Advertisement

لبنان

لقاء الحريري - باسيل لم يصل الى نتيجة حاسمة

Lebanon 24
05-11-2019 | 17:20
A-
A+
Doc-P-642396-637085965196884803.jpg
Doc-P-642396-637085965196884803.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لماذا يتحول لقاء بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل الى حدث سياسي وتتجه إليه الأنظار ويترقب الجميع نتائجه؟ ولماذا شكل هذا اللقاء نوعا من الاستفزاز لمشاعر الحراك؟ لأنه يظهر أن المشكلة هي بين الحريري وباسيل وتحل إذا حل الخلاف بينهما، وأن المعالجة والمقاربة الجارية للأزمة مازالت تتم وفق آليات ومناخات ما قبل انتفاضة ١٧ تشرين الاول، من دون الأخذ في الاعتبار التحولات العميقة التي أدخلتها في المجتمع ونمط التفكير والمزاج العام!
Advertisement

اللقاء الذي عقد في بيت الوسط واستمر 3 ساعات وتخلله غداء عمل، أحيط بتكتم شديد ولم يصل الى نتيجة حاسمة. وما يمكن القول في شأنه استنادا الى مصادر الطرفين:
أهمية اللقاء تكمن في انعقاده وإعادة التواصل الذي فقد بعد تفجُّر الأزمة في الشارع واستقالة الحكومة.. فهذا اللقاء هو الأول بعد انقطاع لم يتطور الى قطيعة، وأدى الى كسر الجليد وإعادة فتح خطوط حوار مباشر، ودلت أجواؤه الودية والإيجابية على أنه لا وجود لمشكلة شخصية بين الحريري وباسيل، وإنما استجدت مشكلة سياسية بعدما أدت الانتفاضة الشعبية الى خربطة قواعد التسوية والعلاقة، بحيث أن ما كان ممكنا ومتاحا قبل ١٧ اكتوبر الماضي لم يعد كذلك ولا يمكن للأمور أن تبقى وتستمر كما كانت.
كان لقاء مصارحة ومكاشفة ومعاتبة، باسيل بادر الى معاتبة الحريري على إعلان الاستقالة من دون التواصل معه أو مع رئيس الجمهورية، متهما إياه بمحاولة فرض شروطه تحت ضغط الشارع، والحريري رد معاتبا على ما صدر عن نواب ووزراء التيار بأنه خدع رئيس الجمهورية وانقلب على التسوية وطعن رئيس التيار في الظهر، وبأن تكليفه مشروط باتفاقات مسبقة، وبأن هناك بدائل وخيارات بديلة عنه لرئاسة الحكومة.
اللقاء من حيث الشكل يعد خطوة تراجعية من جهة الحريري الذي كانت مصادره بثت أجواء عن رفض الحريري للتواصل مع باسيل، وأنه شخص يصعب التعاطي معه وغير قابل لعقد الاتفاقات والالتزام بها، أما من حيث المضمون وميزان القوى السياسي، فإن اللقاء انعقد في ظل ظروف وأوضاع متكافئة: فالحريري بات بعد انتفاضة الشارع أقوى مما كان، مستعيدا التفاف السُّنة حوله، طائفة وشارعا، ومتكئا على دعم المجتمع الدولي الذي لا يرى بديلا عنه في هذه المرحلة، الى درجة أن وجوده في رئاسة الحكومة بات شرطا وممرا للمساعدات والعلاقات الدولية مع لبنان، وكذلك الأمر لباسيل الذي تعمد تأخير لقائه مع الحريري الى ما بعد تظاهرة تياره الى قصر بعبدا ليكون في موقع تفاوضي أفضل، بعدما استعاد توازنه السياسي الذي اختل في الأسبوعين الأولين من الانتفاضة، وقدم عرض قوة شعبي مرفقا بدعم واضح من رئيس الجمهورية ودعم موثوق من حزب الله الذي اتبع النظام المرصوص في معسكره ومع حلفائه الذين تجاوزوا، بمن فيهم تيار «المردة»، كل خلافاتهم مع باسيل، لأن المعركة هي معركة إسقاط العهد، عهد 8 آذار.
لم يتم في هذا اللقاء البحث في التشكيلة الحكومية، ولم يتم القفز الى هذا المربع.. البحث مازال متوقفا عند عتبة التكليف والربط الوثيق بينه وبين التأليف، بمعنى أنه لا تكليف قبل الاتفاق على التأليف، ولا تعيين لموعد الاستشارات النيابية قبل جلاء نتائج المشاورات السياسية بشأن الحكومة الجديدة، حتى لا يحصل فراغ طويل إذا لم يكن هناك اتفاق مسبق حول تشكيل الحكومة وطبيعتها والمعايير الموحدة التي ستعتمد في تشكيلها.
الحريري يفضل حكومة تكنوقراط برئاسته ومن دون أقطاب سياسيين، حتى لا يكون هناك استفزاز لمشاعر الناس وتقابل الحكومة في هذه الحال بنزول متجدد الى الشارع، ويرفض الحريري تسمية أي كان لتمثيله في رئاسة حكومة التكنوقراط بحجة أنه سياسي، لأن التعاطي معه يكون بصفته رئيسا ثالثا في الحكم وليس وزيرا أول في الحكومة.

وبالتالي، فإن مقولة أو معادلة مساواته مع باسيل على قاعدة "يبقيان أو يخرجان معا" لا تصح ولا تمر.. أما باسيل، فإنه لا يرى إمكانية لحكومة تكنوقراط، ويرى أن حكومة تكنو ـ سياسية ممكنة، وأن وجوده في حكومة يرأسها الحريري ضروري لإقامة توازن وإعادة تعويم التسوية وفق قواعد وطرق جديدة.

الخلاصة أن باسيل يقايض التكليف بالتأليف ويفاوض باسم فريق 8 آذار الذي يملك الأكثرية البرلمانية، ويحاول فرض شروط وتفاهمات مسبقة على الحريري ويضعه أمام خيارين: إما قبول التكليف بشرط الاتفاق المسبق على خطوط وأساسيات الحكومة الجديدة.. وإما رفض التكليف المشروط، وفي هذه الحال لا يُعطى الحريري حق تحديد هوية الرئيس المكلف الجديد وتسميته.
المصدر: الانباء الكويتية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك