Advertisement

لبنان

مرضى عم يوصلوا على الآخر.. القطاع الاستشفائي: المرحلة الأخيرة قبل الانهيار الشامل!

Lebanon 24
21-10-2021 | 00:11
A-
A+
Doc-P-877365-637703939047107973.jpg
Doc-P-877365-637703939047107973.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتبت راجانا حمية في "الأخبار": 40 % من أسرّة المستشفيات باتت شاغرة. هذا الشغور ليس دليل صحة، بل على القعر الذي وصل إليه القطاع الاستشفائي بسبب الأزمة الاقتصادية - المالية وتبعات انهيار الليرة، ما أدى إلى تسعير الخدمات الطبية، بما فيها المستلزمات والأدوية، بسعر السوق السوداء. يعني هذا أن الحق في الطبابة بات لـ«الأرستقراطيين»، أما الفقراء ومتوسطو الحال فلا يصلون إلى المستشفيات إلّا «على آخر نفس»

 

يمرّ القطاع الصحي الاستشفائي بأسوأ أزماته، فلا هو قادر على الاستمرار، ولا على التوقف عن تقديم الخدمات الطبية لمرضاه. «الموت السريري» هو التوصيف الأقرب لما تعانيه المراكز والأقسام الأساسية في القطاع، فيما يتخوّف المعنيون فيه من بدء المسير نحو الانهيار الشامل، والذي قد يُترجم بإقفال مراكز صحية ومستشفيات.

 

الأسباب كثيرة لما آلت إليه الحال، لكن ما يجمعها كلها الأزمة الاقتصادية - المالية التي تتمدّد كخلايا سرطانية. إذ انسحب انهيار القدرة الشرائية لليرة على كل ما يخصّ هذا القطاع، سواء ما يتعلق بأسعار المستلزمات والمعدات الطبية التي بات معظمها يسعّر بالدولار أو بليرة السوق الموازية، أو ما يتعلق بفوارق فواتير الاستشفاء بين تعرفة الصناديق الضامنة وتعرفة الخدمة الطبية في المستشفيات.

 

عملياً، دخل القطاع الصحي الاستشفائي المرحلة الثانية من الانهيار. الانهيار الملموس. لا أدوية. لا مستلزمات طبية. لا محروقات. لا مخزون لكل من هذه المتطلبات يكفي لمواجهة أي أزمة حادّة على شاكلة انفجارٍ ما أو عودة أزمة «كورونا». يضاف إلى تلك اللائحة التي تُبعد القطاع الاستشفائي عن مواصفات ما كان عليه يوماً كـ«مستشفى الشرق الأوسط»، الهجرة المستمرة للأطباء والممرضات والممرضين ما أدى إلى إلغاء عدد من الخدمات الطبية وصولاً إلى إقفال أقسامٍ علاجية بحالها في بعض المستشفيات.

 

كل تلك الأسباب أوصلت إلى الخلاصة التالية: 40% من الأسرّة في المستشفيات باتت شاغرة، بعدما خفّ الطلب على الاستشفاء أخيراً. وقد دفع هذا الشغور بعددٍ من المستشفيات إلى إقفال بعض الأقسام التي باتت فارغة كلياً تخفيفاً للتكاليف. تتمة هذه الخلاصة، هو أن الخدمة الاستشفائية تستحيل شيئاً فشيئاً لتصبح للأغنياء فقط. إذ لم يعُد في متناول «الطبقات» الأخرى تحصيل الحق في الطبابة، بعدما أصبحت فروقات الفاتورة الاستشفائية بالملايين. وهو ما يعيد التذكير بتصريح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، قبل أشهر عندما قال إن المستشفيات لاحقاً لن يدخلها سوى الأغنياء. وها قد أتى «لاحقاً» الذي بات فيه الفقراء يصلون إلى المستشفى «على آخر نفس»، وبعد أن يستنفدوا الطاقة على تحمل الأوجاع. وهو ما حدث بالفعل مؤخراً في أحد المستشفيات الخاصة، حيث توفي شاب في قسم الطوارئ بعد ساعةٍ من وصوله إليه، وقبل أن تنتهي الفحوص الطبية التي بيّنت إصابته بتمزّق في أحد شرايين القلب. انتظر الشاب أسبوعاً كاملاً يتناول المسكنات لتخفيف الأوجاع، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى. لم يعُد هذا مشهداً استثنائياً، إذ يؤكد هارون أن المستشفيات بدأت تشهد «وصول حالات متقدّمة في خطورتها. وهناك مرضى عم يوصلوا على الآخر».

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك