Advertisement

لبنان

لبنان أمام مشهدين.. إيطالي في الكورونا وفنزويلي في الاقتصاد!

Lebanon 24
26-09-2020 | 23:32
A-
A+
Doc-P-750011-637367852690531666.PNG
Doc-P-750011-637367852690531666.PNG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتبت "الأنباء" الالكترونية: هي لعبة الأمم التي أتقن المولجون شؤون البلاد الغرق فيها منذ سفر تكوين هذا البلد، فيُغرِقون معهم كل أنواع الفرص، ويهدرون الوقت لمصالح لا تمت بصلة لمصلحة اللبنانيين الذين أرهقتهم الأزمات ودفعت بهم إلى اليأس الجماعي تحت وطأة البازار الدولي الذي لا يأبه اللاعبون الكبار فيه إلى كل ما يرزح تحته المواطن اللبناني. هكذا تعرضت المبادرة الفرنسية إلى دفعة على حافة الفشل، كانت نتيجتها اعتذار مصطفى أديب عن مهمة تشكيل الحكومة. ولم يعد هناك أمل سوى بإدخال مبادرة ايمانويل ماكرون إلى غرفة العناية الفرنسية وإعادة إنعاشها بزخم وحسم.

 

خروج أديب كشف زيف كل الذين ثقبوا الآذان بالادعاءات بالالتزام بالمبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان. وحده صوت رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط يرتفع وبشكل متكرر ليحذّر الجميع من ارتكاب جريمة قتل المبادرة الفرنسية، لكنه كان وحيداً. وسط كل ذلك يتجه لبنان صحياً الى مشهد كارثي في انتشار فيروس كورونا يشبه السيناريو الإيطالي، فيما يتجه في الاقتصاد مع نفاد احتياط مصرف لبنان الى مشهد يحاكي السيناريو الفنزويلي.

 

مصادر الفريق الذي كان سمّى أديب، أشارت عبر "الأنباء" إلى أن "اعتذاره كان مفاجئًا للفريق الذي دفعه الى هذا الخيار، أكان الثنائي الشيعي أو الرئيس ميشال عون"، واصفة هذا القرار "بالشجاع"، مع اشارتها الى ان "قبول عون للاعتذار بشكل فوري لم يكن منصفاً، وبالتالي فإن إعلان الأخير تمسكه بالمبادرة الفرنسية لم يكن مقنعاً".

 

وفيما اكتفت أجواء بيت الوسط بالبيان الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري، أكدت مصادر "المستقبل" عبر "الأنباء" عن ارتياحها لموقف أديب، واصفة إياه "بالضروري لفضح مواقف المعرقلين الذين ما فتئوا يستبيحون كل شيء ارضاء لتسلطهم ومصالحهم".

 

المصادر المستقبلية كررت القول إن "الحريري قدّم أكثر ما يمكن لتسهيل مهمة أديب لتشكيل حكومة الانقاذ، لكن أديب جَوبهُ بشروط على عكس ما تم التعهد به امام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فآثر الاعتذار وهو موقف جريء ووطني".

 

في المقابل، تمسكت مصادر بعبدا في حديثها مع "الأنباء" بمقولة إن "الرئيس عون ومنذ تكليف أديب كان دائمًا إلى جانبه باعتباره شريك أساسي في عملية التشكيل، لكن أديب في كل اللقاءات التي عقدها معه لم يعرض عليه أي تشكيلة حكومية ولا أية اسماء، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية لا علاقة له بالأسباب التي دفعت أديب الى الاعتذار، وهو في هذه الحالة لا يسعه الا قبول الاعتذار".

 

مصادر بعبدا أشارت إلى أن "عون سيتشاور مع ماكرون حول استمرار المبادرة الفرنسية قبل تحديد موعد للاستشارات النيابية لتكليف شخصية جديدة لتولي رئاسة الحكومة"، كاشفة عن أنه "قد يدعو الى لقاء يُعقد في القصر الجمهوري يحضره رؤساء الكتل النيابية للتداول في أوضاع البلاد وبالأخص في تأكيد المداورة في الحقائب الوزارية دون استثناء". الا ان المصادر لم تحدد موعدا لهذا الاجتماع.

 

توازيا، أعربت مصادر عين التينة عبر "الأنباء" عن تمسكها بالمبادرة الفرنسية التي تعتبرها "خشبة الخلاص للبنان"، متمنية على عون الاسراع في الاستشارات النيابية لاختيار خلف لأديب.

 

وأكدت مصادر عين التينة أن موقفها لن يتغيّر بموضوع وزارة المال "باعتبارها شأن ميثاقي لا رجوع عنه، وكل الأمور الأخرى قابلة للحل".

 

وعن اتهام الثنائي الشيعي باسقاط مهمة أديب، قالت المصادر: "فليُسأل من كان يشكّل الحكومة في الكواليس من دون الوقوف على رأي الكتل النيابية".

 

في مقابل كل هذا التخبط السياسي، وبعد اعتذار أديب، عاد القلق الكبير من الانهيار الاقتصادي والمالي ليسيطر على اللبنانيين، خاصة وأن سعر صرف الدولار سجّل ارتفاعاً بمجرد اعلان بيان الاعتذار.

 

الا ان الخبير المالي والاقتصادي انطوان فرح قلّل في حديث مع "الأنباء" من مخاطر ارتفاع الدولار الى أرقام خيالية كما يتوقع البعض بدءاً من الأسبوع المقبل، لأن ذلك يتعلق بالمسلك السياسي الذي سيُتبع بعد اعتذار أديب، والجهد الذي سيبذل لإحياء المبادرة الفرنسية وهذا يتوقف على ما سيقوله ماكرون في مؤتمره الصحافي، فإذا أكد أن المبادرة مستمرة وهي غير مرتبطة بأشخاص شيء، وإذا أعلن انتهاء المبادرة فشيء آخر، فنكون بالتالي ذاهبون الى جهنم كما قال الرئيس عون".

 

فرح كشف أنه "لم يعد لدينا إلا احتياط محدود في مصرف لبنان، وكان الحديث يدور حول إطالة عمر الدعم لبضعة أشهر لنتمكن من تأمين المساعدات، ولكن الآن وفي ظل التعثر في تأليف الحكومة ماذا يمكن ان يفعل اذا لم يكن لدينا خطة انقاذ؟".

 

وقال فرح: "نعم هناك كارثة متوقعة اذا لم يكن لدينا من حل قريب لأزمتنا، والدولار في السوق السوداء سيرتفع بالطبع ولكن بشكل محدود، الا ان الكارثة الحقيقية ستكون بعد أشهر قليلة، فعندها يدخل البلد في مرحلة التضخم المفرط ما يعني اننا وصلنا الى المشهد الفنزويلي".

 

Advertisement
المصدر: "الأنباء" الإلكترونية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك