ثار الشعب وغصّت الساحات، هكذا بدأت الثورة بعد إقرار ضرائب مجحفة بحق الشعب.
ثورة كنت أحلم بها، شعرتُ أن الكل استفاق ليطالب بحقه لكنني سرعان ما بدأت أرى عدة ثورات فضاع الحلم وضاعت المطالب.
ثورتي مختلفة لا يهمها رئيس او شكل وزارة او أسماء نواب.
ثورتي صارخة في وجه الباطل، ثورتي تريد قطع يد السارق لا طريق المواطن، ثورتي تريد تعليم الأولاد لا تسكير المدارس، ثورتي تريد إنصاف العامل لا اقفال باب رزقه.
ثورتي حقيقية تسمع لأنين الناس التي تبحث عن سبل العيش في وطن ضاعت فيه الفرص.
استفيقوا قبل فوات الأوان، ولنحدد المطالب موحدين: ضبط أسعار سلع الغذاء، كبح أقساط المدارس، كبح أقساط الجامعات، تطوير التعليم العام، تأهيل الطرقات، تأهيل مصانع الكهرباء، تحسين شركات الماء... بناء البنى التحتية بشكل تليق بحاجات العام 2020، توقيف التوظيف العشوائي وتوظيف بحسب الكفاءات، تأمين الطبابة والشيخوخة....
هذه هي ثورتي وهذه هي أوجاع الناس...
كفى متاجرة ومزايدة من هنا وهناك...
30 سنة مضت وكنتم الأفضل في تحطيم الوطن بالحروب العبثية، 30 سنة مرت وكنتم الأقوى في الصفقات...
تأتون اليوم طارحين الحلول والثقة معدومة فيكم!!
اتركوا الكراسي واعطوا الناس حقوقهم، تعالوا عن مناصبكم ودعوا الكفاءة تتغلغل في الشأن العام ربما تتحول هذه المزرعة المهترئة الى دولة تسهر على مصالح الناس.
أخيراً، يجدر التوضيح ان الفساد ليس فقط في الحكم والشأن العام، انما في الذات... فأنتَ فاسد كلما اعتديت على احد، أنتَ فاسد كلما تقاعست عن واجباتك، أنتَ فاسد في كل مرة لم تحترم فيها الطرق واشارات السير، أنتَ فاسد في كل مرة اقترعت قبل ان تطلع وتحاسب على برنامج انتخابي، أنتَ فاسد في كل مرة بحثت فيها عن "واسطة" من هنا او من هناك.
تطهير الفساد يبدأ في الذات، يوم نبدأ بمحاسبة أنفسنا بكل تجرد ومن ثم ينطلق على مساحة الوطن.
(سلوم الدحداح)