Advertisement

لبنان

روداكوف يخلف زاسيبكين في تشرين... وقاعدة العمل الفكر الاستراتيجي الروسي

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
27-06-2020 | 06:00
A-
A+
Doc-P-718227-637288497069875323.jpg
Doc-P-718227-637288497069875323.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في خضم الأحداث الاقليمية والدولية والاوضاع اللبنانية الصعبة سياسياً واقتصادياً ومالياً، والتي تتطلب العمل على كل المستويات، المحلية والدولية والدبلوماسية، لايجاد حل يحمي لبنان من الانزلاق نحو المجهول على الصعد كافة، لا يخفى على أحد إلمام عدد كبير من السفراء المعتمدين في بيروت بالوضع اللبناني بتشعباته كافة، وتوجيههم النصائح للقوى السياسية لاغلاق الأبواب في وجه الفوضى.
Advertisement

قد يكون السفير الروسي الحالي الكسندر زاسيبكين أبرز هؤلاء السفراء الذي دأب طيلة الفترة الماضية والراهنة التي شهدت صراعا بين اقطاب السلطة على خطي 8 و14 آذار، على العمل على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين لانقاذ بلدهم، من هنا يمكن القول إن روسيا بوزارة خارجيتها مضت في التمديد لزاسيبكين في العام 2018 بشكل استثنائي نظرا لحراجة ودقة الأوضاع يومذاك في لبنان وسوريا والمنطقة ككل.

برع الدبلوماسي الروسي المخضرم بقواعد عمله، كان على مسافة واحدة من كل المكونات السياسية رغم مواقفه المنحازة تجاه بعض الملفات في المنطقة لا سيما ما يتصل بالازمة السورية ودعم بلاده للدولة السورية، فمن يتردد إليه دائما ويتحدث إليه، يشعر وكأن السفير الروسي لبناني أكثر من لبنانيين كثر.

سفراء بالمئات خدموا في لبنان، لكن لزاسيبكين بصمته السياسية والفكرية والثقافية التي تجعله متميزاً عن الكثير من زملائه فضلاً عن شخصيته المفعمة بالانسانية المحببة عند كل اللبنانيين.

قد يكون ما سبق مقدمة للقول، ان الدبلوماسي الروسي (مواليد عام 1951) يستعد لمغادرة لبنان في الأشهر القليلة المقبلة مع بلوغه سن التقاعد بعد أن يسلم مهماته الى السفير الروسي الجديد في لبنان ألكسندر روداكوف.

سوف يعود زاسيبكين الى وطنه مع استئناف الرحلات اللبنانية الروسية المرتبطة التي توقفت بسبب خطر كورونا وانتهاء الاجراءات الرسمية للتسليم، لكنه يؤكد أنه سيزور لبنان على الدوام خاصة وان هذا البلد الاحب على قلبه بعد روسيا فهو عين سفيرا في لبنان في العام 2010 علماً انه عمل في الفترة ما بين 1993- 1994 وزيرا مفوضا في السفارة الروسية باليمن، وما بين 1994- 1999 - وزيرا مفوضا بالسفارة الروسية في سوريا حيث تعلم العربية وأتقنها، فضلا عن انه عين بين  العام 2002- 2006 -سفيرا فوق العادة لروسيا في اليمن.

قبل شهر تشرين الاول سيسلم السفير الروسي المهمة الدبلوماسية لروداكوف الذي يتمتع بخبرة واسعة في قضايا الشرق الأوسط أسوة بزاسيبكين الذي كان قد شغل بين العام 2006-2010  منصب مساعد مدير ادارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية. لكن زاسيبكين سيبقى يلعب دورا مهما حتى بعد انتهاء مهمته، فهو يملك رؤية واسعة وسيشارك في ندوات، وربما يصبح لديه الهامش الاوسع للتعبير عن مواقفه بمرونة تجاه بعض المواضيع، علما ان هذه المواقف ستكون في الوقت نفسه منسجمة مع النهج الرسمي الروسي.

يتمتع روداكوف بصفات طيبة وكريمة، فضلا انه يتمتع بثقافة عالية وملم بقضايا المنطقة؛ هذا ما يقوله زاسيبكين عن خلفه. فهما صديقان ويعرفان بعضهما من نحو 30 عاماً، ويؤكد ارتياحه لتولي روداكوف هذا المنصب في هذه المرحلة.

وتجدر الاشارة في هذا السياق، إلى ان الأخير كان ممثل روسيا الاتحادية في فلسطين ولعب دورا مهما في إعادة الدور للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، انسجاماً مع المتغيرات الدولية والإقليمية والدور الروسي منها، فبحسب الكثير من القيادات الفلسطينية، كان مناصراً حقيقيا للشعب الفلسطيني ولقضيته ولعب دوراً مهما في ترتيب المباحثات الفلسطينية – الروسية.

وسط ما تقدم، يمكن القول إنه ايا تكن الشخصية الدبلوماسية الروسية التي ستصل الى بيروت، فإن الفكر الاستراتيجي الروسي هو القاعدة الاساس لعمل أي سفير في لبنان أو أي دولة في العالم، لكن الثابت والاكيد ايضاً أن وزارة الخارجية الروسية لم تختر عن عبث تعيين روداكوف سفيرا في بيروت، فاهتمام روسيا في المنطقة يتعاظم لا سيما بعد مشاركتها في سوريا الى جانب النظام في الحرب ضد الارهاب في العام 2015، ربطا بالدور الذي يلعبه الرئيس فلاديمير بوتين في الشرق الاوسط، إلى حد أن نفوذ موسكو في المنطقة أكبر من أي وقت مضى.

وإذا كان صيف لبنان قد يكون ساخناً وكذلك خريفه وفق ما يرشح عن مصادر دبلوماسية، فإن تعيين روداكوف يأتي في ذروة التصعيد الأميركي تجاه سوريا و"حزب الله" عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، عطفا على الخوف اللبناني من تداعيات قانون قيصر وغياب التصور الرسمي الفعلي لإجراءات التصدي له، فضلاً عن القلق الشديد من فوضى قد يذهب اليها لبنان من جراء ازمته المالية والنقدية والمعيشية.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك