Advertisement

لبنان

الطبيب الطرابلسي من محسود إلى محجور فمحارب للكورونا فمهاجر

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
28-01-2021 | 01:35
A-
A+
Doc-P-788485-637474199782934031.jpg
Doc-P-788485-637474199782934031.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كثيرا ما قيل في طرابلس أن الأطباء محظييون مرتاحون ماليا، وقد تسابق الناس في سرد أخبارهم والحديث عن كشفياتهم العالية وارتباط معظمهم بالمستشفيات تجاريا او إداريا .
وربما انطلق الطرابلسيون في "خبرياتهم " وانتقاداتهم من عادات الطرابلسيين القدامى الذين عرفوا أطباء "دراويش" قدموا هم الدواء للمرضى. وفي التاريخ الطرابلسي أسماء كثيرة من الأطباء الطيبين.
Advertisement

وأمس القريب مع تصدع المنظومة الإقتصادية اللبنانية وتراجع قيمة الليرة الشرائية تبدلت الأحوال وصار الطبيب عرضة لنتائج الأزمة المالية التي تدفعه للهجرة، حيث تسجل البيانات رحيل عدد لا بأس به من الأطباء إلى الخارج بحثا عن ظروف افضل للعمل .
ثم جاء كورونا فوضع فريقا كبيرا من الأطباء الطرابلسيين في مواجهة الفيروس في العيادات والمستشفيات والمراكز الطبية، وهناك واجه الطبيب لا الفيروس فحسب بل هاجس الخوف والقلق وربما الرعب من الوباء القاتل.

إلى "لبنان24" تحدث نقيب الأطباء الأسبق في طرابلس والشمال نبيل فتال بلسان العارف بأمر الأطباء والناس "العشرة الها حق"، وشرح لنا بإسهاب كيف أنه من الواقعية بمكان أن يأخذ الطرابلسييون مسألة التعاطي مع الفيروس بمسؤولية، صحيح انه اصطناعي لكنه قاتل يصيب الناس، وضحاياه في مجتمعنا يتزايدون للاسف . ونحن كاطباء نقوم بواجبنا. هي مسألة بديهية ان نمارس مهنتنا بمسؤولية ولا نرتاح عمليا للناس الذين يتعاطون باستسهال مع الخطر الداهم. اننا نرى بقلق عدم المبالاة وهذا يسبب لنا مشاكل كبيرة كاطباء ونحن نتطلع إلى مرور هذه المرحلة ونسأل الله الحماية لمجتمعنا.

حالة رعب
ويروي النقيب فتال سيرة الأطباء الأخصائيين لاسيما بالأمراض الجرثومية حيث يواجه هؤلاء الفيروس وجها لوجه .." نحن بصدد حالة رعب حقيقية. المشهد لا يمكن أن نصفه بعبارات عادية. هي مواجهة شرسة والأطباء يبذلون أكثر من طاقتهم. انهم لا يتوقفون عن العمل فعلا وهذا يستمر منذ سنة كاملة. لا يمكن لأحد أن يصف حال الأطباء. عن بعد المشهد في المستشفيات قاس جدا فالاطباء في حالة حرب يخسرون أحيانا ويقضي المريض بين أيديهم بعد عناء هل يمكن لك ان تتخيل ذلك ؟ أعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن يفعل إلا من يواكب الأطباء يوميا. طرابلس بجهازها الطبي في معركة لا تتوقف على مدار الساعة ومنهم من لا يخلع قناعه على مدى ايام " .

هجرة الأطباء
وعن هجرة الأطباء يقول فتال : "للاسف نعم غادر بعض من زملائنا وهي ظاهرة مؤسفة، عادوا إلى حيث تعلموا، وهجرتهم قاسية، وآخرون يتحضرون للرحيل أيضا. لم يعد هناك في لبنان ما يوفر لأي كان، لأي لبناني عامل الثقة بأن يبقى، لا أعتقد أن هناك من يخالفني الرأي، والطبيب تلزمه الظروف وهي تحكم حياته ويومياته. إذا قرار الرحيل موجود وينفذ، للأسف هذا ما يحصل .
يختم النقيب فتال: "الطبيب لحم ودم وهو جزء من مجتمعه، والمجتمع اللبناني بأسره قتله سعر الصرف حطم قدراته وقزم مدخوله. هذا حقيقي .

صابونة
الدكتور سعد الله صابونة لفت بداية في حديثه إلى "لبنان24" الى الهاجس النفسي والجسدي للطبيب وقال كل فرد منا إنسان معرض لخطر المرض ونحن بصدد وباء قاتل، وعدد الاصابات عند الأطباء في تزايد كذلك هناك وفيات. من هنا يشكل العامل النفسي مسألة فيها نظر بل هي أساسية فالطبيب يبذل طاقته كاملة لا شيء يمكن الطبيب من التعاطي العادي، برأيي كل الأطباء يعيشون هاجسا واحدا هذه الأيام .

وردا على سؤال يقول: "الوقاية رفيقة الطبيب قبل كورونا وبعده. في العيادة مثلا تتراوح نسبة الاحتراز كل حسب الاختصاص وخطره، وهنا تحضر مسألة إلزام المريض بالكمامة عند الدخول والزام المرافقين له. الماسك صار سلاح دفاع أساسي لدى الطبيب. الماسك الطبيn95 او يرتدي الواحد منا كمامتين وذلك في حال كان المريض يعاني من حرارة او عوارض التهابات تنفسية. هنا نطلب منه اجراء فحص pcr او صورة صدرية في المستشفى قبل معاينته لان العوارض قد تبدو متشابهة مع كورونا وهذا هو البروتوكول اليوم ، وكما هو معلوم فالمستشفيات أصبحت تطلب اجراءpcr قبل دخول المريض إلى المستشفى وهذا يحمي الطبيب و المرضى الموجودين بصفة عامة ولكن هناك إختصاصات وعمليات تعرض الطبيب اكثر للعدوى مثل الأنف والأذن والحنجرة واطباء الأسنان الذين اغلبهم اما يرتدون جميع وسائل الوقاية او توقفوا عن العمل... ولا بد أن نذكر ان العديد من الأطباء خففوا دوامهم في العيادات او في المستوصفات.. حتى انهم خفضوا عدد العمليات خوفا من العدوى.

وعن تحمل المجتمع الطرابلسي مسؤولية الى جانب الجسم الطبي يقول : المجتمع الطرابلسي بجميع فئاته الاجتماعية ينقسم بين المؤمن بالمرض وغير المؤمن به وهذا ما أدى إلى الزيادة المخفية بعدد الاصابات.. وللاسف كثيرا ما نلاحظ أن العديد يدخلون السوبرماركات دون كمامة حتى مع الاغلاق العام حيث لا التزام في بعض المحلات التجارية... ومن المستغرب انك اذا دخلت إلى مكان غير ملتزم وحاولت إعطاء النصيحة تلام بقساوة. وأعتقد اننا لغاية اليوم في طرابلس بالرغم من الالتزام بالاغلاق ما زلنا نعاني من آلمستهترين بصحتهم وصحة من حولهم....
وعن هجرة الاطباء يقول : نعم هناك هجرة للعديد من أطباء طرابلس والعديد من الزملاء هاجروا والمتبقي ينتظر فرصة للهجرة ، والباقون لولا الظروف عالائلية غير المؤاتية لكانوا تركوا البلد والسبب ارتفاع الدولار فقد أصبحت المعاينة لا تتعدى ٨ دولار كذلك تراجعت قيمة العمل الجراحي والطبي مع ارتفاع الدولار ناهيك عن الازمة الاقتصادية وهنا اقول ان أغلبية الأطباء في طرابلس وحتى في كل لبنان تدنى مستوى دخلهم إلى ٨٠ او ٩٠ بالمئة ما عدا بعض الاختصاصات. من هنا أتت الهجرة قال الدكتور صابونة وغالبيتها إلى الخليج العربي.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك