Advertisement

لبنان

الانهيار الاقتصادي يستعجل الحراك... وعواصف تقترب!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
08-11-2019 | 03:00
A-
A+
Doc-P-643121-637087983015296179.jpg
Doc-P-643121-637087983015296179.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

على قدر حجم المعاناة التي فضحتها حناجر الموجوعين التي غصت بها ساحات الثورة في لبنان بشيبهم وشبابهم، الا أنها كشفت في آن عن وهن الطبقة السياسية وعجزها عن ارضاء الشارع بأية حلول، التي لطالما جاءت ترقيعية ومؤقتة. من هنا جاء انقلاب الشارع الابيض على "الستاتيكو" المتحكّم بمفاصل البلد، وايضاً على الطبقة السياسية الحاكمة فيه واضعاً حدّاً لادائها السياسي، الذي ذهب في اصلاحه وتغييره نحو الافراط والتفريط بما تبقى من مقومات كان قد إتكأ عليها البلد لتقطيع المرحلة الاقتصادية والمالية والمعيشية الصعبة، الى ان اتخذ الشارع ذمام الحكم عبرالانخراط المباشر في توجيه بوصلة البلد السياسية مطالبةً واتهاماً ومحاسبة، وان تحت راية العلم اللبناني الجامع بجناحيه، الا أنه يبدو أن مسار طيرانه لن يكون بمنأى عن العواصف الداخلية والرياح الخارجية.

 

 فعلى المستوى الداخلي، لاشك في أن كل القواعد الشعبية التابعة لمعظم التيارات والاحزاب السياسية تلتقي ومطالب الثورة في عناوين محاربة الفساد وتأمين العيش الكريم، الا أنها قد تختلف معها في عناوين اخرى لا تقل حساسية وخطورة عن تلك العناوين، وابرزها البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية المرتبط بسلاح "حزب الله"، خاصة فيما لو استشعر الحزب بمحاولات لتجريده من الغطاء الشرعي، إن من خلال الشارع أو من خلال البيان الوزراي للحكومة المنتظرة، وقد تكون مؤشرات ذلك ظهرت في ردات الفعل التي شهدتها ساحة التظاهر في رياض الصلح من قبل مناصرين تابعين لـ"حزب الله" وحليفها حركة "امل" لمجرد تناول المتظاهرين اسماء قادتها، فماذا كان سيكون عليه الوضع فيما لو اتجهت التظاهرات نحو عناوين اكبر، حينها لن يتراجع "حزب الله" وحلفاؤه عن اتخاذ اية خطوة لحماية مصالحه وتحصين نفوذه معتمدا على سياسته السابقة وادواتها ابان تواجد النظام السوري.

 

هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فإن ارتكاز بوصلة الاتهام على مكون واحد قيادة وقاعدة دون سائر المكونات الاخرى بالتوازي، سيما وأن معظم المكونات كانت شريكة في الحكم وفي مغانمه طيلة العهود السابقة، قد يكون له ارتدادات غير مريحة في الشارع لا يمكن الاستهانة بها. فبذور الغيرة الطائفية والمذهبية ما زالت مزروعة في النفوس، وإن خالف كثر هذا الرأي، اذ أنه في الحقيقة لو كان الامر خلاف ذلك لما خرجت بعض الاصوات المصرحة علانية عن خوفها السابق من شريكها الآخر لمجرد ان قيادتها كانت تحذرها منه، عوضا من أن تكون مناعتها الوطنية هي الرادع والحصن الحصين في وجه كل عابث. وفي هذا الاطار قد يبدو ان هناك محاولة لخلق ازمة قيادة لدى المكون السني بزرت بصورة واشكال متعددة ودلالاتها ظهرت مع التأخر الحاصل في الدعوة لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة والحراك السياسي الجاري لتمرير عقدة التكليف بشكل يعيد القوى السياسية الى دائرة الـ "لاغالب ولا مغلوب" ولكن هذه المرة ليس في ما بينها وانما في ما بينها وبين ساحات الشعب.

 

امام هذا الواقع لابد ايضا من التنبه الى الرياح الخارجية المتأثرة بالمتغييرات الحاصلة في دول المنطقة، والتي لاشك في أن لبنان في محورها بفعل عوامل عدة. من هنا يقتضي ان يصب التركيز اولا وأخيرا في المرحلة الحاضرة على وضعية الارضية الاقتصادية والمالية للبنان فقط  بحيث تسبق الثورة بنتائجها الانهيار وليس العكس .

 

(ميرفت ملحم ـ محام بالاستئناف)

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك