Advertisement

لبنان

عودة: المتحكمون بالشعب جوعوه لتطويعه

Lebanon 24
21-11-2021 | 07:25
A-
A+
Doc-P-888629-637731015295369117.jpg
Doc-P-888629-637731015295369117.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت.
 
وقال عودة: "إن والدة الإله مثال لنا في حرية الرأي، الأمر الذي نفتقده في بلدنا الحبيب لأن إنسان بلدي أصبح يائسا مستضعفا يعاني الفقر والجوع والمرض ويستجدي الدواء والعلم، ولم يعد منشغلا بحريته وكرامته وعنفوانه. أما إذا كان شجاعا وذا رأيٍ حر، والحرية عطية من الله، فيقمع ويعنف ويتنمر عليه، في زمن ساد فيه الفساد والحقد والقوة والبطش والإملاء والإقصاء وكل أنواع الظلم الإجتماعي، تساعدها وسائل التواصل السريعة. رأي شعبنا لم يعد مسموعا عند من أولاهم الشعب ثقته، ومنحهم شرف تمثيله، وقد أصبح صوته مستهانا به، يشرى ويباع أحيانا، لأن المتحكمين بالشعب قاموا بتجويعه لتطويعه كما يشاؤون، وآخر مسمار غرز في نعش المواطن هو رفع أسعار الأدوية، فأصبح مستحيلا على الفقير الذي يصيبه مرض أن يبقى على قيد الحياة، وإذا شاء الشفاء، أجبر على قرع أبواب المتحكمين برقاب الشعب، فيعطى مقابل تقييد حريته وكتم صوته في الإستحقاق الإنتخابي. يقول الرب على لسان النبي عاموس: الويل للذين يمرغون رؤوس المساكين في التراب ويصدون سبيل البائسين (عا 2: 7) ولا يسمعون صوت الصارخين في ضيقهم، أي إن أولئك المتحكمين برقاب الشعب، المسيطرين على أبناء الله، الذين خلقهم ربهم أحرارا، ستكون عاقبتهم وخيمة، لأن الرب القوي، الجبار، سيتصدى لهم، ويحل عدالته فيهم".
Advertisement
 
وختم: "عيد دخول والدة الإله إلى الهيكل هو اكتمال التهيئة لمجيء المخلص، وهو خطوة نحو تحقيق الخلاص الذي طالما انتظره أبرار العهد القديم، الذين عاشوا البر والجهاد الروحي والتضحية والطاعة لوصايا الله، لكنهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض كما يقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (11: 13). جميعنا نزلاء على الأرض ولحياتنا عليها نهاية قبل المثول أمام وجه العلي. وهذه الحياة هي فرصتنا لتنقية الذات والتخلص من كل الشوائب والخطايا وإعداد القلب للقاء المرتقب. المشكلة أن بعض الناس يظنون أنفسهم خالدين ويتصرفون كأن حياتهم لا موت فيها، يعملون من أجل مصالحهم وغاياتهم، يعادون من يخالفهم، يتحكمون بالضعفاء، يجمعون الثروات على حساب الفقير والضعيف، ويعيثون في الأرض خرابا مزهوين بقوتهم وسطوتهم، متناسين أن القوة والعدالة والدينونة لله وحده، غير مدركين أن لا شيء دائما وأن الأحوال تتغير والأيام تتبدل و"أن كثيرين أولون يكونون آخرين وآخرون أولين) كما قال الرب يسوع لتلاميذه (متى 19: 30). ولذلك، لنتعلم القداسة من والدة الإله، ولنجتهد في طاعة الله، والسير بهدي كلامه، حتى ولو بدا تطبيق وصاياه صعبا في مجتمعنا الذي ينخره سوس الفساد والحقد والمصلحة. كونوا مع الله، يكون معكم، آمين".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك