مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
فيما تنتظر الأوساط السياسية الاعلان القريب عن التشكيلة الحكومية مطلع الأسبوع المقبل، دخلت المنطقة مرحلة جديدة بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني، عنوانها تهديدات إيرانية برد صاعق يستهدف المصالح الأميركية في المنطقة، على حد ما قال قيادي في الحرس الثوري الايراني بأن 35 موقعا أميركيا حيويا في المنطقة تقع في مرمى ايران.
وفيما شيع اليوم كل من قاسم سليماني ومهدي المهندس في العراق، دخلت قطر وروسيا وتركيا وفرنسا على خط التهدئة والتفاوض، من خلال سلسلة اتصالات مع الجانب الايراني والعراقي، منعا للتصعيد في المنطقة. وبرزت زيارة وزير الخارجية القطرية طهران ولقاؤه نظيره الايراني والرئيس حسن روحاني.
أما في لبنان، فتأليف الحكومة بسرعة واجب تقتضيه الظروف، خصوصا أن التوتر في المنطقة عارم وشديد وثقيل، ويمتد من الخليج والعراق فسوريا، امتدادا إلى ليبيا مرورا بفلسطين.
ومرحلة العد العكسي لولادة الحكومة بدأت، فاللبنانيون لا يملكون ترف الوقت، في ظل الأزمات الإقتصادية الضاغطة، التي تدفع اللبنانيين إلى الانتحار وإحراق أنفسهم بعدما ضاقت بهم السبل. وإذا صحت التسريبات، فإن ولادة الحكومة متوقعة مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، بعدما رست بورصة التسميات والتوزيع على الأحزاب المشاركة في هذه الحكومة.
وما حصل اليوم في طرابلس بعدما أقدم ابن منطقة المنكوبين على حرق نفسه، بعدما اقفلت كل السبل أمامه بتأمين قوت يومه له ولعائلته، خير دليل على ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية في لبنان.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى خبر سقوط منذ قليل صاروخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء في بغداد، دون وقوع إصابات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
هو مشهد فاصل بين فعل وردة فعل، مئات آلاف المشيعين جابوا الشوارع في بغداد وطهران، ورفعوا الراية الحمراء رمزا إلى طلب الثار للدماء الزكية.
الرد على العدوان الأميركي، لن يقف عند حدود السقف المرسوم أميركيا، كما أعلن الحرس الثوري، بل سيتوالى إلى أن يدرك الرئيس الأميركي الخطأ الكبير الذي ارتكبه.
ترامب أدخل المنطقة مرة جديدة في وضع حساس لا يمكن تجاوزه من دون ثمن، والثمن المطلوب غير محدد إن في الزمان أو المكان أو المستوى، إلا أن الأكيد أنه سيكون مكلفا لواشنطن.
في لبنان، تتكثف الاتصالات لاعلان التشكيلة الحكومية، بعد الاتفاق على عدد كبير من أسماء الوزراء والحقائب التي بات بعضها شبه نهائي، فمتى تبصر الحكومة النور؟.
على خط المصارف، وبعد الاعلان عن اغلاقها في منطقة عكار، شهدت احتجاجات في مختلف المناطق، ودعوات لعدم الدفع رفضا للاجراءات التي تتخذها بحق المودعين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
بين مقامات الأئمة وقلوب الأحبة، كان طواف الوداع لقادة النصر والجهاد. آخر الجولات على الأرض التي حرراها ورفاقهما من الارهاب، كانت لجثماني الشهيدين الكبيرين الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس وثلة من الشهداء.
لم يعهد عراق الحزن تشييعا مهيبا كهذا، ولم تكن حروف بغداد العريقة لتفي بلاغة الحزن والفخر في آن، وكقداسة كربلاء كان خشوع التأبين، والنجف آخر المحطات العراقية، في آخر زيارة للحجي قاسم إليه.
لكنه باق، يقول العراقيون والايرانيون وكل أبناء محور المقاومة، في ضريح توأم جهاده أبو مهدي المهندس، ومع المرابطين بوجه العدو التكفيري، والهاتفين بوجه الاحتلال الأميركي حتى التحرير. فالمهمة التي جاء لأجلها الفريق سليماني إلى العراق، ستنجز باذن الله- وعد العراقيون- والهتاف المخضب بالدم والعزيمة أمام نعوش الشهداء، ألا وجود للأميركي على أرض العراق الأبي.
ما هتف به العراقيون أكده الايرانيون، لا سيما قادة الحرس الثوري الذين أقسموا على انجاز مهمة الحاج قاسم، باخراج الأميركي من المنطقة ككل، بفيض الدم الزاكي وسواعد أبناء مدرسته الخمينية، الذين سيجعلون الأميركي نادما على فعلته الاجرامية.
وفيما تستعد ايران لاستقبال سيد شهداء محور المقاومة، ويتحضر لبنان لحفل التأبين غدا برعاية قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، كانت فلسطين اليوم تلهج باسم توأم انتصاراتها، ومداد مقاوميها، وعنوان الرعب المزروع في قلب أعدائها، الحاج قاسم سليماني.
الحاج الذي وصفه الصهاينة بالعدو الأكثر خطرا على كيانهم، الذي حاصرهم وخنقهم بالصواريخ في عملية ممنهجة، كما قال محللوهم. أما التحليلات الأمنية لديهم ولدى الأميركيين فأوصلتهم إلى أعلى درجات الرعب والاستنفار من الرد الحتمي على عملية الاغتيال.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
أراد دونالد ترامب من خلال اعطائه الأمر بقتل قاسم سليماني، أن يكون أول رئيس أميركي يأمر بأول اغتيال مباشر لأول مسؤول ايراني كبير، في خطوة لم تقدم عليها اسرائيل- التي كانت تنتظر فرصتها ربما- وهو أرادها ضربة انتخابية ترفع من شعبيته وتحد من تراجع شرعيته المهتزة أصلا، بفعل الملفات المفتوحة في وجهه من خصومه والحلفاء على حد سواء داخل بلاده.
في العام 1979، احتل الطلاب الايرانيون سفارة واشنطن في طهران، ولم ينته احتلال السفارة والافراج عن الموظفين والمارينز إلا بعد انتخاب رونالد ريغان وخسارة جيمي كارتر. يومها وجدت ايران نفسها تلعب دور المرجح والمؤثر والفاعل في الانتخابات الأميركية رغما عنها. وتأكد الدليل العام 1980، عندما دفعت أميركا وبعض حلفائها العرب، في خطوة انتقامية استباقية اجهاضية، بصدام حسين إلى مهاجمة ايران وبدء حرب أنهكت بغداد واستنزفت طهران لثمانية أعوام. اليوم يغتنم ترامب حادثة اقتحام سفارته في بغداد، لاقحام طهران في سعيه لولاية ثانية، مطالبا إياها بثمن سياسي في المنطقة، بعدما حصل على أثمان فلكية مالية من بعض العرب لتمويل ضروبه وحروبه.
يرى ترامب في العرب خزنات ويخشى في ايران رجالات. يأخذ الخزنات ويقتل الرجالات. وكله بلغة شارلز لاكي لوتشيانو: لا شي شخصيا بل محض أعمال. هاتان الجملتان طغتا على المشهد الأميركي منذ مئة سنة في شيكاغو ونيويورك، واليوم تعودان بقوة مع مجموعة "وول ستريت" الجديدة.
ترامب يحاول اتباع سياسة العصا والجزرة مع إيران، لكنه يتصرف وفق قاعدة اضرب وفاوض. يغتال ويختال. يقايض ويزايد. يتجرأ ويتبرأ. يتذاكى ويتباكى.
أرادها ضربة لتأكيد بقائه في البيت الأبيض، لكن إيران ستعمل- وفي المرحلة المقبلة وتباعا وبشكل حثيث ومصمم- على إخراجه من العراق. اغتيال سليماني والمهندس وحد شيعة العراق الذين تناسوا خلافاتهم واختلافاتهم، وجمعتهم ضربة غير محسوبة العواقب لجيران ايران وأصدقاء العم سام في الخليج والمنطقة. الترجمة العملية لتجاوز خلافاتهم، ستكون في تشكيل حكومة عراقية جديدة، وسحب فتيل التفجير من الشارع، وكبح الانتفاضة وإعادة انتاج السلطة.
منذ شهر قال بومبيو إن شعب العراق يروم التخلص من نفوذ ايران. بعد اغتيال سليماني وتوحد الشيعة، غير بومبيو المقولة لتصبح: ان شعب العراق يريد التخلص من الفساد.
إغتيال رئيس أركان حرب محور المقاومة، من أفغانستان إلى الجولان، اعتبرته إيران اعلان حرب مباشرة ومواجهة مفتوحة. في حين يصر ترامب على اعتباره رسالة سلام ممهورة بدم شخص يستحسن أن يكون موته- برأي ترامب- فداء عن شعب وأن يكون كبش فداء، أي على طريقة قيافا رئيس كهنة المعبد وفتواه الشهيرة منذ 2000 عام، والتي يبدو أن المقلدين لها والمتمسكين بها كثر.
وفي لبنان، ترقب لكلام السيد حسن نصرالله، وتحسب لردود الفعل عليه اسرائيليا وإقليميا. الواضح أن البيان المقتضب، لكن الواضح والمعبر البارحة للسيد نصرالله، يشي بأبعاد، تأثيرات وتداعيات ما حصل على الساحة اللبنانية، واعتبار أن الرد على اغتيال سليماني هو مسؤولية المقاومين في كل المنطقة، أي أن الساحة اللبنانية ليست ساحة الرد، وأن الرد الحقيقي يكون بتحصين الوضع الداخلي، وحماية الاستقرار بحكومة جديدة تنتظر مرور عاصفة اغتيال سليماني في الأيام القليلة المقبلة، والتحضر لمواجهة الاعصار الاقتصادي-المالي قبل أن يقتلع ما تبقى من حلم للبنانيين ببقائهم على قيد الأمل.