Advertisement

لبنان

هل يشعل مقتل سليماني فتيل الحرب... وكيف سيتصرّف "حزب الله"؟

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
04-01-2020 | 05:00
A-
A+
Doc-P-660670-637137272665964390.jpg
Doc-P-660670-637137272665964390.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مقتل مسؤول عسكري إيراني على الأرض العراقية بعملية أميركية وهو قادم من لبنان أو من سوريا، خبر يؤشّر بمفرداته اللغوية إلى كيفية استغلال كل من إيران والولايات المتحدة للجغرافية العربية وجعلها مسرحًا لصراعهما. من هنا تداعيات مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ستنعكس على منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا على الدول التي تشهد تواجدًا لأدوات إيران العسكرية كـ"الحشد الشعبي" في العراق و"حزب الله" في لبنان.
Advertisement

وفق ما ذكره البنتاغون فإن عملية مقتل سليماني حصلت بتوجيه مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبهذا الحدث نقلت إدارة ترامب صراعها مع إيران من الحرب الباردة إلى العمليات الساخنة. ماذا بعد عملية سليماني؟ هل يشعل مقتله فتيل الحرب في المنطقة؟ وما الذي استدعى هذه الضربة بهذا التوقيت؟

الباحث الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب يرى أنّ توقيت العملية الأميركية مرتبط بشكل مباشر باتجاه البرلمان العراقي إلى التصويت على قانون "إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية" الذي ينهي الإتفاق الأمني الموقّع بين واشنطن وبغداد عام 2008، والمدعوم من الكتل الشيعية في البرلمان العراقي. ملاعب وفي حديث لـ "لبنان 24" أوضح أنّ الولايات المتحدة التي ضحّت بثلاثة الآف جندي أميركي للوصول إلى الإتفاقية الأمنية مع العراق، لن تسمح بإلغائها اليوم، وعملية سليماني رسالة أميركية في هذا الإتجاه، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة تنشر ثماني قيادات في العالم، وموازنتها العسكرية هي الأولى وتقدّر بـ 730 مليار دولار، بعدها تأتي موازنة الصين المقدّرة بـ 149 ملياراً.

عن الرد الإيراني المحتمل، يلفت ملاعب إلى أنّ الإيرانيين حاذروا في السابق استهداف مصالح أميركية مباشرة، باستثناء استهدافهم  الطائرة المسيّرة الأميركية، بحيث اعتبروا أنّ لديهم مشروعية بإسقاطها كونها دخلت الأجواء الإيرانية. ولا يتوقّع أن تلجأ إيران إلى تغيير نمط تعاملها في صراعها مع الولايات المتحدة بعد مقتل سليماني، ولن تلجأ إلى ردّ عسكري مباشر يشعل حربا عسكرية، وستعمد إلى التعامل مع العملية وفق مقولة "لن يستدرجنا أحد إلى التوقيت وسنحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين ".  

وفق مقاربة ملاعب ما حصل في العراق في الأشهر الثلاثة الأخيرة واندلاع ثورة ضد الوجود الإيراني في مناطق شيعية، وحرق مراكز القنصليات الإيرانية في النجف وكربلاء والناصرية وذي قار هو مؤشّر لا يمكن إغفاله، من شأنه أن يكبّل الرد الإيراني الذي يفتقر إلى البيئة الحاضنة، ويجعل الإيراني غير مرتاح للبيئة. وأشار ملاعب في هذا السياق إلى احتفال عراقيين بمقتل سليماني، "الأمر نفسه ينسحب على "حزب الله"، بحيث يشهد لبنان تحركات شعبية، وأيّ ردّ قد يقوم به "حزب الله" في بيئية لبنانية غير حاضنة وغير مؤيدة تنعكس سلبًا عليه، لذلك لا أتوقّع أيّ رد فعل عسكري مباشر".  

ملاعب يلفت إلى التصريح الإسرئيلي قبل العملية قائلًا "ليس صدفة أن يصرّح رئيس الأركان الإسرائيلي عن تفرّغهم للجبهة الشمالية، هذا الكلام يوحي بأنّ الأميركيين أعلموا الإسرائيليين بعمليتهم قبل وقوعها، وهو بمثابة رسالة اسرائيلية لـ"حزب الله" لإستباق أيّ ردّ فعل من قبل الحزب على عملية سليماني".

هل يضعف مقتل سليماني النفوذ الايراني في العراق؟

يجيب ملاعب "حقّق ترامب نصرًا داخليًا في القضاء على الذراع الأقوى لإيران في المنطقة، وفي القضاء على الرأس تتشتّت الأطراف، و"الحشد الشعبي" لا يمكنه القيام بالدور نفسه بفقدان سليماني، من شأن ذلك أن ينعكس تراجعًا لـ"الحشد الشعبي" في العراق بالتزامن مع الثورة الداخلية، وبالتالي  سيضعف تأثير النفوذ الإيراني في العراق، ويجعل الأذرع الإيرانية تتراجع في المنطقة العربية".

يبقى أنّ الجغرافيا العربية هي مسرح لصراعات المحاور بأشكالها الإقتصادية والعسكرية، والشعوب العربية تدفع الثمن الأكبر لتلك الحروب على أرضها.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك