Advertisement

لبنان

هناك من يعمل على "قصقصة ريش" الرجل الأوّل في "التيّار".. باسيل يُطعن من بيت أبيه أيضاً!

Lebanon 24
19-11-2020 | 23:02
A-
A+
Doc-P-767642-637414492955286765.jpg
Doc-P-767642-637414492955286765.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتبت لينا فخر الدين في "الأخبار": العقوبات الأميركيّة المفروضة على رئيس التيّار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، منحت العونيين المنزعجين منه، فرصة لتنفّس الصعداء، على اعتبار أنّ هناك من يعمل على «قصقصة ريش» الرجل الأوّل في «التيّار»، والذي تحوّل بعد عام 2009 إلى «الوكيل» الحصري لميشال عون في الداخل والخارج. ومع ذلك، لا يبدو أنّ المنزعجين من ذوي القربى في وارد الانقلاب على ورقة التفاهم مع «حزب الله». الخطر الأكبر هو تفجّر الخلافات الداخلية في التيار إلى العلن عند أوّل استحقاق، وخصوصاً أنّ عونيّين سابقين ينوون إطلاق تيّار سياسي سيُعلن عنه الشهر المقبل. حتى الآن، يبدو أن باسيل يُطعن من بيت أبيه أيضاً.

 

كلّما اشتدّت العواصف السياسيّة، ازداد الشرخ داخل «التيّار الوطني الحر». هذا التباين تحت سقف «البيت الواحد» ليس بجديد. في العلن، يفضّل العونيون اعتباره «التنوّع الإيجابي للأداء» على قاعدة «التيّار واحد»، على ما قال النائب جبران باسيل منذ أيام. لكن في الكواليس، ثمّة من يرى غلياناً صامتاً قد يؤدي إلى انفجار عند أوّل استحقاق.

 

فعلياً، «التيّار» كان دائماً بيتاً بمنازل كثيرة. هذا ما بدا واضحاً في الخلاف الذي ظهر إلى العلن بشأن التحقيق الجنائي، بالإضافة إلى العديد من الخلافات الداخليّة التي أدّت إلى مقاطعة عدد من «العونيين» اجتماعات «تكتّل لبنان القوي».

 

لم يعد سراً أنّ خصوم باسيل داخل «التيّار»، قد يضاهون خصومه في الخارج عدداً. هؤلاء يكتمون غيظهم منذ سنوات ممّا يسمونه «تفرّد باسيل بالسّلطة وتحوّله إلى الحاكم بأمره».

 

هؤلاء يؤكّدون أنّهم لا يعرفون ماذا يفعل باسيل في الداخل والخارج. استمعوا إلى شرحه المُسهب الذي أدّى إلى وضعه على لائحة العقوبات، خلال مقابلته التلفزيونيّة، لكنّهم غير مقتنعين بهذا التفسير. يملكون قراءة مختلفة للأحداث. بالنّسبة إليهم، فإنّ «لعب باسيل على الحبال واستفزاز الأميركيين أدّيا إلى هذه النهاية المحتومة»، حسبما يقولون داخل الغرف المغلقة، غير آبهين بنظريّة دفع باسيل ثمن عدم خضوعه للولايات المتّحدة الأميركيّة التي طالبته بفكّ تحالفه مع «حزب الله».

 

بينما يشير هؤلاء إلى أنّ موضوع ترسيم الحدود، مروراً بإعطاء الأمل للشركات الصينيّة بشأن الكهرباء، وصولاً إلى توقيع عقد مع «روسنفت» الروسيّة لتطوير منشآت تخزين النفط في ميناء طرابلس، بالإضافة إلى رهانه الواضح على وصول الديموقراطيين إلى البيت الأبيض... وغيرها من الأمثلة التي كان يريد فيها باسيل «التشبيك» مع الجميع، هي «الأسباب الحقيقيّة لفرض العقوبات بحقّه»، وليس الضغط عليه أميركياً للابتعاد عن المقاومة.

هذا الكلام لا يقوله النواب في أحاديثهم الإعلاميّة، بل يؤكّدون أنّهم مع رئيسهم «الذي ظُلم من جراء العقوبات التي لن تُغيّر من موقفنا تجاه حزب الله، أو الضغط علينا في مسألة ترسيم الحدود»، وفق ما يقول أكثر من نائب في التكتل.

 

تضامن رمادي

وإذا كان اعتقاد البعض داخل «التيّار» أنّ أداء باسيل «تسبّب» بعقوبات بحقّه، فهم بالتالي لا يجدون أنفسهم مُجبرين على الوقوف في موقع المُتضامن معه، عكس ما يشهرون. هذا ما تجلّى عند غياب الكثير من النواب عن المشهد إثر صدور العقوبات.

 

يشير مُتابعون إلى أنّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون استدعى عدداً من نواب «التيّار» إلى القصر الجمهوري في الليلة نفسها من صدور العقوبات. كان عتب «فخامته» كبيراً على سيمون أبي رميا وآلان عون وإبراهيم كنعان، لعدم إصدارهم بياناً واحداً يستنكرون فيه التصعيد الأميركي تجاه رئيسهم. ينفي هؤلاء حصول هذا اللقاء لا من قريب ولا بعيد، مشيرين إلى أنّ تضامنهم مع باسيل طبيعي وبديهي، فهو، بالإضافة إلى كونه ظُلِمَ، فإنّه رئيس تيارهم السياسي. ولكن من يُتابع حسابات النواب الثلاثة على «تويتر» يتأكّد من أنّ تضامنهم كان «فاتراً». ويبدو واضحاً أنّ محرّكات الماكينة «التويتريّة» عملت صباح اليوم التالي، ليغرّد أبي رميا وكنعان وعون. وهؤلاء لم يعلنوا تضامنهم مع باسيل، بخلاف ما فعل مثلاً أمل أبو زيد وغسّان عطا الله والياس أبو صعب وسيزار أبي خليل. لكنّهم بدلاً من ذلك، أدلوا بمواقف فضفاضة من دون الإتيان على سيرة العقوبات بشكلٍ مباشر.

إذاً، سكبت العقوبات الأميركيّة في الكأس الملآى أصلاً. لكن اليوم تغيّرت الحسابات، إذ إنّ البعض يُؤكّد أنّ إمكانيّة زيادة الضغط على «التيار الوطني الحر» ستدفع بالكثير من «العونيين» إلى الهرب بغية النفاد بجلدهم. يلفتون إلى أنّ الكثير من النواب العونيين وحتّى المقربين من باسيل يملكون مصالح في الخارج، وآخرين يحملون جنسيّات غربيّة، فمَن مِن هؤلاء سيكون بمقدوره الوقوف في وجه أميركا؟

 

العلاقة مع «حزب الله»... ضرورة

في المقابل، لا يرى مُتابعون أنّ لخصوم باسيل داخل «التيّار» أي خيارات. فهم أضعف من قلب الطاولة بوجود ميشال عون، وهم بالأصل كبّلوا أنفسهم بطموحاتهم. لكلّ منهم حساباته السياسيّة، إذ يتحدّث بعضهم بثقة عن أنّه سينافس باسيل على كرسي رئاسة الجمهوريّة. ولذلك، هم «يربّطون» مع الداخل والخارج لتعبيد الطريق نحو بعبدا.

 

وعليه، لا يرى هؤلاء أنّ قلب الطاولة داخل «التيّار» أو المطالبة بفك الارتباط مع «حزب الله» يصب في مصلحتهم، بل على العكس من ذلك. بعضهم يعتقد أنّ الإبقاء على التواصل مع «الحزب»، ولو عبر المؤسّسات الدستوريّة يعني رفع حظوظه الرئاسيّة، فيما يؤكّد بعضهم الآخر أنّهم أكثر من باسيل حرصاً وصدقاً في الحفاظ على التفاهم مع «حزب الله».

 

مع ذلك، لا يتوانى البعض عن التصفيق لفتح باسيل النقاش حول مراجعة ورقة التفاهم، داعين في المقابل إلى عدم ربطها بتوقيت العقوبات، على اعتبار أنّ السيّد حسن نصر الله أعلن في خطابه الأخير ضرورة مراجعة التفاهم.

 

وفي هذا الإطار، يشير آلان عون إلى أنّ «المراجعة ضرورية لنعرف أين نجحت وأين أخفقت، لكن المهم أن تتحدّد آلية المراجعة»، مشدداً على «أهميّة إبقاء التواصل المستمر مع حزب الله». بالنّسبة إلى عون، فإنّ «اتفاق مار مخايل» نجح في إيصال «التيّار» إلى السّلطة، لكنه لم يُفلح في إنجاح مشروع الحكم ليكون على قدر الطموحات.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

Advertisement
المصدر: الأخبار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك