بعد ما يمكن تسميته بالمبادرة الفرنسية والتي ادت الى استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي من منصبه بعد اخذ ورد دام اسابيع، استطاع الرئيس الفرنسي كسر الجليد بين لبنان والسعودية عبر اعلى المستويات، اذ نجح في تحقيق تواصل بين رئيس الحكومة نجيب نجيب ميقاتي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
هذا الاتصال الذي ستكون له تبعات كبرى، اعاد منح الحكومة دفعا سياسيا عربيا لطالما بحثت عنه منذ تشكيلها وكادت تخسره نهائيا بعد الازمة التي حصلت مع دول الخليج بسبب تصريحات وزير الاعلام..
تأمين غطاء عربي للحكومة يمكن ان يكون اهم انجاز فرنسي، استطاعت من خلاله باريس تحقيق خرق جدي يمكن استثماره خلال المرحلة المقبلة في اطار عملية الانقاذ التي يسعى الفرنسيون الى تنفيذها في لبنان ، قبل الانتخابات او بعدها.
كما ان باريس اثبتت قدرتها على التواصل والتفاهم مع جميع الاطراف في لبنان من العهد ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وصولا الى حزب الله وقوى الثامن من اذار اضافة الى رئيس الحكومة، اذ تمكنت من الوصول الى تسوية تعذر الاتفاق عليها خلال اسابيع.
وازنت باريس بين المبادرات الداخلية والمساعي الخارجية التي لعب الفاتيكان فيها دورا جديا في ما يخص حل الازمة اللبنانية مع دول الخليج والحد من تبعاتها السلبية على الواقع النقدي والاقتصادي وحتى السياسي، الامر اثبت تطور الفهم الفرنسي لواقع الحياة السياسية في لبنان.
كما ان فرنسا بدأت التفكر وتحضير الارضية لكي تقود تحركا جديا لحل الازمة الحكومية التي ستؤدي الى مزيد من التدهور في حال استمرت، وعليه من الممكن ان نشهد مبادرة فرنسية مرتبطة بقضية تحقيقات المرفأ تنهي المقاطعة الحاصلة لجلسات الحكومة.