Advertisement

لبنان

"صمت مطبق".. "الوطني الحر" ينأى بنفسه عن الأزمة مع الخليج؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
02-11-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-881732-637714460610032284.jpg
Doc-P-881732-637714460610032284.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي: 
 
في "مفارقة" لافتة، هي الأولى منذ انطلاقة "العهد"، مرّت ذكرى انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون دون "طنّة ورنّة"، رغم كونها الأخيرة قبل انتهاء الولاية الرئاسيّة، حيث لم يوجّه الرئيس كلمة إلى اللبنانيّين في المناسبة، ولا أطلّ في مقابلة تلفزيونيّة كما دأب على أن يفعل، فيما اكتفى رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل بتغريدة "مبطنة" بدت لكثيرين "حمّالة أوجه".
Advertisement
 
لعلّ السبب في هذا "الصمت الرئاسي" عن الكلام يكمن في "المصادفة" التي تمثّلت بتزامن ذكرى انطلاقة "العهد" مع الأزمة "التاريخية" في العلاقات بين لبنان ودول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ومساعي "الاحتواء" القائمة على قدم وساق، والتي يقودها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ويواكبها رئيس الجمهورية بالتنسيق المباشر معه، بحثًا عن "مَخارِج" تعيد العلاقة إلى سابق عهدها.
ولعلّ ما يعزّز من دلالات "الصمت الرئاسي" أنّه يترافق مع "صمت" آخر من جانب قيادة "التيار الوطني الحر"، المتّهَمة بالوقوف "على الحياد"، أو بالحدّ الأدنى، اعتماد السياسة التي لطالما "تحفّظت" عليها، أي "النأي بالنفس"، إزاء الأزمة مع الخليج، حيث لم يصدر عنها أيّ موقف واضح وحازم، باستثناء ذلك الذي ورد في بيان هيئته التأسيسية قبل أيام، وانحصر في "العموميات" إلى حدّ بعيد.
ما هو موقف "التيار"؟
يثير موقف "التيار" من الأزمة المستجدّة مع الخليج الكثير من علامات الاستفهام، علمًا أنّ هناك من يشبّه الأزمة الحالية، بأخرى نشبت قبل سنوات، تسبّب بها رئيسه جبران باسيل نفسه، حين كان وزيرًا للخارجية، ولو أنّها لم تصل وقتها إلى الدرك الذي وصلت إليه اليوم، ولا بلغت هذه "الذروة"، علمًا أنّ هناك من يحمّل "العهد" مسؤولية الأزمة المستجدّة، التي باتت "تتجاوز" تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، باعتراف جميع الأطراف.
يرى البعض أنّ "التيّار" ربما وجد نفسه، انطلاقًا ممّا سبق، في موقف لا يُحسَد عليه، فهو من جهة "جزء من المشكلة"، بحسب بعض القراءات التي يعبّر عنها المقرّبون من السعودية، وهو من جهة ثانية، جزء من الحلّ المفترض، لأنّه يدرك أنّ تخلّي دول الخليج عن لبنان، ومضيّها في إجراءاتها التصعيدية، ليس أبدًا في مصلحته، وهو الذي كان يسعى إلى "استثمار" الحكومة الحالية لتعويض "ما فات" من عمر "العهد".
وإذا كان المحسوبون على "التيار" ينفون وقوفه "على الحياد"، مستدلّين بالدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية، الذي ينسّق في الشاردة والواردة مع رئيس الحكومة، في محاولة لـ"احتواء" الخلاف، فهم يؤكدون في الوقت نفسه أنّ "التيار" هو مع علاقات "ممتازة وطبيعية قوامها الاحترام المتبادل" مع دول الخليج، ويذكّرون في هذا السياق بأنّ أولى زيارات رئيس الجمهورية الخارجية كانت إلى السعودية، مع ما لذلك من رمزية يفترض التوقف عندها. 
أولويّات مختلفة؟!
 
رغم ذلك، من الواضح أنّ "التيار" يرسم لنفسه "مسافة" عن الأزمة المستجدّة، ويتفادى "مقاربتها"، على الأقلّ في العلن، وهو ما يفسّر البعض بـ"خشية" من أن يؤدّي أيّ موقف يصدر عن قيادته لتكبير "المشكل" أكثر، أو أن يؤدي إلى المزيد من "الخسائر الشعبية" على أعتاب الانتخابات النيابية المقبلة، والتي يرى كثيرون أنّها "مفتاح" الحلول لمعظم الأزمات، إذا ما حصلت في موعدها، ولم يتمّ "التفريط" بها.
لكن، في مقابل هذه الخشية، ثمّة "امتعاض واضح" في صفوف "العونيّين" من أداء بعض القوى السياسية، وهم في هذا السياق يوجّهون "نقدًا شديدًا" لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، الذي رهن أزمة "مصيرية" بحجم الأزمة الحالية بالصراع مع رئيس الجمهورية، حين قال إنّه ليس ضدّ استقالة وزير الإعلام مبدئيًا، لكنّه يرفض أن يضعها بعهدة الرئيس، "فيبيعها الأخير للسعوديين"، وفي هذا الموقف، وفق ما يرى "العونيّون"، "تغليب للنكايات الشخصية على حساب المصلحة الوطنية العُليا".
وأبعد من ذلك، ثمّة من يتحدّث عن "أولويات مختلفة" يركّز عليها "العونيّون" هذه الأيام، فبمُعزَلٍ عن المسار الذي يمكن أن يسلكه الملفّ الانتخابي، تبقى "البوصلة" بالنسبة إليهم واضحة، وأساسها الاستحقاق الانتخابي، في ظلّ التحضير للطعن بالتعديلات التي أقرّها مجلس النواب أخيرًا، وفي ضوء "المعركة" المتواصلة مع رئيس المجلس نبيه بري، والتي لم تنتهِ فصولاً بالنسبة إلى "العونيّين"، ولو طغت عليها الأزمة مع الخليج.
لا شكّ أنّ الأزمة مع الخليج لا تصبّ في صالح أحد في لبنان، ولا سيما "العهد"، الباحث عن إنجازات يفتتح بها سنته الأخيرة. لهذا السبب ربما، وفق ما يقول بعض المطّلعين على تطورات الساعات الأخيرة، فضّل "التيار" الصمت إزاء الأزمة، ليس للتقليل من شأنها، أو تجاهلها، ولكن لترك "الوساطات" تفعل فعلها، وتفاديًا لأيّ "خطأ غير محسوب"، من شأنه أن يعقّد الأمور أكثر ممّا هي معقّدة أصلاً!
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك