Advertisement

لبنان

مَن أخرج دياب من ثيابه؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
11-01-2020 | 02:00
A-
A+
Doc-P-663099-637143267399633398.jpg
Doc-P-663099-637143267399633398.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لم تجرِ الرياح الحكومية كما يشتهي الرئيس المكّلف حسان دياب. ففي أول بيان يصدر عنه أعلن أنه لن يقبل بأن تكون رئاسة الحكومة مكسر عصا. هذا البيان يعيد الرئيس المكّلف إلى نقطة الصفر بعدما أعتقد أنه سيكون حرًّا في حركته وأنه سيكون طليق اليدين في إختيار التشكيلة التي يريدها، وأن مهمته ستكون سهلة على عكس المرّات السابقة، لكنه أكتشف، وهو في منتصف الطريق، أنه ليس هو من يشكّل الحكومة، وأن ثمة عراقيل وضعت في طريقه بعدما ظنّ أنه وصل إلى خط النهاية قبل أن يتعب.

 

إلاّ أن هذه العراقيل الموضوعة أمامه لن تدفعه إلى الإعتذار، على رغم أنه وجد نفسه وحيدًا في معركة غير متكافئة، وهو الذي يعرف أنه الأضعف في معادلة الرؤساء الأقوياء في بيئتهم.

 

فرئيس الجمهورية هو الأقوى في البيئة المسيحية ومعه أكبر كتلة نيابية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس نبيه بري، إذ أن قوته مستمدّة من التحالف الشيعي. أما الرئيس المكّلف، الذي لا كتلة نيابية تدعمه، وهو الذي تمّ تكليفه بستة نواب سنّة فقط من أصل 27، وهو بالتالي يكون أضعف الضعفاء، فهو الحلقة الأضعف في التركيبة السلطوية، وهو لا يملك من أدوات المواجهة سوى حقه في الإعتذار، خصوصًا أنه اكتشف أن ما يسعى إليه يُقابل برفض من قبل أقوى الأقوياء.

 

فلو كان الرئيس المكّلف يحظى بثقة بيئته لكان من السهل عليه أن يقول أنه لن يسمح أن تكون رئاسة الحكومة مكسر عصا. أما في حالته هذه فهو، على ما يبدو، أعجز من أن يكون رأس حربة في حرب الصلاحيات. فلا تيار "المستقبل" معه، بل يُقابل برفض شارعه عبر التظاهرات التي تنظم دوريًا أمام منزله. ولا رؤساء الحكومات السابقون معه، على رغم أنه لم يصدر عنهم أي بيان منذ تكليفه. ولا دار الفتوى معه، وحتى النواب السنّة الذين سموه في الإستشارات النيابية الملزمة لن يقفوا معه عندما تكون المواجهة بينه وبين حلفائهم.

 

ووسط هذه الواقعية يجد الرئيس المكّلف نفسه وحيدًا في ساحة مكشوفة ومفتوحة على كل الإحتمالات من دون غطاء ومن دون أن يلقى دعمًا من بيئته، التي رفضته قبل أن يرفضه الآخرون. ومع كل هذا يصرّ على عدم الإعتذار، وهو السلاح الوحيد المتاح أمامه، إلاّ إذا مورست عليه ضغوطات كبيرة من كل الجهات، وهو سيجد نفسه يقول "لا حول ولا قوة".

 

وفق العارفين أن من أخرج دياب من ثيابه هو ما لقيه من إعتراض واسع على تسمية صديقه الوزير السابق دميانوس قطار، إذ وضعت في وجهه عقبة عدم توزير أي وزير سابق، وذلك ردّا على رفضه إعادة توزير سليم جريصاتي وندى البستاني ومنصور بطيش، مع ما مورس عليه من ضغوطات كانت تمارس على غيره من الرؤساء المكّلفين. وهذا ما يفسرّ التأخر في التشكيلات الحكومية السابقة، وهذا ما يفسرّ تلاشي مسحة التفاؤل، التي سادت قبل رأس السنة، إذ كان الحديث يدور عن أيام لخروج الدخان الأبيض من مدخنة قصر بعبدا.

 

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك