Advertisement

لبنان

منذ اندلاع الثورة.. الجيش طبّق قاعدة جوزف عون الذهبية

Lebanon 24
09-11-2019 | 00:54
A-
A+
Doc-P-643397-637088796230523900.jpg
Doc-P-643397-637088796230523900.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان من فؤاد شهاب الى جوزف عون، كتب أسعد بشارة في "الجمهورية": قد يكرّر التاريخ الاختبارات الصعبة، لكن لكل اختبار فرادته وخطورته ونتائجه المختلفة، وما واجهه قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب في ثورة 1958، واجه قائد الجيش العماد جوزف عون عينات منه بالغة الصعوبة، ولا يزال الاختبار مستمراً، على الرغم من أنّ القاعدة الأساسية لمواجهة الاعصار، قد أصبحت نافذة.
Advertisement
خاض الجيش صراعاً دائماً للحفاظ على ما أعلنه  العماد عون في اللحظات الاولى لاندلاع الانتفاضة: "أوعا تسقط نقطة دم".

حيّد فؤاد شهاب الجيش، فبقي في الثكن، وصمد في وجه ساحر المسيحيين الرئيس كميل شمعون، فطبّق قاعدة ذهبية، مفادها انّ الجيش ليس أداة السلطة عندما تُخطئ في الممارسة والخيار، وانّه لن يكون وقود فتنة اهلية، فهو دوماً بتركيبته المستمدة من "الموزاييك" اللبناني، هو حارس هذا "الموزاييك"، وليس ضحيتها، لأنّ مهمته، التعامل مع الأزمة بعقل بارد، كي يبقى خلالها وبعدها حارس الاستقرار، وخارج هذه المعادلة يكون الجيش أدخل نفسه ودوره في المجهول.

هكذا تصرّف شهاب في الثورة البيضاء التي اطاحت الرئيس بشارة الخوري، وهكذا تصرّف في ثورة 1958. بعد الثورة الاولى بقي قائداً للجيش، وبعد الثورة الثانية، انتُخب رئيساً للجمهورية، لم يكن هاجسه السلطة، بل نجاح المهمة، اياً كان الموقع الذي يشغله.

قبل اندلاع ثورة 17 تشرين الأول، كانت المؤسسة العسكرية، قد استمزجت توجّه الشارع، فبدا بما لا يقبل الشك أنّ امتعاضاً غير مسبوق يسود لبنان بمعظم مناطقه وطوائفه. حرصت المؤسسة على وضع جميع المرجعيات السياسية بما لديها، لكن لم يكن هناك من آذان صاغية، ولم يعيروا الأمر التفاتاً جدّياً، وكان الجيش يعرف انه سيوضع في فوهة المدفع، وسيُدفع الى ما لا يريده: الى مواجهة الناس في الشوارع. وكانت الـ20 يوماً الماضية قاسية، كانت صراعاً دائماً للحفاظ على ما أعلنه العماد عون للضباط والافراد والعناصر، في اللحظات الاولى لاندلاع الانتفاضة: "أوعا يسقط نقطة دم".
 
طبّق الجيش القاعدة الذهبية هذه بنسبة تفوق الـ99 في المئة. قائد الجيش وضباط القيادة والألوية، في مكاتبهم وثكنهم وفي الشارع، "24 على 24"، قائد الجيش يعطي الأوامر للضباط والعسكر، باستعمال الاعصاب الفولاذية لمنع حصول أي خطأ، "لا أريد نقطة دم واحدة تسقط من اي مواطن في الشارع".

حوادث عدة خرجت عن السيطرة كإحراق استراحة صور، التي وصل فيها الجيش متأخّراً. حادثة البداوي التي كادت ان تؤدي الى تفاعل سلبي، والسبب قطع الطريق بشكل تام، على الرغم من محاولة الجيش فتحها جزئياً. ما حصل في البداوي، انّ عناصر الجيش بعدما خرجت الامور عن السيطرة، اطلقوا النار، ولكن الرصاص كان مطاطياً فسقطت 6 اصابات، كلها طفيفة باستثناء واحدة، حصلت على بعد أقل من 5 أمتار، وهي المسافة المؤذية في الرصاص المطاطي. لاحقاً تابع الجيش المصاب وعائلته، والأمل في شفاء المصاب موجود، ولكن الحرص على عدم حصول خطأ آخر يؤدي الى سقوط ضحايا، حرص بالغ الشدة. أما ما جعل الجيش يعتز ويفرح فكان قدوم 300 متظاهر من ساحة النور الى البداوي من دون إيعاز من أحد، كي يقولوا لا اصطدام مع المؤسسة العسكرية فهذا جيشنا.
 
 
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا
المصدر: الجمهورية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك