بعد انتهاء عقدها مع الدولة اللبنانية، غادرت الباخرة التركية "أورهان باي" منطقة الجيّة، ظهر اليوم الأحد، وذلك بعد قيامها بتوليد الطاقة الكهربائية منذ نحو 10 سنوات.
هل ستتأثر الشبكة العامة برحيل الباخرة؟
وعقب رحيل الباخرة، طرح الكثير من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات عن تأثير رحيل الباخرة على التغذية الكهربائية.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر في مؤسسة "كهرباء لبنان" لـ"لبنان24" إنّ "الباخرة توقفت عن العمل اعتباراً من أواخر أيلول الماضي، ما يعني أنها لم تنتج الكهرباء أبداً على الشبكة العامة اعتباراً من ذلك التاريخ".
وأوضحت المصادر أنّ "الباخرة أنهت كل المعاملات المطلوبة للرحيل، وقد تم تحريرها من الحوض في الجيّة بعد فصلها عن الشبكة الكهربائية، وانطلقت نحو تركيا عبر جرّار خاص".
وذكرت المصادر أنّ "مجموع القدرة الإنتاجية للباخرتين التركيتين الموجودتين في لبنان (واحدة في الذوق والثانية في الجية)، يصلُ إلى 370 ميغاواط تقريباً (كل باخرة تنتج 185 ميغاوات)"، مشيرة إلى أنّ "انتاج البواخر في الفترة الأخيرة قبل توقفها عن العمل، لم يتعدّ الـ24 ميغاواط، لأن مجموع انتاج كهرباء لبنان كان قليلاً ولم يتجاوز الـ570 ميغاواط حينها".
وأضافت: "فعلياً، كلما قلّ إنتاج معامل كهرباء لبنان، كلما اضطرت البواخر لتخفيض انتاجها والعكس صحيح. ولهذا، فإنه عندما توقفت البواخر عن العمل في أواخر أيلول الماضي، خسرنا قرابة الـ24 ميغاواط عن الشبكة، وهذا الرقم ضئيل في ظلّ الوضع الحالي لانتاج معامل كهرباء لبنان، الذي يتراوح بين 550 و 650 ميغاواط. وبذلك، فإنّ تأثير رحيل البواخر وسط هذا الانتاج يعتبرُ طفيفاً".
وتابعت: "إلا أنه في حال كانت الطاقة الانتاجية على صعيد كل المعامل كبيرة (1200 ميغاواط على سبيل المثال)، فإنّ رحيل البواخر كان سيُحدثُ فرقاً كبيراً لأنها كانت ستولد طاقة أكبر قد تصل إلى 370 ميغاواط من الـ1200 ميغاواط مجتمعة، وهذه نسبة مرتفعة وفي حال تمت خسارتها فسيكون هناك تأثير كبير".
وتابعت: "لذلك، فإن الطاقة التي تقدمها البواخر مجتمعة (24 ميغاواط) لا تؤثر بشكل كبير على الشبكة كون الانتاج ضئيل بطبيعة الحال، وهناك بدائل حالية تعوّض النقص البسيط من الطاقة الذي كانت تقدمه البواخر، وذلك عبر مولدات كهرباء لبنان وخصوصاً المعامل الجديدة، ما يعني أن التغذية حالياً لن تتأثر ولا حتى الشبكة".
وجددت مصادر "كهرباء لبنان" تأكيدها على أنّ "الفيول المرصود للبواخر سيتم تسليمه للمعملين الجديدين في الذوق والجية من أجل الانتاج، علماً أن الطاقة الانتاجية لهما لا تصل إلى مستوى الطاقة الذي تقدمه الباخرتان".