد من الأشكال والالوان. هي تقترب في السياسة من تجربة العراق، لكنها تتماهى أكثر مع تجارب عالمية أخرى في تركيزها على ثنائية القمع والفساد. لم يعد الصراع الطبقي بمعناه الشائع هو محرك الثورات كما كانت الرؤية في القرن الماضي، والطبقات الاجتماعية لم تختف، لكن الفساد والإفقار والقمع باتت سمة عصرنا في العديد من البلدان والمجتمعات "الشقيقة والصديقة".

هكذا نزل لبنانيون إلى ساحات بلدهم من دون حساب كبير لموقف هذا الزعيم أو ذلك الحزب، والقوى التي انخرطت في الحركة الشعبية الوطنية وجدت نفسها فرقة من فرق عدة تتشارك الشارع والساحة، وعليها أن تتحاور وتتناقش وصولاً إلى ابتداع أفضل سبل مواصلة الحضور الشعبي الموحد والضاغط لتنفيذ الشعارات والمطالب.

وفي ذلك قوة انتفاضة اللبنانيين الراهنة، فلا حزب يقود ولا زعيم يملي الأولويات. كل منتفض هو قائد في تيار لبناني شامل يعجز عن التراجع ولو أراد.

والأهم من ذلك أن هذا التيار يتحول إلى مدرسة في الشارع تفتح أبوابها للناس لتتعارف وتتواصل وهذا أيضاً مدخل لتحويل المطالبات الآنية إلى التزام حقيقي لجماهير تتخرج من جامعة الساحات.
المصدر: غادة حلاوي - نداء الوطن
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك