Advertisement

لبنان

إستباقًا للانتخابات... الأزمة مع الخليج تعيد رسم "الخريطة السياسية"!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
04-11-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-882537-637716270244108608.jpg
Doc-P-882537-637716270244108608.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي:
 
تتواصل المساعي لـ"احتواء" الأزمة الناشبة مع دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، على خلفيّة تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي السابقة لتولّيه منصبه، فضلاً عن تراكمات تتجاوزه عمليًا ترتبط بنفوذ "حزب الله" في لبنان، وفق ما يقول السعوديون، وهي يُفترَض أن تتكثّف في الداخل اليوم مع عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الخارج، حيث حصد "دعمًا دوليًا متجدّدًا" للحكومة.
Advertisement

لكنّ هذا الدعم لا يكفي، وفق ما يؤكد العارفون، فميقاتي يريد أن يقترن بحلّ للأزمة مع الخليج، يعيد العلاقة مع السعودية وغيرها إلى سابق عهدها، أو بالحدّ الأدنى إلى "هدنة" ما قبل التطورات الدراماتيكية الأخيرة، التي ارتقت إلى مستوى "القطيعة الدبلوماسية"، والتي لا تزال مرشحة إلى التفاقم أكثر، وفق ما "يبشّر" الكثير من "فاعلي الخير" ممّن يتكهّنون سلفًا بإمكانية وصول الأمور إلى حدّ "قطع العلاقات" نهائيًا.

وإذا كان ميقاتي، شأنه شأن الغالبية العظمى من اللبنانيين، يسعى لعلاقات "صحية وطبيعية" مع دول الخليج، لإدراكه بأنّ تخلّي هذه الدول عن لبنان سيترك تداعيات جمّة على الوضع، ولن يسمح أساسًا للحكومة بأن تمضي في "خريطة الطريق" التي تعهّدت بها لبدء مشروع "الإنقاذ" غير الميسَّر، فإنّ الواضح أنّ "الانقسام" اللبناني عاد ليتصدّر المشهد، من وحي الأزمة الأخيرة، سواء في الوضع العام، أو في الحكومة نفسها.

انقسام داخل الحكومة

بمجرّد بدء الأزمة مع الخليج، بدأت "الخريطة السياسية" في البلاد تتعدّل شيئًا فشيئًا، ليظهر معسكران مضادان، يختلفان إلى حدّ بعيد عمّا كان قائمًا قبل أيام قليلة، وقد ترجم ذلك انقسامًا حتى داخل الحكومة، بين الوزراء أنفسهم، وفقًا للانتماءات السياسية لكلّ منهم، رغم أنّ البيان الوزاري كان يكفي لتحقيق الأدنى من "التضامن الوزاري"، بعدما نص بوضوح على إقامة "أفضل العلاقات" مع الدول العربية، ولا سيما دول الخليج.

ولعلّ مطلب "استقالة" وزير الإعلام جورج قرداحي شكّل بندًا خلافيًا أساسيًا في الحكومة، إذ اعتبره فريق وزاريّ واسع، يقوده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بموافقة ضمنية من رئيس الجمهورية ميشال عون و"التيار الوطني الحر"، "شرطًا" للبحث في أيّ "مَخارِج" محتملة لتسوية الأزمة، رغم عدم وجود "ضمانات" بأنه سيكون كافيًا لحلّ المشكلة، أو أنّه حتى يمكن أن يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المعادلة، إلا أنّه قد يشكّل بهذا المعنى بادرة "حسن نيّة".

في المقابل، برز فريق قوامه "حزب الله" و"حركة أمل" و"تيار المردة" ذهب بعيدًا في التصعيد المضاد رفضًا لاستقالة الوزير الآتي من حصّة الأخير، وقد عبّر "حزب الله" بوضوح عن هذا الموقف برفعه السقف، لا سيّما في بيانه الأول، حين رفض أيّ دفع نحو استقالة أو إقالة الوزير، منوّهًا على النقيض بما وصفها مواقفه "الشجاعة"، ومتناغمًا معه لناحية رفض "الخضوع للابتزاز" الممارَس من هنا أو هناك!


أدبيّات قديمة تعود للمشهد

وإذا كان من المتوقّع أن يعمل رئيس الحكومة على إعادة "ترتيب" الوضع الحكوميّ، لا سيّما أنّ جميع الأفرقاء، رغم الخلاف والتباين، متفقون على وجوب "صمود" الحكومة في وجه "التحديات" الصعبة، ولو أنّ بعضهم "زايد" في التلويح باستقالة "جماعية" مقابل استقالة الوزير المعنيّ، فإنّ التداعيات السياسية للأزمة مع الخليج لم تنحصر بالوضع الحكوميّ، بل امتدّت إلى "الخريطة السياسية" العامة.
 

هكذا، كان بالإمكان رصد "لغة نارية" في خطاب "تيار المستقبل" إزاء "حزب الله" بعد فترة طويلة من "السكينة والهدوء"، إن جاز التعبير، وقد ترجم ذلك بالبيان التي أصدرها التيار "الأزرق" منذ اليوم الأول، سواء ردًا على قرداحي، أو ردًا على بيان الحزب "الدفاعي" عنه، وقد استعاد "المستقبليّون" مع هذه البيانات أدبيّات غابت عن المشهد لفترة طويلة، رغم أنّ الرئيس سعد الحريري كان يؤكّد دومًا أنّ خلافه مع الحزب مبدئي وثابت، وأنّ "المساكنة" معه لا تعني الموافقة على أدائه، أو "التطبيع" معه إن جاز التعبير.

إلى الانتخابات دُر. هكذا، يبدو مرّة أخرى أنّ الاستحقاق الانتخابي المفترض، رغم كونه مهدَّدًا بالتطيير أكثر من أيّ وقت مضى على وقع الأزمات المتفاقمة، يتحكّم بالشاردة والواردة في الداخل اللبناني. لعلّ هذا الاستحقاق بالتحديد ما "يصعّب"، بل "يعقّد"، مهمّة "التسوية" على خط الأزمة اللبنانية الخليجية، في ظلّ بحث معظم القوى السياسية عمّا يرضي "جمهورها"، مغلّبة بذلك "الشعبوية" على "المصلحة العليا"!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك