Advertisement

لبنان

هذا ما يراهن عليه الرئيس ميقاتي... جلسات مجلس الوزراء لا بدّ من أن تعود

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
19-11-2021 | 02:00
A-
A+
Doc-P-887859-637729090427706261.jpg
Doc-P-887859-637729090427706261.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ماذا تريدون أن يفعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكثر ممّا فعل حتى الآن؟ 
مجلس الوزراء لا يجتمع. كل فريق يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يمتّص ما تبقّى من عافية هذا الوطن. المواطنون يئنون ولا يُلامون. لا دواء، وإن توفرّ فبأغلى الأسعار. المرضى يفضّلون الموت ألف مرّة على أن ينذّلوا في دولة لم تعد كرامة الإنسان تعني شيئًا. الجميع يتذمرّون. "ما في شي ماشي بالبلد". جملة أكثر من مفيدة تسمعها إينما توجّهت. تختصر أزمة شعب ومعاناة يومية لا نهاية لها. 
Advertisement
قبل أن تتشكّل الحكومة، وفي اليوم الأول لتكليفه التشكيل قالها الرئيس ميقاتي ولا يزال يردّدها، وبالأخص في ظل إستمرار الأزمة الحكومية، وفي ظل إستمرار إعتماد سياسة رفع السقوف. "يد واحدة لا يمكنها أن تصّفق". إعتمد في وقتها، ولا يزال، على ما تبقّى من حسّ وطني لدى الطبقة السياسية، ولسان حاله يقول "إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". 
يحاول المستحيل كي لا "تفرط"الحكومة، لأنه يخشى من الآتي. فإذا إنهارت هذه الحكومة، وهذا ما يريده البعض ويعمل له، فسينهار معها كل شيء، ولن يبقى حجر على حجر. تسقط الآمال الواحد تلو الآخر. تسقط إمكانية التغيير من خلال إنتخابات لن تحصل إذا تلاشت الحكومة. الفراغ الحكومي يعني فراغًا على كل المستويات. 
نسمع كثيرًا هذه الأيام تنظيرات من هنا ومن هناك، وأغلبها تأتي من أصحاب النيات السيئة أو أقله ممن يعانون "قصرًا في النظر"، ويقدّمون النصائح، واحدة تنطح أخرى. وآخر هذه النصائح: لماذا لا تستقيل هذه الحكومة طالما هي في حكم تصريف الأعمال؟  
الجواب على هكذا نصائح "خنفشارية" واضح وصريح.ليس نجيب ميقاتي من يستسلم عند أول صعوبة. واجه الكثير من الصعوبات في الماضي. وعلى رغم كل ذلك لا يزال يراهن على أنه لا يزال في البلد كثيرون ممن لا يزالون يُعتبرون "أمّ الصبي"، وهم يريدون أن يأكلوا عنبًا وليس قتل الناطور. فقتل الناطور قد يكون من أسهل الأمور. ولكن إذا مات الناطور فمن يضمن أن تترك الثعالب المنتظرة خارج السياج شيئًا من هذا العنب. 
فوجود حكومة، وإن لا تجتمع إلى حين، أفضل بكثير من لا حكومة. على الأقل يبقى الأمل موجودًا في أن تعاود جلساتها و"تستلحق حالها" قبل فوات الآوان. لا بدّ ن أن يقتنع الجميع أن لا مفرّ في النهاية من الحوار الهادىء والرصين والبعيد عن الإستفزازات و"العنتريات". هذا ما يراهن عليه رئيس الحكومة، وهذا ما بدأ يتلمّس بعض نتائج ما قام ويقوم به من إتصالات محلية وخارجية من أجل التوصّل إلى حلول توافقية تستند إلى المنطق السليم وإلى الواقع، من دون الإنجرار كثيرًا وراء الغرائز، التي غالبًا ما تؤدّي إلى المهاوي والمهالك. 
فإستقالة الحكومة ليست حلًّا. لم ترد ولا مرّة ولن ترد. ومن يراهن على هذا السلوك يأتيهم الجواب: "فتشّوا عن أمر آخر تتسّلون به". 
فالإجتماعات الجانبية التي يعقدها الرئيس ميقاتي مع جميع الوزراء في السراي الحكومي ما هي إلاّ لتسيير عمل المرافق العامة أولًا، وتمهيدًا لعودة جلسات مجلس الوزراء ثانيًا، حيث سيكون كل شيء محضّرًا سابقًا. وهذا ما يُعتبر في العمل الوظيفي إختصارًا للوقت وتحضيرًا لملفات كثيرة ومنعًا لأي مفاجآت. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك