"بيروت ترنّم".. الكثير من الفرح والايمان من لبنان الى العالم

لأنها عصية على الانكسار، بيروت سترنّم للفرح، لكثير من الحياة، حيث لها مع كل معركة، جولة مع الربح، وابواب أوسع للأمل والحب والايمان. لأنّها بيروت، وستصدح موسيقى لكل العالم بالدورة الرابعة عشرة من مهرجان "بيروت ترنّم". 

على الرغم من كل السواد المحيط بتفاصيل حياة المواطن، الاّ انّ فسحة من الامل ستكون بإنتظاره في الاول من كانون الاول 2021 ولغاية 23 منه، بجوقات ميلادية وامسيات موسيقية استقطبت فنانين عالميين لينشدوا الامل من بيروت، واسواقها وكنائسها، إضافة الى نخبة من اهم الفنانين اللبنانيين، بموعد مع مهرجان "بيروت ترنّم".  

"سنضيئ بيروت وساحاتها رغم كل الظلام"، عبارة كافية لتعبر عن حجم الحاجة الى النور في بلد تحطيه الظلمات، إستخدمتها مؤسسة ورئيسة مهرجان "بيروت ترنّم" ميشلين ابي سمرا، لتصف فيها الهدف من الدورة الـ 14 للمهرجان هذا العام. تقول ابي سمرا في حديث لـ"لبنان 24" بإنّ الحياة ستعود الى بيروت وساحاتها واسواقها وكنائسها، "ستعود الى تلك الأماكن التي أصبحت معزولة عن الحياة"، مشيرة الى انّ اول حفلات المهرجان في أسواق بيروت ستكون في 1 كانون الأول مع الفنانة عبير نعمة. تشير ابي سمرا الى أنّه "على الرغم من كل الصعوبات النفسية والسواد، سيبقى صوت الموسيقى اقوى وأعلى، فاولا واخيراً نحن مهرجان غير تجاري ولا نسعى للربح، بل مساحة لاعادة تجديد الحياة، فمن بقي في لبنان ولم يتركه، عليه مسؤولية كبيرة ورسالة اكبر للمحافظة عليها. لذلك وبقدر الإمكانات سنعطي نسخة لامعة عن لبنان، بدأ الاعلام الأجنبي بالاضاءة عليها مع وجود عدد كبير من الفنانيين العالميين، إضافة طبعا الى الموسيقيين اللبنانيين والفنانين وهم أساس هذا المهرجان". 

برنامج المهرجان  

يخصص المهرجان مساحة مهمة للموسيقيين والفنانين اللبنانيين مثل عازفة التشيلو جنى سمعان، وغادة شبير، وغي مانوكيان وماتيو الخضر، وحفل الافتتاح الأول في أسواق بيروت سيكون للفنانة عبير نعمة. 

كما يشارك اثنان من اهم الموسيقيين في إيطاليا، وهنا الفنانين الايطاليين سيرجيو لامبرتو (كمان) وياكوبو دي تونّو (تشيلو). إضافة الى السوبرانو العالمية كارمن جياناتاسيو، والتينور الاميركي جاك سوانسون، والمتزوسوبرانو المصرية فرح الديباني، أول عربية تفوز بجائزة أفضل مغنية اوبرا من اوبرا باريس. وكذلك يضم المهرجان عازف البيانو الفرنسي جونثان فورنيل الحائز على المركز الاول لمسابقة الملكة اليزابيت 2021، وبياتريس بلانكو عازفة التشيلو الاسبانية التي نالت جائزة "Association Suisse des musiciens" والايطالي اندريا اوبيزو عازف الكمان الاول في اوركسترا سانتا سيسليا المرموقة والحائز جائزة الموسيقى العالمية "ARD". 

كما يقدّم المهرجان أمسيتين للأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، الأولى بقيادة المايسترو الروماني يوسيف برونر، والثانية بقيادة المايسترو توفيق معتوق بالتعاون مع المعهد الوطني العالي للموسيقى. 

 

تؤكد ابي سمرا التي تدعو المواطنين الى شراء البطاقات من خلال "فيرجين ميغا ستور"، أنّ البطاقات مجانية ولكن الحجز يضمن للناس اماكنها، وخصوصاً لاتباع المنظمين إجراءات الوقاية بسبب فيروس كورونا، متمنية على الأشخاص الذين يشتروا البطاقات ان يلتزموا بالحضور كي لا تفوتهم أي فرصة لاروع الامسيات والجوقات الميلادية، ، نذكر منها جوقات الجامعة الانطونية وجامعة سيدة اللويزة وجامعة القديس يوسف وجوقة القديس رومانس للروم الارثوذكس وجوقة اسطفانوس المرنّم وجوقة كوسان الأرمنية وجوقة فيلاكوليا بقيادة الاخت مارانا. 

تتابع ابي سمرا: "هذه المحطة تقول للعالم اجمع في لبنان والخارج، اننا لن نقبل بأن يجرنا أحد الى لبنان لا يشبهنا، وهذا نوع من أنواع المقاومة، نحن حتماً سنستمر. المؤكد ان القرار بالاستمرارية رغم كل الظروف كان صعباً ولكن استمرينا لحاجتنا الى الفرح والسلام. واليوم، كل الاعلام الأجنبي يقوم بنقل صورة جميلة عن لبنان، ونحتاج لذلك في لبنان قبل الخارج، كما نحتاج الى التصالح مع أنفسنا، ونبقى منارة الحضارة والتنوع". 

تؤكد ابي سمرا التزام المنظمين باجراءات الوقاية الكاملة لمواجهة كورونا، مع التأكيد على ضرورة الالتزام الشخصي وتحمل المسؤولية بالحفاظ على سلامة الجميع.  

إذا هي مساحة للحب، وكم نحتاج إليه اليوم، لتبقى الموسيقى صادحة وليبقى لبنان المعافى من خيباته المتتالية، منارة ثقافية وابداعية من قلب كل لبناني الى العالم.