Advertisement

لبنان

باسيل نصّب نفسه وكيلا عن رئيس الجمهورية.."فخامته" "مغلوب على أمره"!

Lebanon 24
06-11-2019 | 03:41
A-
A+
Doc-P-642527-637086301797392979.jpg
Doc-P-642527-637086301797392979.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": لا شك في أن السواد الأعظم من اللبنانيين على إختلاف توجهاتهم وطوائفهم ومذاهبهم، يقدّرون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ويحترمون شخصه، ويعترفون بتاريخه النضالي وبرمزيته الوطنية، وقد سارع كثيرون منهم  الى طيّ خلافاتهم السياسية معه عندما أصبح رئيسا للبلاد و"بيّ الكل"، وهم باتوا يتطلعون الى نجاح عهده لانقاذ لبنان وتحقيق شعار الاصلاح والتغيير الذي جاء به.

 

ثلاث سنوات مرت على عهد الرئيس عون، يُجمع اللبنانيون على أنه لم يتحقق فيها شيئا من الاصلاح، ولم ير أحد قيد أنملة من التغيير، وبغض النظر عن الأسباب وتحديد المسؤوليات وقذف الاتهامات في كل إتجاه، فإن الوضع اللبناني العام كفيل بالتحدث عن نفسه، والثورة الشعبية التي إنطلقت عشية إنتصاف الولاية كانت أكبر دليل على ما وصل إليه اللبنانيون من يأس وقنوط وإنعدام أفق لأية حلول في ظل إقتصاد ينهار، وليرة تتراجع، وبيئة ملوثة، وأمراض تتفشى، وأزمات تتوالى وفقر يتوالد، فضلا عن توحش الفساد والهدر والسرقات والسمسرات والصفقات المشبوهة، وتمدد داء الطائفية..

 

ربما يقبل بعض اللبنانيين بكلام رئيس الجمهورية عن أزمة النظام الذي يحول دون تحقيق الانجازات بشكل سريع، لكن ما لا يقبلونه هو إهتزاز صورة رئيسهم الذي أقسم اليمين على الدفاع عنهم وحماية دستورهم، وذلك بفعل بطانة تُجمع عائلة الرئيس عون قبل المقربين بأن الوزير جبران باسيل يقودها ويقبض من خلالها على قصر بعبدا وعلى سيد العهد الذي يحزّ في قلوب اللبنانيين أن يتعرض رمز بقيمته الوطنية لكل هذا الكم من الاساءات.

 

ربما أخطأ بعض المحتجين في "ثورة تشرين" بالاساءة الى رئيس البلاد، لكن ربما يشفع لهم فقرهم وآلامهم ومعاناتهم، وشعورهم المتنامي بالغربة في وطنهم، وخروجهم عن طورهم من سلطة تعيش في كوكب آخر بعيد عن تطلعاتهم وطموحاتهم ومطالبهم.

 

أما الخطأ الذي من المفترض أن تتم المحاسبة والمساءلة عليه، فهو سلوك الوزير باسيل الذي يتصرف وكأنه قائمقام رئاسة الجمهورية فيستقبل الزوار في أروقة قصر بعبدا، ويجري مشاورات تشكيل الحكومة، ويمعن في ضرب الدستور الذي يسير بحماية عمه الرئيس، ويتعامل مع الآخرين بفوقية، ويحمل على كتفيه إتهامات شتى بصفقات مشبوهة.

 

يتمادى باسيل في إستعداء اللبنانيين طوائف وأحزاب ومواطنين، وأكثرهم من المسيحيين لا بل من الموارنة، ما أدى الى عزل التيار الوطني الحر في بيئته، أمام الخلافات المستحكمة مع القوات اللبنانية والمردة والكتائب والأحرار والكتلة الوطنية والمستقلين، في حين لا يتوانى عن إستعداء المسلمين، سنة من خلال إتهام السنية السياسية بأنها جاءت على جثة المارونية السياسية، وتسخير القضاء للنيل من بعض رموزهم، وشيعة باتهام الرئيس نبيه بري بالبلطجة، ودروزا بنبش القبور والاستفزاز المتمادي ما أدى الى حادثة قبرشمون التي كادت أن تشعل حربا أهلية جديدة.

 

نصّب باسيل نفسه وكيلا عن رئيس الجمهورية في كل الأمور، حتى بات البعض يتهم "فخامته" بأنه "مغلوب على أمره" أمام طموحات الصهر الذي عمل أيضا عن قصد أو عن غير قصد على تشويه صورة "رئيس الجمهورية الجامع"، بادخاله شريكا وراعيا لمسيرة بعبدا التي نظمها تياره السياسي وتهدف الى تلميع صورته وإظهار قوته الشعبية مستخدما السلطة التي يمثلها في وجه مواطنين يطالبون بالخبز والعدالة والحرية.

 

كل ذلك وغيره كثير شكل إساءات عدة لرئيس الجمهورية يرفضها الشعب اللبناني الذي يزداد عدائية ضد من يتسبب بها، كما ترفضها عائلة الرئيس عون التي تواجه إنقساما بات واضحا حيال ما يقوم به باسيل، ولعل ما عبرت عنه يوم أمس السيدة كلودين عون روكز أكبر دليل على رفض هذا السلوك، وعلى السعي الدؤوب الى حماية الرئيس عون من ممارسات وتصرفات غير مسؤولة، ومن طموحات باسيل الرئاسية التي قد تنهي عهد الرئيس عون قبل أوانه، خصوصا أن ما كان يدور همسا ضمن العائلة بدأ يخرج الى العلن بأن "يكفي إساءات الى رئيس الجمهورية رمز البلاد".

Advertisement
المصدر: سفير الشمال
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك