ليس تفصيلا، ما يحصل من تطبيع للعلاقات بين دول الخليج وسوريا، بل ان هذا التطور سيكون له الدور الاكبر في اعادة تحديد دور سوريا الاقليمي وتجديده ولعله سيكون مقدمة جدية لعودة سوريا سياسيا الى الساحة اللبنانية، بغض النظر عن حجم هذه العودة.
يعتبر البعض ان الهدف الخليجي هو ادخال سوريا مجددا الى لبنان لان الامر سيؤدي الى تضارب المصالح بين دمشق وحزب الله، وهذا ما سيحقق امرين، الاول خلاف بين الطرفين والثاني تولي سوريا محاربة الحزب في لبنان او تحجيمه .
لكن بعيدا عن المساعي والاهداف الخليجية، تبدو سوريا راغبة في استعادة دورها في لبنان، خصوصا وأنّ العبء العسكري الاساسي في الحرب السورية قد تم التخلص منه وباتت استعادة القوة جزءا من المسار الذي يسلكه النظام.
رمزيا، قد تكون خطوة توحيد البعث التي حصلت في دمشق امس،المحطة الاولى في الاعلان عن العودة السورية الى لبنان، وسبقتها قبل اسابيع زيارة وفد درزي كبير الى سوريا اجتمع مع الرئيس بشار الاسد وقبلها زيارة وفد من الحكومة السابقة للتنسيق في شأن استجرار الكهرباء الاردنية.
في الوقت الذي تستعيد فيه سوريا عافيتها بعد الحرب، بدأت تنظم صفوف حلفائها اللصيقين في بيروت، لكن ليس لتكون جزءا من الكباش الحاصل حاليا ، بل جزءا من التسوية المقبلة التي ستطال لبنان حكما.
تعمل دمشق على فتح باب الاتصالات مع شخصيات عديدة من اجل ان يكون لديها مساهمة ولو بسيطة في الانتخابات النيابية المقبلة، كما تعمل على ترتيب اولويات حلفائها ومحاولة تنظيمهم في تحالفات، وهذه المهمة لم يستطع حزب الله النجاح فيها خلال السنوات الماضية.
كما ان دمشق تكرس توصلها مع احزاب سياسية اساسية في لبنان، اذ سيتم الاعلان عن هذا التواصل واظهاره للعلن في الوقت المناسب، الامر الذي قد يشكل نقلة نوعية جديدة للحضور السوري المتجدد في لبنان.