Advertisement

لبنان

الحجْر يُعيد الناس إلى الرفيق الأصدق: "قفزة" في مبيعات الكتب والأفلام

Lebanon 24
21-04-2020 | 03:09
A-
A+
Doc-P-695776-637230571569080890.jpg
Doc-P-695776-637230571569080890.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت ساندي الحايك في "نداء الوطن": إلتقيت برامي في العام 2013. كنت في طريقي إلى مقهى "التل العليا"، ولمن لا يعرفه فقد فاته زيارة واحد من أشهر وأجمل معالم طرابلس الأثرية. فالمقهى تراثي قديم، بنته الدولة العثمانية في العام 1870 في القرن التاسع عشر ليكون ملتقى كبار القادة والعائلات، وهو لا يزال إلى اليوم متنفساً محورياً لأبناء المدينة. لمحته عن بُعد يستعرض الكتب على درج التلّ المؤدي إلى المقهى. يمسك عدداً من الكتب بين يديه ويتأبّط عدداً آخر.
Advertisement
ينظر رامي إلى العناوين التي فرشها أرضاً، ثم يلتفت نحو تلك التي بين يديه. يحاول التنسيق في ما بينها، وتنويع المحتوى الذي يعرضه. كان حضوره على الدرج ملفتاً للانتباه، إذ كان زيّه يوحي بأنه عازف بيانو أكثر مما هو مناسب لبائع كتب. كان نحيلاً، قصير القامة بشعر مجعّد كثيف. يرتدي بنطلون "جينز" بلون غامق، وقميصاً أبيض أزراره مبكلة حتى العنق، فوقه معطف أسود اللون بقبة عريضة طويل حتى الساقين. لحظة اقترابي منه أشاح نظره بعيداً وانهمك أكثر بتنسيق كتبه. استأذنته سائلة عن أحد العناوين، فأجابني من دون أن ينظر إلي. كان يحاول التهرب دوماً من الدخول في حوارات مع الناس.

لم يكن رامي بائع كتب عادياً. بل كان فاراً، أو هكذا أَحب أن يصف نفسه. فاراً من الحرب في بلده، ومن الملاحقة العسكرية والقانونية في بلد اللجوء، ومن الأسئلة عن مصير عائلته المشتتة وأصدقائه، ومن الخجل لخيانة حب، ومن نظرات الغرباء المتطفلة، ومن أحلام باتت مستحيلة، ومن غدٍ بدون مستقبل. رامي ذلك الشاب السوري الذي فرّ من ويل الحرب ودخل إلى لبنان بطريقة غير شرعية، لم يجد عملاً أنسبَ من أن يكون بائع كتب على درج التلّ في طرابلس. كان طالب الفلسفة في جامعة دمشق عاشقاً للكتب والقراءة.
 
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.

المصدر: نداء الوطن
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك