بالرغم من ان دائرة الشمال المسيحية (بشري، زغرتا، الكورة والبترون) اخذت اهمية كبيرة في المرحلة الماضية بسبب وجود قسم كبير من الزعماء المسيحيين فيها، الا ان دائرة كسروان وجبيل لا تزال لها رمزيتها الشديدة على الساحة المسيحية ويمكن للنتيجة فيها ان تكون لها تبعات سياسية.
لا تزال التحالفات غير واضحة في جبيل- كسروان، اذ ان الزعامات المحلية لها وزن سياسي لا بأس به ان كان في قضاء جبيل او في كسروان، كما ان التحالفات السياسية باتت تخضع لكثير من الاعتبارات الطائفية والانتخابية في ظل التبدل النسبي في توجهات الرأي العام.
ينطلق كل من" القوات اللبنانية" و" التيار الوطني الحر "من حاصلين في الدائرة، اذ ان "التيار" لديه مقعد شبه محسوم في جبيل وهذا ما تمتلكه "القوات" ايضا.وفي كسروان للتيار والقوات مقعدان محسومان، لتنحصر معركة الحزبين على مقعد ثالث لكل منهما في قضاء كسروان.
ووفق خبير مطلع فانه"من دون تحالفات يصعب على القوات الفوز بمقعد اضافي في كسروان، ولكي تحصل على ذلك عليها التحالف مع النائب السابق فارس سعيد الذي سيشكل رافعة للائحة في ظل صعوبة خرقه في جبيل، وبالتالي ستتمكن عندها من خوض معركة جدية على الحاصل الثالث في الدائرة والمقعد الثاني في كسروان".
ووفق الخبير نفسه" يواجه التيار المشكلة نفسها، فهو بالكاد يستطيع ضمان ايصال مرشحه في كسروان، وعليه يجب ان يعقد تحالفات جدية ومتنوعة ليتمكن من خوض معركة الحاصل الثالث ولعل التحالف الامثل للتيار هو مع النائب السابق منصور البون ومع رئيس بلدية جونية جوان حبيش، عندها ستتمتع لائحته بقدرة شعبية كبيرة".
لكن التيار امام مأزق التحالف مع حزب الله، ففي حين قد يكون التحالف غير مفيد انتخابيا، يسعى التيار الى اقناع الحزب بأن يسمي هو المرشح الشيعي وعندها سيكون قادرا على مخاطبة الشارع المسيحي بطريقة افضل مما لو كان المرشح حزبيا تابعا لحزب الله على اللائحة العونية . لكن يبدو ان هذا الخيار ليس واردا لدى الحزب حتى الان.
اما لائحة المجتمع المدني والنائب السابق نعمت افرام والكتائب اللبنانية فستكون لائحة لديها حيوية وستكون قادرة على استقطاب الحلفاء اذ يحكى عن امكان قيام تحالف مع النائب فريد هيكل الخازن او مع الوزير السابق زياد بارود، وعليه فإنها لائحة قادرة على حسم مصير عدد من المقاعد.
لا يزال توقع نتيجة الانتخابات النيابية في دائرة كسروان وجبيل يشوبه الكثير من الغموض، خصوصا ان التحالفات ضبابية الى حد كبير وخاضعة للتغيير بين لحظة واخرى في ظل تداخل الارقام والقواعد الشعبية بين عدد لا بأس به من المرشحين.