Advertisement

لبنان

"رسائل" محاولة اغتيال الكاظمي في العراق.. كيف "يتلقّفها" لبنان؟

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
08-11-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-883959-637719715629068627.jpg
Doc-P-883959-637719715629068627.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي:
 
من العراق إلى لبنان، مرورًا بمعظم "الساحات" المعروفة بـ"ديناميتها" بصورة عامة، يبدو أنّ "التصعيد" سيّد الموقف في المنطقة هذه الأيام، فالأحداث تتسارع، والتطوّرات تأخذ منحى دراماتيكيًا في الكثير من جوانبها، كما حصل في لبنان مع "تفاقم" الأزمة غير المسبوقة مع دول الخليج، وتوّج في العراق مع محاولة الاغتيال المفاجئة التي تعرّض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بطائرة مسيّرة استهدفت مقرّ إقامته.
Advertisement
 
صحيح أنّ "الغموض" يكتنف محاولة اغتيال الكاظمي، التي لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عنها، وتنصّلت لها منها معظم الجهات، على وقع موجة إدانات واستنكارات "جمعت الأضداد"، إن جاز التعبير، إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّها جاءت في توقيت حسّاس، وربما غير بريء، على وقع سلسلة من الاستحقاقات والتطورات الجوهريّة والمفصليّة، سواء منها ما هو محصور في العراق، أو ما يتعدّاه ليشمل المنطقة بشكل مُطلَق.
 
بهذا المعنى، ثمّة من وضع محاولة اغتيال الكاظمي سريعًا في سياق "التوتر" الذي تشهده بغداد منذ أيام، في ضوء الاحتجاجات والتظاهرات التي تنظّمها قوى سياسية موالية لإيران رفضًا لنتائج الانتخابات النيابية المبكرة، والتي تحوّلت قبل يومين إلى "صدامات دموية"، ارتفع معها سقف الخطاب "التخويني" بين مختلف الأطراف، لكن ثمّة أيضًا من أعطاها تفسيرات أعمق، على بُعد أسابيع، وربما أيام، من "إحياء" المحادثات النووية في جنيف.
 
"رسائل ملغّمة"
 
هكذا، وُضِعت محاولة اغتيال الكاظمي في إطار يتجاوز شخص الرجل، رغم كلّ السمات التي يتمتّع بها، وهو المعروف بقربه من الجميع، وعدم معاداته أيّ فريق، علمًا أنّه نجح في الأشهر القليلة الماضية في تحقيق "خرق" على خط العلاقات السعودية الإيرانية، بعدما جمع الرياض وطهران على طاولة "التفاوض" العراقية في أربع جولات، يُعتقَد أنّها "جمِّدت" على وقع الانتخابات العراقية وما رافقها من التباسات لم تنته فصولاً بعد.
 
من هنا، تُقرَأ "رسائل" محاولة الاغتيال من خلال "الاشتباك" الداخلي الدائر في العراق مؤخّرًا، والذي يعكس في جانب أساسيّ منه "الاشتباك" الإقليميّ الأوسع منه، فالانتخابات النيابية المبكرة التي أرادها الكاظمي وحكومته "حلاً"، تحوّلت "أزمة"، بعدما أفرزت خريطة سياسية مخالفة للتوقعات، فتداعت الجهات الخاسرة، ولا سيما الحليفة لإيران، لاتهام السلطات بـ"التزوير"، ورفض التسليم بالنتائج "مهما كان الثمن".
 
ولعلّ ما يعزّز هذه "الفرضية" أنّ محاولة الاغتيال لم تأتِ سوى بعد "تفاقم" الأزمة الناتجة عن الانتخابات وملابساتها، مع خروج الأمور عن مسارها، وسط "تبشير" بفوضى غير بنّاءة في الشارع، مهّدت لها مظاهرات ما سُمّيت بـ"جمعة الفرصة الأخيرة"، وما تلاها من اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وسط اتهامات وجّهتها بعض الجهات إلى الكاظمي مباشرة بالوقوف خلف "أمر" بإطلاق النار على الجموع.
 
بين لبنان والعراق
 
هكذا، جاءت محاولة اغتيال الكاظمي في سياق "اشتباك" وصل إلى ذروته بين "معسكرين" داخل العراق، أحدهما يوالي إيران، والثاني مناهض لها، في "مشهدٍ" يخشى كثيرون أنّه يحمل في طيّاته الكثير من "أوجه الشبه" مع لبنان، حيث يدور صراع غير خفيّ منذ أسابيع، بين المعسكرين نفسهما تقريبًا، ولو اختلفت العناوين، علمًا أن "مشهدية" الصدام في الشارع جُرّبت في لبنان أيضًا في الآونة الأخيرة.
 
لذلك، يقول العارفون إنّ على لبنان أن يقرأ بتمعّن "رسائل" محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، والتي تؤشّر بوضوح إلى أنّ "التصعيد" الذي تشهده المنطقة قد لا يكون "محمودًا" على الإطلاق، لا سيّما أنّ لبنان كما العراق يمكن أن يشكّل "ساحة" لتبادل الرسائل الإقليمية، فضلاً عن كونه كما العراق أيضًا، ساحة لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما تسبّب أساسًا بالأزمة الدبلوماسية مع الخليج، التي تعقّد الوضع ولا تسهّله.
 
استنادًا إلى ما تقدّم، قد يكون المطلوب من اللبنانيين في الأيام المقبلة "خفض" سقف التصعيد إلى حدوده الدنيا، خلافًا لما شهدته عطلة نهاية الأسبوع من استمرار للغة "الاتهام والتخوين"، وبالتالي أخذ "العِبرة" من تطورات العراق، عبر "تغليب" منطق التفاوض والحوار والوساطة، على منطق "النكايات والاتهامات"، الذي لا يمكن أن يقود سوى إلى منحدرات خطيرة، قد يكون "المتربّصون بالأمن" بانتظارها، بكلّ بساطة.
 
ثمّة من قارن بين محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، وجريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، باعتبار أنّ "الأهداف" التي أرادها "المخطّطون" قد تكون نفسها، أو بالحدّ الأدنى، "الرسائل" التي أريد إيصالها. لعلّ هذه المقارنة، سواء صحّت أم لا، يفترض أن تكون "حافزًا" أكثر من كافٍ للبنانيين لوضع حدّ لمهزلة التعطيل والتصعيد، تفاديًا للعودة بعقارب الساعة إلى مرحلةٍ جرّت "الويلات" على البلاد والعباد! 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك